غياب النحو في الساحة الثقافية
سارة العبدالله

دائماً يشكو الكثير من جمود النحو فما هو السبب ياترى لو فكرنا قليلاً لرأينا النحو محصوراً في نطاق ضيق واللغة لاتزدهر الا في كنف ابنائها، يجب ان يتفاعل المجتمع مع لغته، يعطيها وتعطيه يطلع على ما فيها وما تحويه من كنوز، فوسائل النشر يجب ان تضطلع بهذه المهمة، فللغة العربية صوت يجب ان يسمع، لا نجد اهتماما في نطاق الساحة الثقافية بشؤون اللغة والنحو، فكيف يعيش الورد وهو محبوس بلا ماء ولا هواء، النحو يدرس في المدارس ثم بعد ذلك ينفصل الطالب عنه انفصالاً تاماً والمفترض انها لغته يجب ان تعيش معه اينما كان في الساحة الثقافية مثلاً نجد كل الاهتمام منصباً على الادب الملاحق الثقافية في الصحف تفرد الصفحات حول النقد والادب قراءة في رواية، نقد لكتاب ادبي، تحليل لنظريات ادبية، نادراً ما يتحدثون عن شؤون اللغة والنحو، اللغة ميتة تقريباً في ساحتنا الثقافية، في مجلاتنا الثقافية نجد الحال نفسه، ارى المجلة مليئة بالقصائد والشعر ولا نجد صفحات لغوية تربط ابن اللغة بلغته وتنمي فيه حب لغته، فالمشهد الثقافي لدينا عموما يطغى عليه الادب والادباء، الادباء تقام لهم الامسيات وتدار حولهم الندوات وتعمل لهم المقابلات والحوارات وتحلل قصائدهم وقصصهم ادبياً ونقدياً ويحظون بالمناقشات ولا يمكن ان ننسى المناقشات المطولة حول موسوعة الادب السعودي ولكن اين هم اهل اللغة والنحو لماذا لا يفعلون مثل ما يفعل الادباء؟ لماذا يعيشون في الظل؟ لماذا يكتفون بتكديس كتبهم في المكتبات وبحوثهم في اروقة الجامعات لماذا لا يعيدون للغة العربية مجدها بطرح قضاياهم اللغوية على الملأ وبطرح الحوارات والمناقشات في الصحف والمجلات الثقافية وبإقامة الندوات والمؤتمرات التي تساعد على النهوض بلغتنا وتقريبها من العامة وتذليل صعوباتها، وطرح كل جديد من قضايا النحو واللغة، اتمنى مثلاً ان يقيموا مؤتمراً للغة العربية على شاكلة مؤتمر المكتبات والمعلومات الذي اقيم، نريد ظهورهم على الساحة الثقافية ومشاركتهم الفاعلة فيها لكي يثروا الساحة الثقافية بما يحيي ذكر اللغة العربية كما كان سابقا في العصور الاولى حيث كانت للنحويين صولاتهم وجولاتهم يتبارون فيما بينهم لحل المسائل النحوية ويتنافسون في ذلك، يطرحون نقاشاتهم على الملأ في المجالس، لهم شهرتهم المدوية التي تساهم في شهرة النحو نفسه، وينشرون علمهم بحيث يصبح علمهم قريباً من الناس حالياً اهل اللغة والنحو في هدوء وسكون، لماذا لا تبدأ صحيفتنا الجزيرة بالخطوة الاولى بان تخصص في مجلتها الثقافية صفحة لغوية خاصة اسوة بصفحاتها الادبية، فتفتح المجال لأهل اللغة والنحو للظهور بحيث نعيد للنحو وقضايا اللغة وهجهها وتألقها يفيدنا ذلك ويعمق محبتنا للغتنا ويحيي ذكرها في نفوسنا لكي لا تكون عبارة عن مادة مدرسية فقط، ولكم كل شكر وتقدير.