في مثل هذا اليوم من عام 1994 حصل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراءالاسرائيلي الراحل اسحاق رابين على جائزة نوبل للسلام مكافأة على جهودهما لتحقيق السلام في الشرق الاوسط.
«نحن نقول لكم اليوم وبصوت واضح وعال: كفى دماء ودموعا، كفى، لم تعد لدينا رغبة في الانتقام، وليس لدينا أي كراهية ضدكم، نحن مثلكم شعب يريد بناء وطنه وزراعة شجرة ويريد الحب والحياة جنبا إلى جنب معكم بكرامة وتعاطف كبشر أحرار، نحن اليوم نعطي السلام فرصة ونقول لكم مرة ثانية: كفى».
كانت هذه بعض الكلمات التي قالها رئيس الوزراء الاسرائيلي المقتول إسحق رابين في البيت الابيض بواشنطن في الثالث عشر من سبتمبر عام 1993 أثناء توقيع إعلان المبادئ للسلام مع الفلسطينيين المسمى باتفاق أوسلو للسلام، وقبل ذلك بدقيقة واحدة قال رابين «دعوني أقول لكم، أيها الفلسطينيون: نحن مقبلون على الحياة معكم على نفس التراب ونفس الارض».
وأضاف رابين الذي كان يعرف عن الحرب أكثر مما يعرفه الاخرون «دعونا نأمل أن يأتي اليوم الذي نقول فيه جميعا: وداعا للسلاح».
وبعد ذلك بعامين اغتيل اسحق رابين على يد متطرف يهودي يرفض السلام مع الفلسطينيين. وفي كلمته بمناسبة فوزه بجائزة نوبل قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الجائزة «ليست مكافأة على تحقيق انجاز ولكنها تشجيع لمتابعة الجهود بخطوات أكبر ووعي أعمق بنوايا أصدق لكي نحول خيار السلام إلى سلام شجعان من مجرد كلمات إلى واقع وحقيقة». وهذه بالفعل كلمات تنطق بالحكمة، وكان اتفاق أوسلو أول اختراق حقيقي لحلقة الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين وأول نجاح يحققه الرئيس عرفات ويلعب في تحقيقه دورا حيويا.
ولكنه كان مجرد أول إنجاز وليس إنجازا نهائيا، فمازال البحث عن الانجاز النهائي مستمرا. ولهذا كان الاتفاق مهماً لوضع أهداف طموحة جدا تتمثل في التوصل إلى اتفاق إطار عمل بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال أربعة أشهر واتفاق دائم خلال11 شهرا، وهذه الاهداف تعكس شعورا بإلحاح الحاجة إلى تسوية الصراع، وتحقيق هذه الاهداف يحتاج إلى حلول وسط مبتكرة وشجاعة كبيرة.
| 
