Wednesday 10th december,2003 11395العدد الاربعاء 16 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فيما حدت السدود من مخاطر الأودية.. أهالي القريات: فيما حدت السدود من مخاطر الأودية.. أهالي القريات:
سالت الشعبان وفروع المثاني.. والسحايب وبلها حلت بردية

  * تقرير - سليم صالح الحريص :
.. ترقب يسبق دخول «الوسم»
حين يلملم الصيف عباءته مودعا.. يكون الناس في حالة ترقب لقادم يحمل الخير باذن الله.. انه «الوسم» ويعني.. المطر.. البرق.. الرعد.
ذلك الخير والرحمة التي ينزلها الله على عباده.. فتشق الارض وتظهر دفائنها خضرة ونماء.. جمالا اخاذا وبهجة تسكن المهج.
كان مساء الخميس الماضي وفي القريات بكل قراها وهجرها وبواديها له وقعة على الانفس.. له احتفاليته.. كان موعدا مع المطر المدرار.. مع الرد .. مع البرق الذي يشق الظلمة بوميضه الخاطف.. ودقات حبات المطر المموسقة والتي تشيع في النفس الكثير من الطمأنينة.. من الدفء وذلك الابيض الذي وشم تلال الحديثة والرشراشية «البرد».
هطل استمر لاكثر من خمس ساعات متواصلة لتعم خيمة السحابة كل مفالي القريات ولم تكن هناك بقعة يابسة.. خير عميم وهبة الباري عز وجل لارض تباهي بجمالها وفتنتها عقب كل موسم ماطر. ذلك الجو الذي عشناه، تلك الامسية البهية، اعادني الى سنوات الربيع التي شهدتها القريات خلال سنوات مضت.. رددت مع شاعر من ابناء القريات قصيدته التي يصور بها حال الارض عقب الامطار وهو خلف الاسيد الشراري وهو ينشد:
مع طلوع سهيل للمسرى دعاني
ضوح برّاق المزون العقربيّة
ارعدت وامطر مطرها الريهجاني
وحطت الماء من مراهيش ثرويّة
سالت الشعبان وفروع المثاني
والسحايب وبلها حلت برديّة
يجتلد فوق الوطا جلد السواني
غيث خير وقدرة المولى قويّة
لا حوادث تذكر
رغم غزارة المطر وجريان اكثر من «13» واديا قادماً من الهضبة السابقة وهذا بفضل الله. رغم التخوف الذي يصاحب مثل هذه الاجواء وكما جرت العادة عليه في كل المواسم المطيرة للاعوام السابقة.
وقد ابلغت «الجزيرة» مصادر بالدفاع المدني بالقريات الى انه تم اخلاء اسرة لمنزلهم بالقريات كاجراء احترازي وكذلك ايواء عدد من المواطنين في العيساوية حيث احاطت مياه الامطار بمنازلهم ونظرا لدخول فصل الشتاء وموسم الامطار فقد طلبت ادارة الدفاع المدني بالقريات احدى طائرات الدفاع المدني والمخصصة للانقاذ لتبقى كاجراء احترازي لمباشرة اية حوادث لا قدر الله في الايام القادمة مع بدء فصل الشتاء ومن المنتظر وصولها قريبا.. ان لم تكن وصلت بالفعل.
السدود أدت ماهو مطلوب
منها ولكن..!!
تشكل الاودية الـ13 والقادمة من الهضبة الاردنية خطرا يتهدد القريات كل موسم امطار اخطرها امطار شهر محرم 1421هـ والتي شكلت اكبر واخطر تهديد للمدينة وحاصرتها المياه من كل الجهات وأدى جريان الاودية الى وفاة «2» من ابناء القريات هم من افراد حرس الحدود ونفوق المئات من المواشي وتلف المحاصيل الزراعية وفي هذا العام كانت السدود التي قامت بتنفيذها وزارة «الزراعة والمياه.. سابقا» توفر الحماية للمدينة بعد الله وتحد من تلك الخطورة التي كانت تترصد للقريات بكافة احيائها ومرافقها. لكن السؤال المهم هل تصميم هذه السدود وتنفيذها تمنحنا الطمأنينة والامان بعد حماية الله سبحانه؟ ان علمنا انها سدود ركامية لا تتوافر على عمق يتيح خزن اكبر كمية من المياه.
تضافر جهود الجميع
تجلى التعاون بين كافة القطاعات واظهرت الامطار مقدار التعاون الهادف والذي يستهدف توحيد الجهد وبلورة اداء جيد يعني بالمصلحة العامة وبمتابعة كريمة من صاحب السمو الملكي الامير فهد بن بدر بن عبد العزيز امير منطقة الجوف.
