في مثل هذا اليوم من عام 1902 تم بناء سد أسوان الاصلي (خزان أسوان) على نهر النيل في مصر على يد البريطانيين من أجل السيطرة على فيضان النيل.
أقيم سد أسوان عند الشلال الاول على نهر النيل في مصر، ويوجد على نهر النيل حاليا في هذه المنطقة سدان كبيران هما السد العالي الذي أقيم خلال الستينيات من القرن الماضي وسد أسوان الذي أقيم مع بداية القرن الماضي. يشهد نهر النيل فيضانا سنويا في فصل الصيف من كل عام بسبب تدفق مياه الامطار من أثيوبيا، وكانت ضفتا النهر تستخدمان في الزراعة منذ العصور الفرعونية القديمة كما كانتا تعتمدان على الفيضان للحفاظ على خصوبتهما، ومع تزايد عدد السكان المحيطين بالنهر ظهرت الحاجة إلى السيطرة على مياه الفيضان لحماية الارض الزراعية وحقول القطن التي كانت تمد مصانع النسيج في بريطانيا بما تحتاج إليه.
بدأ البريطانيون بناء سد أسوان الاول عام 1899 وانتهى البناء عام 1902، كان عرض السد 1900 متر وارتفاعه 54 مترا.
وقد اكتشف البريطانيون سريعا أن التصميم الاصلي غير ملائم لذلك تمت زيادة ارتفاع السد مرتين الاولى من عام 1907 إلى1912 والثانية من 1929 إلى 1933. ولكن مع تجاوز مياه الفيضان للسد عام 1946 تقرر ضرورة بناء سد ثان وأن زيادة ارتفاع السد الحالي للمرة الثالث لن يكون مجديا، وبدأ التخطيط لبناء السد الجديد عام 1952 وبعد فترة قصيرة من قيام ثورة 23 يوليو في مصر، وفي البداية قررت أمريكا المساعدة في بناء السد بقرض قيمته 270 مليون دولار، ولكن أمريكا سحبت عرضها بالمساعدة في بناء السد العالي في منتصف عام 1956، ولكن الحكومة المصرية كانت عازمة على المضي قدما في بناء السد واستخدام إيرادات قناة السويس لتمويل المشروع.
كما أن أجواء الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي والتي وصلت إلى إفريقيا دفعت الاتحاد السوفيتي إلى المساعدة في بناء السد العالي وتحمل حوالي ثلث التكاليف ابتداء من عام 1958، كما قدم السوفييت المساعدات الفنية والمعدات الثقيلة اللازمة لبناء المشروع.
وقد صمم معهد زوك هايدروبروجكت السوفيتي الجسم الصخري والخرساني للسد العملاق. بدأ البناء في السد العالي عام 1960، واكتمل البناء في الحادي والعشرين من يوليو عام 1970، وقد انتهت المرحلة الاولى منه عام 1964، وقد بدأ التخزين وراء السد منذ انتهاء المرحلة الاولى عام 1964 في الوقت الذي استمر فيه بناءالسد حيث وصل إلى طاقته التخزينية الكاملة لاول مرة عام 1979.
وقد أثار بناءالسد وتكوين بحيرة صناعية عملاقة خلفه قلق علماء الاثار بشأن مصير المعابد والاثار الموجودة وراء السد، وبالفعل قادت منظمة الامم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) حملة عالمية عام 1960 لانقاذ معبد أبو سمبل وغيره من الاثار، وبالفعل تم نقل أكثر من 24 أثراً عملاقاً من المناطق التي غمرتها المياه.
|