لقد ظلت المكتبة تقليدياً تعرف بأنها مكان للكتب، ويعرف المكتبي بأنه حارس تلك الكتب، وأسهمت في ذلك العلاقات بين المكتبيين وبين الكتب.
أما الآن، وقد طَوّرَ المجتمع وسائل أخرى لاختزان ونقل المعلومات والمعارف، فقد تدنت قدرتنا على إقناع المجتمع بما للمكتبي من أهمية، وربما تكون علاقاتنا بالكتب عرضة للمساءلة، لذا يرى بعض المختصين أن الاتجاه نحو التخلي عن الكتب وما يؤدي إليه من استخدام متزايد للوسائط الأخرى سوف يستمر، إننا سنكون مضطرين إلى أن نقرر ما إذا كان دورنا سيظل مقتصراً على المحافظة على الكتب، فالوقت مناسب الآن كي يبحث المكتبيون عن الأدوار الاجتماعية التي ترفع من قدرهم.
ومن ثم يمكن القول بأن مدارس المكتبات تقود المهنة نحو بحار مجهولة، بينما المكتبات العامة والمكتبات المدرسية والمكتبات الاكاديمية تلهث من خلفها وربما قام التربويون في مدارس المكتبات بقيادة القطاعات الاخرى من المهنة خلال تلك الحقبة المهمة من التغيير الاجتماعي، إن الحاجة إلى الوصول المنظم إلى المعلومات لا ينتظر لها إلا أن تزداد في عصر الإلكترونيات، فالمهنة التي بإمكانها تنظيم ملايين الكتب، تقدم مهارات كثيرة يتطلبها تنظيم المعلومات بغض النظر عن الشكل الذي تتخذه.
وإذا نظرنا إلى الكتاب باعتباره وسيلة إلى غاية الوصول إلى المعلومات، فإنه يصبح من الممكن إذن أن ننظر إلى الوسائل الأخرى باعتبارها وسائل لذات الغاية، ومن ثم ندخل هذه الوسائل ضمن تصميم المكتبة، ومن ثم عني كتاب المكتبة الإلكترونية بعرض المبادئ الخاصة بمشاركة المكتبات والمكتبيين في التقنية.
إن الوعي بما لدينا من إمكانات كامنة لمواجهة المستقبل يمكن أن يسهم في توجيههنا نحو تطوير استراتيجيات تتيح للمكتبات، لا أن تبقى فحسب، بل أن تزدهر كذلك، لقد بدأت عملية التغيير في المكتبات، وها هو الوقت قد حان كي تقوم مهنة المكتبات وعلم المعلومات بتحمل واجبها بشكل منهجي.
ختاماً أقول: إن علينا أن نطور وونحدد دورنا قبل أن يقوم غيرنا بفرض رؤيتهم علينا؟.
(*) عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|