قام سعادة وكيل محافظة القريات الاستاذ عبد الله بن غازي المريخان يوم السبت الماضي يرافقه مديرو الجهات المعنية بتفقد السدود ومجاري الاودية والاحياء السكنية وقد رافقه في الجولة العقيد عبد الله الناشي مدير الدفاع المدني والمهندس فارس الشفق رئيس بلدية القريات والمهندس محمد عودان الزارع مدير عام الزراعة حيث اطمأن المريخان على الوضع وتابع بعض الاعمال التي تقوم بها ادارتا الدفاع المدني والبلدية في سبيل مسح مجاري الاودية وازالة العوائق امام جريانها كما شاهد احواض السدود واطمأن على سلامتها ووجه هذه الجهات بالعمل بروح الفريق الواحد خدمة للصالح العام والسلامة للجميع واثنى على ما تقوم به هذه الجهات حفاظا على الارواح والممتلكات وقد بذلت تلك الجهات جهدا وجاهزية لاي طارئ.
اغلاق طريق غطي - عين الحواسي
لغزارة المياه المتدفقة من وادي باير وجريانه باتجاه الشمال وارتفاع منسوبه فوق طريق غطي العين كونه طريق زراعي والذي لم يراع عند تنفيذه وجود عبارات او جسور توفر له الحماية ولمرتاديه. ولخطورته على عابريه فقد وجه وكيل المحافظ باغلاق الطريق بشكل مؤقت حتى تراجع منسوب المياه حفاظا على السيارات المارة وارواح قائديها.
كمية الأمطار
تضاربت الارقام الخاصة بكمية الامطار التي سقطت على القريات مساء يوم الخميس الماضي 10/10/1424هـ اذ تقول محطة الارصاد الجوية بالقريات ان كمية الامطار هي «4 ،12» ملم بينما محطة الهيدرولوجيا التابعة لوزارة المياه والكهرباء فتقول ان كميتها بلغت «4 ،25» ملم، فلا نعلم سبب هذا التفاوت وايهما الادق؟
مياه السدود وكميتها
بلغت كميات مياه الامطار المحجوزة خلف السدود «تقريبا»:
1- حصيدة الغربية «مليون متر مكعب».
2- حصيدة الشرقية «مليوني متر مكعب».
3- وادي باير «مليون متر مكعب»
وهذه الكميات لاشك انها سترفد المخزون الجوفي من المياه ورفع منسوب المياه في الآبار المستخدمة في المزارع.
اما احتجاز مياه سد وادي حصيدة الغربية فليس ذا فائدة تذكر بل انه سيلحق التصحر في «فيضة الرشراشية» والتي هي مفيضة وبها عدد من المزارع وتشكل هذه الفيضة متنزها بريا لاهالي القريات كونها منطقة نباتات برية كالبابونج والرشاد والشيح وغيرها فحبذا لو اتخذت التدابير حيال وصول كمية من هذه المياه لهذه الفيضة.
ملاحظات مهمة
1- بطون الاودية تشكل مصايد للمواطنين اثر قيام ملاك الشيولات والقلابات بنقل مكوناتها الطبيعية من رمل وحصى لاعمال البنى وتركوا اماكن ما اخذوه حفرا عميقة وخطرة وتشكل تهديدا للارواح وقد قضى فيها عدد من المواطنين في سنوات مضت فيجب الزامهم بردم مكان ما اخذوه او منعهم ان لزم الامر حيث اوجد عدد من الكسارات للبحص والرمل. اما حاليا فيجب ردم هذه الحفر ومسحها كي لا تعيق جريان الوادي او حرف لمساره الى اتجاه آخر يشكل خطرا على المدينة.
2- الوعي سلاح يقينا من كثير من المخاطر ولكن ما يقوم به بعض الشباب من استعراضات خطرة بسياراتهم وقت جريان الاودية يبين لنا ان الوعي لا زال بعيد المنال وهذا شيء يتطلب حزما وعقابا رادعا.
3- وجود شبكة لتصريف مياه الامطار داخل المدينة سينهي معاناتها السنوية وان جاء الحل بمشروع لتصريف المياه من مواقع تجمعها في مواقع معينة وهذا شيء طيب وسيحل المشكلة جزئيا لكنه ليس الحل النهائي والعملي على المدى فقد كشفت لنا الامطار عيوبنا التخطيطية .. لكننا لم نصل للحلول على ضوء ما كشف وبين.. وهذا رأيي .. واعتقادي.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved