كنت أسير خلفهم فإذا بأحدهم يلقي بقصاصة ورق على الرصيف فيقف صاحبه ويأخذها ليضعها في صندوق النفايات الذي كان قريبا منه ويواصل سيره مع صاحبه.
لم يكن المنظر غريبا علي لقد كنت في أمريكا وبالتحديد في مدينة لوس انجلوس في ولاية كاليفورنيا وكانت الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل وكان الموعد لينطلق الناس الى الشوارع ليعلنوا أفراحهم وابتهاجهم بالعام الميلادي الجديد 1971م كان ذلك كله يكفي بأن تملأ الشوارع وتسد الطرقات بنفاياتهم ولكن لم يحدث شيء من ذلك فكل واحد تعود أن يضع ما استغنى عنه في المكان المخصص.
وفي لندن وقبل ذلك بأيام صادف وجودي هناك اضراب عمال التنظيف فقد كنت أظن أن شوارع لندن المزدحمة ستمتلئ بالنفايات وأعقاب السجائر، لكن شيئا من ذلك لم يحدث بل ظل الناس يحافظون على النظافة حسب عادتهم، من هذا كله ندرك ان المسؤول الاول عن نظافة المدينة وجمالها سكانها، فالنظافة ورفع الأذى عن الطريق من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف.
إن المسألة مسألة احساس بالمسؤولية والتعود على العادات الحسنة، فإذا أحس المواطن انه المسؤول الأول عن مظهر وجمال مدينته كاحساسه بنظافة مظهره استطاعت البلدية اداء واجبها على الوجه الأكمل.
فلنعود أنفسنا وأبناءنا على كل عادة حسنة تساير ديننا وعاداتنا وتقاليدنا لنرتقي بأمتنا على أساس قوي متين.
| 
