لا يمكن بأي حال.. التقليل من همة ونشاط ودور الكثير من نسائنا.. سواء في الوقت الحاضر أو في القدم..
** المرأة.. كانت في السابق.. تحرث وتزرع وتحصد وتطبخ وتغسل الملابس والقدور.. وتحمل وتلد وترضع وتهتم بكل شؤون وشجون البيت مكتملة.. بل إن بعضهن تصنع «الكليجا» و«الأقط» وتعد وجبات للبيع.. وتقوم بدور يعجز عن القيام به عشرة «رجاجيل».. لتؤكد قدرة وكفاءة ودور المرأة وحجم تحملها للمسؤولية.. وهكذا المرأة اليوم..
** والذين يحاولون التقليل من دور المرأة اليوم.. أو يقولون.. إن المرأة عموم المرأة.. خلدن للراحة وأخذها الكسل والنوم.. وان الخادمة قامت بدورها.. لا شك واهمون..
** نعم.. هناك نساء كسالى.. وهناك نساء لا يعرفن شيئاً.. ولكن هناك نساء عن عشرة رجال.. تقوم بدورها المحدد لها على أكمل وأفضل وجه.. ولك أن تتابع مناشطهن في المحافل الأكاديمية والطبية والحقول العلمية والمجالات الأخرى.. ليظهر لك.. أن المرأة هنا.. ليست هينة..
** هناك أكثر من امرأة.. هي وراء تفوق ونجاح زوجها.. نساء هن وراء تفوق ونجاح أولادهن وبناتهن.. بينما هن.. إما أرامل أو زوجات لرجال لا يهشون ولا ينشون.. ولا يعرفون غير الاستراحات وملاحق البيوت والكشتات والسهرات و«الزرقات».
** إن أمامنا أمثلة كثيرة وكثيرة على تفوق ونجاحات نسائنا في ميادين شتى.. ولقد لفت نظري ما سمعته عن خمس معلمات تم تعيينهن في محافظة القويعية.. ولما فَكَّرن وجدن أن المسافة بين الرياض والقويعية فوق مائتي كيلو متر.. بمعنى.. أنهن.. اما أن يسكن في القويعية.. أو عليهن قطع مسافة «400 كم» يومياً.. مع الأخطار والمشاكل النفسية والبدنية وسوء الإنتاج والمشاكل الأخرى.. ففكرن في افتتاح مطعم «شعبي» للأكلات الشعبية بمدينة الرياض.. وتم افتتاح المطعم.. وصار من أفضل المطاعم وأكثرها نجاحاً.. وحقق تفوقاً كبيراً للغاية.. وأصبح له حضور.. وصارت أكثر وأكبر البيوت تتعامل معه بالهاتف..
** وكلنا يعرف حجم تعلقنا بالأكلات الشعبية.. وصارت الواحدة بفضل الله.. تدخل شهرياً قدر راتبها سنوياً.. وهذه نعمة من الله وفضل منه.. وصرن يعملن في مجالهن.. وهو مجال خصب للغاية.. ويناسب المرأة..
** ويقال.. إن زوج إحداهن.. استقال من وظيفته الحكومية.. وأصبح مسؤولاً عن المشتريات وإعداد متطلبات المطعم براتب ضخم قد يعادل راتبه الوظيفي خمس مرات.. أضف إلى ذلك حافظة «حنيني» أو «مرقوق» مجاناً كل يوم..
** هذا المطعم.. المشهور بطعم المدرسات.. حقق نجاحات كبيرة.. وأصبح على كل لسان.. بل صار ينافس أكبر المطاعم.. وقد أبدعن في صنع شيء جيد وجديد..
** الذين يتابعون هذا المطعم.. ويتابعون العمل فيه.. يقولون إن هؤلاء الشابات شعلة نشاط.. وانهن يعملن بكفاءة وقدرة ونجاح منقطع النظير.
** وبعد هذا.. هل هناك من يقول.. إن «حريمنا» كسولات أو عجَّازات.. أو همهن الوظيفة والمكتب والنوم؟
** إنني أشيد بنجاح بعض بناتنا.. ليس في الطبخ.. ولكن في احتضان مشروع ناجح كان يلتهمه الأجنبي.. ويحول دخله للخارج..
** في حين أن بعض الرجال «شبابنا» للأسف.. يخجل من أن يعمل سباكاً أو نجاراً أو سمكرياً أو في أي مهنة أخرى.. بل إن بعضهم يرفض العمل في «تخصصه» ويبحث عن المكتب..
** أخيراً.. لديّ اقتراح «للنشميات» صاحبات المطعم.. وهو زخرفة شهادة البكالوريوس بالزري و«الدناديش» والخيوط الملونة.. ويكتب عليها بخط واضح وملون «بِيْزْ الرئاسة» أو «بِيزْ.. أبو عليان» أو ترسم الشهادة على «الصماط» ويكتب عليه «صماط وزارة الخدمة المدنية».
|