كانت صورة الحياة الزوجية في الماضي الرجل في المزرعة يعمل والزوجة في البيت تنتظر المساء ليعود على العشاء ليأكل مما لذَّ وطاب ثم يخرج للسمر مع الأصحاب وعندما يعود تحاول أن تسرق الدقائق التي تفصل باب البيت عن باب غرفة النوم لتطمئنه عن حال البيت، وغالباً لا تتمكن من طمأنته عن العيال فهو نائم الآن.
نحن في الألفية الأولى الآن هو تاجر شاطر ولا بد للتاجر من السفر بيعيداً وحيداً لإتمام الصفقات، فالنساء يجلبن النحس ويضيعن على الرجال الفرص، ويعود بعد طول انتظار وقد حقق نجاحاً باهراً فوقَّع عقود الصفقة وهو متعب منهك من مشقة التفاوض والنقاش كل ما يريده هو السرير ولا وقت لتسأله عن أين كان وماذا فعل «فاللي فات مات» وخلينا نحلم ببكرة.
ها قد وصلنا الى الألفية الثانية هو رجل قانون يكن له الجميع كل الاحترام والمحبة، والكل يحسدها على من يحبها فهو من المدافعين عن حقوق النساء بشراسة واصرار، إلا حقوق سيدة تسكن بيته فقد انشغل عنها لإيفاء حقوق الأخريات.
الألفية الثالثة عصر التكنولوجيا والفضاء فالأرض ضاقت بمن فيها وأصبح من الضروري أن يحلِّق بين الكواكب السماوية والأجساد البشرية وهي لا تزال تنتظره على الأرض في منزله القديم قرب الحقل ليعود إليها فتسأله عن النجوم فيثبت لها بدليل لا جدال فيه أنها تظهر قبل العصر لا بعد العشاء.
تمر السنون والأيام ويبقى هو كما كان في قديم الزمان دون تغير أو حراك إلا في العمر والأوزان كل ما يهمه هو النوم والنسيان.
| 
