في مثل هذا اليوم من عام 1977، ألقت السلطات السوفية في موسكو القبض على أربعة منشقين ومنعوا ما لا يقل عن عشرين آخرين من حضور احتجاج سلمي ضد الاضطهاد السياسي الشيوعي.
حدث ذلك بينما كان العالم يحتفل بذكرى إعلان مذكرة حقوق الإنسان من قبل منظمة الأمم المتحدة.
وقال بعض المحتجين ان المسؤولين الروس قد هددوا باستخدام القوة حال مواصلة هذا الاحتجاج.
وكان هذا الحدث دليلاً دامغاً على الإجراءات المتشددة من جانب الحكومة السوفيتية إزاء أي معارضة سياسية.هذا وكان قد تجمع زهاء الخمسة والعشرين معارضاً عند تمثال الشاعر الروسي باش كين في موسكو، للتأكيد على حقهم في حرية الاجتماع والتي يكفلها الدستور السوفيتي الجديد الذي تمت الموافقة عليه مؤخراً.
هذا وقد عدل عشرون آخرون عن الحضور عندما رأوا رجال البوليس السري قابعين خارج منازلهم، علاوة على ذلك، قام المسؤولون السوفيت باعتقال أربعة منشقين آخرين معروفين وإبعادهم عن الاحتجاج.
وقد امتنع أندري ساخاروف، أشهر منشق سياسي سوفيتي، عن الحضور خشية اندلاع أعمال العنف، ومع ذلك، جاء الاحتجاج سلمياً ولم يسفر عن وقوع أي حادث. وُرغم ذلك، كانت الإجراءات السوفيتية المتخذة تعتبر دليلاً على أن الحرية السياسية في روسيا لا تزال بعيدة تماماً عن الواقع.
يذكر أن الصحف الروسية كانت من بين المناهضين لمثل هذه الأفعال التي من شأنها أن تحرم الشعوب من أبسط حقوقها وهو التعبير عن آرائها تجاه السياسات التي تحكمهم.
ولكن حماسة هذه الصحف والإعلام الروسي ككل كانت موجهة فقط لخارج الحدود الروسية أي في الدول الأخرى المنتهكة لحقوق الإنسان.
جدير بالذكر أن هذه السياسات الروسية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في روسيا ظلت نقطة سوداء في ملف العلاقات الأمريكية الروسية إبان فترة الثمانينات من حكم جورباتشوف.
|