سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة/ الأستاذ خالد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابعت سير تطور جريدة الجزيرة وانتقالها إلى مرحلة متقدمة جعلتها في مقدمة الصحف اليومية. ولا شك أن هذا التقدم صاحبه مشقة وعناء، ولولا ذلك لساد الناس كلهم.. ومما يؤكد هذا التقدم قراءتها من عامة من أعرف وأجالس والتحدث بمسائل متنوعة يذكر المتحدثون جملة أن مصدرهم جريدة الجزيرة، مع أن الكمال عزيز ويأبى الله إلا أن يكون الكمال لكتابه العزيز، لكنها المحاولات الجادة الطاردة للجمود الناشدة لمقاربة الكمال، ويلاحظ أنه من الحرص على نشر الجريدة ولو في أذهان العامة جاءت عبارة «الجزيرة تكفيك» ومع حسنها إلا أن هناك عبارة تعطي دلالة أعم وأشمل من هذه وهي «الجزيرة تغنيك» لأن الإغناء يأخذ منه الإنسان حد الكفاية ويزيد ولا يكون معه محتاجا لغيره من مصادر صحفية أخرى، وحد الكفاية لايغتني به الإنسان بل تجعله في حالة تتماشى مع ظروفه المحيطة فيكون محتاجاً لغيرها من أحد وفي حديث عن صدقة الفطر أغنوهم يومهم..
وابن قدامة رحمه الله ألّف في الفقه مؤلفات وسمها بعناوين تتفق مع نوعية المؤلَّف فقد ألّف «العمدة» للمبتدئين ثم «المقنع» للمتوسطين، ثم «الكافي» وهو متوسط بين الإطالة والاختصار ذكر فيه من الأدلة ما يؤهل الطلبة للعمل بالدليل، ثم المغني وهو كتاب مفيد للعلماء على اختلاف مذاهبهم ولذلك يقال «المغني يغنيك».
آمل النظر في صلاحية العبارة المقترحة ومناسبتها، واعتبار هذا مساهمة مني في البحث عن الأفضل لجريدة الجزيرة وأرفق لكم المعاني اللغوية لمعنى «تكفيك» و«تغنيك».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم /د. محمد بن عبدالعزيز الثويني
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالرس وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية.
لسان العرب ج: 15 ص:226
كفي كفي الليث كفى يكفي كفاية إذا قام بالأمر ويقال استكفيته أمرا فكفانيه ويقال كفاك هذا الأمر أي حسبك وكفاك هذا الشيء وفي الحديث من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه أي أغنتاه عن قيام الليل وقيل إنهما أقل ما يجزئ من القراءة في قيام الليل وقيل تكفيان الشر وتقيان من المكروه وفي الحديث سيفتح الله عليكم ويكفيكم الله أي يكفيكم القتال بما فتح عليكم والكفاة الخدم الذين يقومون بالخدمة جمع كاف وكفى الرجل كفاية فهو كاف وكفى مثل حطم عن ثعلب واكتفى كلاهما اضطلع وكفاه ما أهمه كفاية وكفاه مؤونته كفاية وكفاك الشيء يكفيك واكتفيت به أبو زيد هذا رجل كافيك من رجل وناهيك من رجل وجازيك من رجل وشرعك من رجل كله بمعنى واحد وكفيته ما أهمه وكافيته من المكافاة ورجوت مكافاتك ورجل كاف وكفي مثل سالم وسليم ابن سيده ورجل كافيك من رجل وكفيك من رجل وكفى به رجلا قال وحكى ابن الأعرابي كفاك بفلان وكفيك به وكفاك مكسور مقصور وكفاك مضموم أيضا قال ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث التهذيب تقول رأيت رجلا كافيك من رجل ورأيت رجلين كافيك من رجلين ورأيت رجالا كافيك من رجال معناه كفاك به رجلا الصحاح وهذا رجل كافيك من رجل ورجلان كافياك من رجلين ورجال كافوك من رجال وكفيك بتسكين الفاء أي حسبك وأنشد ابن بري في هذا الموضع لجثامة الليثي سلي عني بني ليث بن بكر كفى قومي بصاحبهم خبيرا هل اعفو من أصول الحق فيهم إذا عرضت وأقتطع الصدورا وقال أبو إسحق الزجاج في قوله عز وجل وكفى با وليا وما أشبهه في القرآن معنى الباء للتوكيد