* كابول نيويورك الوكالات:
يبدو ان أفغانستان بدأت تعود شيئاً فشيئاً إلى دائرة الضوء مع سخونة الأحداث هناك والتي توجت بالإعلان الامريكي عن شن هجوم واسع النطاق على طالبان والقاعدة بعد أيام من سخط عام على الدور الامريكي في تلك البلاد في أعقاب قتل القوات الامريكية تسعة أطفال أثناء مطاردتها أحد المطلوبين.
وقالت مصادر إعلامية أمس الثلاثاء إن القوات الامريكية بدأت عملية برية واسعة ضد عناصر يشتبه في انتمائها لحركة طالبان أو تنظيم القاعدة شرق وجنوب أفغانستان.
ونقلت وكالة «سي ان ان» الاخبارية الامريكية عن براين هيلفرتي المتحدث باسم الجيش الامريكي قوله إن العملية التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري هي الأكبر منذ الاطاحة بنظام طالبان في نهاية عام 2001.
وأوضح هيلفرتي أن العملية «ستتركز داخل المناطق التي جرى فيها استهداف القوات الدولية أو موظفين تابعين للهيئات الدولية».
وأضاف المتحدث أن «آلاف الجنود سينتشرون في شرق وجنوب أفغانستان بحثاً عن فلول طالبان وتنظيم القاعدة وسيستهدفون قتل عناصر طالبان أو اعتقالهم وجعل المنطقة آمنة أمام مهام الاغاثة وإعادة الاعمار».
وقالت الشبكة أن العملية الجديدة تتزامن مع غضب أفغاني لمقتل الأطفال التسعة الذين قتلتهم القوات الامريكية في غارة جوية في بلدة حوتالا بررها الجيش الامريكي باستهداف أحد قيادي حركة طالبان السبت.
وكان الأفغانيون قد أعربوا عن سخطهم من أن القوات الامريكية شنت الغارة بناء على معلومات استخباراتية غير دقيقة.
وأكد الأهالي أن الملا وزير أحد القياديين العسكريين في حركة طالبان والمستهدف بالغارة قد غادر المنطقة قبيل الغارة بعدة أيام حسبما أفادت الشبكة.
يذكر أن المسؤولين الامريكيين اعتذروا عن الحادث ونفوا علمهم بوجود أطفال في موقع الغارة وكانت الأمم المتحدة قد طالبت بالتحقيق وناشدت القوات الامريكية بتوخي الحيطة والحذر أثناء اقتفاء أثر فلول طالبان وتنظيم القاعدة ودعت إلى اتخاذ حكومة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي التدابير اللازمة بعدم تكرار مثل هذا الحادث من قبل.
ومن جانب آخر قال مسؤولون وتقارير اخبارية ان مهندساً باكستانياً لقي حتفه وجرح آخر حينما نصب رجال مسلحون مكمناً لسيارتهما في جنوب أفغانستان يوم الاثنين.
وقال مسؤول بالسفارة الباكستانية ان المهندس أنور شاه كان يعمل في باهار وهي منظمة يديرها مواطن باكستاني وتشارك في إعادة بناء المدارس والمستشفيات.
وقال ان الهجوم وقع في منطقة ماكور من اقليم غزنة على طريق بري سريع يجري تجديده بأموال امريكية في أغلبها وكان هدف الهجمات متكررة من مقاتلي حركة طالبان وحلفائهم من النشطاء الاسلاميين.
وفي نيويورك أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الاثنين ان الأسرة الدولية يجب ان تقوم بتعزيز دورها في أفغانستان لتجنب فشل تطبيع الوضع وإعادة إعمار هذا البلد الذي دمرته الحرب.
ودان أنان في تقرير المعارك بين الفصائل الأفغانية وازدياد النشاطات المرتبطة بالمخدرات والجريمة بدون مراقبة معتبرا انها عوامل سيكون لها «أثر سلبي» على العملية التي بدأت في بون في 2001 و2002 من أجل إعادة تطبيع الوضع في أفغانستان.
وأضاف ان «التهديدات الرئيسية للأمن ما زالت تأتي من الهجمات التي يقوم بها أشخاص يعتقد انهم أعضاء في تنظيم القاعدة وحركة طالبان وأنصار قلب الدين حكمتيار ضد القوات النظامية والأمم المتحدة والأسرة الدولية».
|