في حياة المرء أمنيات كثيرة بينها أمنيتان كبيرتان جدا واحدة تراوح بين المستحيل والتحقق تفصل في احلام اليقظة كما يحلم فقير كحيان ان يتزوج ملكة جمال العالم الأيرلندية والثانية مستحيلة كأن يعيش مئات السنين.. من حسن حظي فأنا لا أحلم بالزواج من ملكة جمال ايرلندية أو هندية ولكني أحلم أن أعيش مائتي سنة أو أن أعود بعد مائتي سنة وأرى ما حل بهذا العالم.
لم يجرؤ بعد أي من علماء دراسات الشيخوخة أو البيوديمغرافيون على التنبؤ بأكثر من مائة وخمسين سنة يمكن أن يصلها البني آدم. وحتى هذه فيها نظر. بعض العلماء يرى أن عمر الإنسان ثابت لن يتعدى المائة والعشرين سنة الموثقة رسميا باسم احدى المواطنات الفرنسيات وأن معدل عمر الإنسان لن يتجاوز الخامسة والثمانين وهو ما بلغته المرأة اليابانية بينما يرى علماء آخرون أن هذا المعدل سوف يتم تجاوزه.
حسب الإحصاءات فالإنسان يكسب كل قرن خمساً وعشرين سنة تضاف الى معدل عمره. قفز عمره من 27 سنة الى 65 سنة. فالذين ولدوا في الولايات المتحدة عام 1900م عاش الفرد منهم معدل عمر 27 سنة أو أقل من خمسين سنة بينما وصل معدل عمر الإنسان في أمريكا في وقتنا الحالي 78 سنة. رغم أن أصحاب الأعمار المديدة قليلون إلا أن عددهم يتزايد باستمرار. كما أن عدد الذين يبلغون المائة يتضاعف كل عشر سنوات، رغم هذه الاحصاءات إلا أن بعض علماء الشيخوخة يرون خلاف هذا. فالمسألة ليست إضافة عمر بقدر ما هي إضافة بشر فالأطفال لم يعدوا يموتون كثيرا بالأمراض المعدية والطفيلية وكل حياة يتم انقاذها تضيف عشرات السنين إلى العدد الكلي الذي يستنبط منه معدل متوسط العمر.
الحياة لا تعيقها الأمراض التي تصيبنا لأن سؤال الحياة يكمن في مكان آخر: لماذا تبدأ أجسادنا بالتلف ما إن نبلغ الثلاثين من العمر. لا أحد يعرف حتى الآن لماذا يموت الإنسان من الهرم، لذا فإن طول عمر الإنسان لا يمكن أن يأتي من مكافحة الأمراض، ولكن من ابطاء عملية الهرم. هناك بعض الإشارات تأتي من المعامل تلمح إلى إمكانية ابطاء عملية الهرم فمثلا إذا اطعم الفأر غذاء قليل السعرات الحرارية يعيش 40% زيادة على معدل عمره العادي.
وحتى الحيوانات وبينها الإنسان يمكن ان يعيش عمراً أطول لو تم إخصاؤه. لا أظن أن إنساناً على استعداد أن يطيل عمره بهذه الطريقة وخصوصا ربعنا، يبقى سؤال آخر: لماذا تعيش كائنات أطول من أخرى؟ فالذباب يعيش أياماً فقط بينما يعيش الفأر ثلاث سنوات في الوقت الذي تعيش فيه سمك الصدفي مائتي سنة. هناك نظريات مختلفة، من تكون عنده حركة الأيض اسرع يكون موته أسرع. وذوات الدماء البارد تعيش حياة أطول من ذوات الدم الحار.والحيوان الذي يعيش بشكل أسرع يموت أسرع. كما أن حجم الجسم له دور فكلما كبر حجم الكائن عاش اكثر وهناك ايضا نظريات تتصل بالفلسفة تفسر لماذا يموت الإنسان من الهرم، من بينها نظرية السير بيتر مدوير المبنية على الانتخاب الطبيعي. فالكائن يعيش قويا إلى أن يخلف فالانتخاب الطبيعي لا يشجع بقاء الكائن عندما تنتهي صلاحيته الجنسية.
العيش سنوات أكثر هو هاجس الإنسان دائماً لكن من الصعب التوصل الى السبب الرئيسي وراء هذا التوق.
للموضوع صلة فاكس 4702162
|