المعنى كفى الله وليا إلا أن الباء دخلت في اسم الفاعل لان معنى الكلام الأمر المعنى اكتفوا با وليا قال ووليا منصوب على الحال وقيل على التمييز وقال في قوله سبحانه أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد معناه أولم يكف ربك أولم تكفهم شهادة ربك ومعنى الكفاية ههنا أنه قد بين لهم ما فيه كفاية في الدلالة على توحيده وفي حديث ابن مريم فأذن لي إلى أهلي بغير كفي أي بغير من يقوم مقامي يقال كفاه الأمر إذا قام فيه مقامه وفي حديث الجارود وأكفى من لم يشهد أي أقوم بأمر من لم يشهد الحرب وأحارب عنه فأما قول الأنصاري فكفى بنا فضلا على من غيرنا حب النبي محمد إيانا فإنما أراد فكفانا فأدخل الباء على المفعول وهذا شاذ إذ الباء في مثل هذا إنما تدخل على الفاعل كقولك كفى بالله وقوله إذا لاقيت قومي فاسأليهم كفى قوما بصاحبهم خبيرا هو من المقلوب ومعناه كفى بقوم خبيرا صاحبهم فجعل الباء في الصاحب وموضعها أن تكون في قوم وهم الفاعلون في المعنى وأما زيادتها في الفاعل فنحو قولهم كفى با وقوله تعالى وكفى بنا حاسبين إنما هو كفى الله وكفانا كقول سحيم كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فالباء وما عملت في موضع مرفوع بفعله كقولك ما قام من أحد فالجار والمجرور هنا في موضع اسم مرفوع بفعله ونحوه قولهم في التعجب أحسن بزيد فالباء وما بعدها في موضع مرفوع بفعله ولا ضمير في الفعل وقد زيدت أيضا في خبر لكن لشبهه بالفاعل قال ولكن أجرا لو فعلت بهين وهل يعرف المعروف في الناس والأجر أراد ولكن أجرا لو فعلته هين وقد يجوز أن يكون معناه ولكن أجرا لو فعلته بشيء هين أي أنت تصلين إلى الأجر بالشي الهين كقولك وجوب الشكر بالشيء الهين فتكون الباء على هذا غير زائدة وأجاز محمد بن السري أن يكون قوله كفى با تقديره كفى اكتفاؤك با أي اكتفاؤك با يكفيك قال ابن جني وهذا يضعف عندي لأن الباء على هذا متعلقة بمصدر محذوف وهو الاكتفاء ومحال حذف الموصول وتبقية صلته قال وإنما سنه عندي قليلا أنك قد ذكرت كفى فدل على الاكتفاء لأنه من لفظه كما تقول من كذب كان شرا له فأضمرته لدلالة الفعل عليه فههنا أضمر اسما كاملا وهو الكذب وهناك أضمر اسما وبقي صلته التي هي بعضه فكان بعض الاسم مضمرا وبعضه مظهرا قال فلذلك ضعف عندي قال والقول في هذا قول سيبويه من أنه يريد كفى اكقولك وكفى الله المؤمنين القتال ويشهد بصحة هذا المذهب ما حكي عنهم من قولهم مررت بأبيات جاد بهن أبيات وجدن أبياتا فقوله بهن في موضع رفع والباء زائدة كما ترى قال أخبرني بذلك محمد بن الحسن قراءة عليه عن أحمد بن يحيى أن الكسائي حكى ذلك عنهم قال ووجدت مثله للأخطل وهو قوله فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها وحب بها مقتولة حين تقتل فقوله بها في موضع رفع بحب قال ابن جني وإنما جاز عندي زيادة الباء في خبر المبتدإ لمضارعته للفاعل باحتياج المبتدإ إليه كاحتياج الفعل إلى فاعله والكفية بالضم ما يكفيك من العيش وقيل الكفية القوت وقيل هو أقل من القوت والجمع الكفى ابن الأعرابي الكفى الأقوات واحدتها كفية ويقال فلان لا يملك كفى يومه على ميزان هذا أي قوت يومه وأنشد ثعلب ومختبط لم يلق من دوننا كفى وذات رضيع لم ينمها رضيعها قال يكون كفى جمع كفية وهو أقل من القوت كما تقدم ويجوز أن يكون أراد كفاة ثم أسقط الهاء ويجوز أن يكون من قولهم رجل كفي أي كاف والكفي بطن الوادي عن كراع والجمع الأكفاء ابن سيده الكفو النظير لغة في الكفء وقد يجوز أن يريدوا به الكفؤ فيخففوا ثم يسكنوا.
لسان العرب ج: 1 ص:47
ولن تجزئ عن أحد بعدك أي لن تكفي من أجزأني الشيء أي كفاني ورجل له جزء أي غناء قال إني لأرجو من شبيب برا والجزء إن أخدرت يوما قرا أي أن يجزئ عني ويقوم بأمري وما عنده جزأة ذلك أي قوامه ويقال مالفلان جزء وما له إجزاء أي ما له كفاية وفي حديث سهل ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان أي فعلا ظهر أثره، وقام فيه مقاما لم يقمه غيره ولا كفى فيه كفايته.
لسان العرب ج: 1 ص: 314
قال الأزهري وإنما سمي الحساب في المعاملات حسابا لأنه يعلم به ما فيه كفاية ليس فيه زيادة على المقدار ولا نقصان.
لسان العرب ج: 8 ص: 419
البلاغ ما يتبلغ به ويتوصل إلى الشيء المطلوب والبلاغ ما بلغك والبلاغ الكفاية ومنه قول الراجز:
تزج من دنياك بالبلاغ
وباكر المعدة بالدباغ
وتقول له في هذا بلاغ وبلغة وتبلغ أي كفاية.
الفائق في غريب الحديث ج: 4 ص: 126
يقال فلان ما ينضج كراعا وما يستنضج إذا كان عاجزا لا كفاية فيه ولا غناء.
غريب الحديث لابن الجوزي ج:2ص:6
أعوذ بك من الضبنة في السفر قال الخطابي الضبنة عيال الرجل ومن تلزمه نفقته سموا ضبنة لأنهم في ضبن من يعولهم والضبن ما بين الكشح والإبط تعوذ بالله من كثرة العيال في مظنة الحاجة وهو السفر قال ويجوز أن يكون تعوذ من صحبة من لا غناء فيه ولا كفاية إنما هو كل وعيال.
لسان العرب ج:15 ص: 137
وقد غني عنه ومالك عنه غنى ولا غنية ولا غنيان ولا مغنى أي مالك عنه بد ويقال ما يغني عنك هذا أي ما يجزئ عنك وما ينفعك وقال في معتل الالف لي عنه غنوة أي غنى حكاه اللحياني عن الكسائي والمعروف غنية.
لسان العرب ج: 15ص: 136
وفي حديث الخيل رجل ربطها تغنيا وتعففا أي استغناء بها عن الطلب من الناس وفي حديث الجمعة من استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غنى حميد أي اطرحه الله ورمى به من عينه فعل من استغنى عن الشيء فلم يلتفت إليه وقيل جزاه جزاء استغنائه عنها كقوله تعالى نسوا الله فنسيهم وقد غني به عنه غنية وأغناه الله وقد غني غنى واستغنى واغتنى وتغانى وتغنى فهو غني.
القاموس المحيط ج: 1 ص: 1700
غنى واستغنى واغتنى وتغانى وتغنى واستغنى الله تعالى سأله أن يغنيه وغناه الله تعالى وأغناه والاسم الغنية بالضم والكسر والغنوة والغنيان مضمومتين والغني ذو الوفر كالغاني وما له عنه غني ولا مغنى ولا غنية ولا غنيان مضمومتين: بُدّ.
|