Tuesday 9th december,2003 11394العدد الثلاثاء 15 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

17/2/1391هـ الموافق 13/4/1971م العدد 338 17/2/1391هـ الموافق 13/4/1971م العدد 338
الأمير خالد الفيصل كما عرفته في رعاية الشباب
بقلم: خالد المالك

أعترف بأني لا أكتب هنا كل ما أعرفه عن سمو الأمير خالد الفيصل منذ اشتغاله برعاية الشباب، رغم معاصرتي لسموه خلال هذه الفترة، وتتبعي لما قام به خلالها من أعمال.
ولا أنكر بأن هذه الرحلة التي نقوم بها إلى جوانب من شخصية الإنسان والمواطن والمسؤول سمو الأمير خالد الفيصل تنقصها صفة الشمول، وتميزها الملامح المختصرة لشيء مما يعرفه صحفي رياضي، ويجب أن يعرفه كل رياضي.
وبهذا الاعتراف، وعدم الإنكار، أكون قد التمست العذر لقارئي فيما لو جاء ما أقول أقل مما يستحقه الحديث عن رجل خدم الرياضة بإخلاص كسمو الأمير خالد الفيصل، ولأطمئن على قناعة القارئ بهذا الكلام، على الرغم من عدم كفايته لإيفاء سمو الأمير حقه.
أزيد بأن السبب في تعمدي عدم الإطالة، اتساع الموضوع، نتيجة الأعمال الكثيرة التي قام بها سموه في رعاية الشباب. وعدم قدرة الملحق، ولأكثر من عدد على استيعاب الدراسة والعرض لكل هذه الأعمال.
لقد كانت المناسبة والمناسبة فقط مبعث إعدادي لهذه السطور ولقد أعددت هذه السطور بقصد الرجوع إلى شريط العمل الذي قام به الأمير في رعاية الشباب مختارا من هذا الشريط مقتطفات فقط ما يحويه من أشياء تستحق كلها الإشارة والعرض لولا تعذر ذلك للأسباب التي نوهت عنها سلفا.
** لم يتسلم سموه الرعاية طلبا في أي كسب ولكنه قبلها رغبة مخلصة من سموه لخدمة هذا الوطن الغالي في ظل العهد الفيصلي الزاهر بدليل أنه تم تعيينه في أول مربوط المرتبة الخامسة وهو الجامعي وابن الملك ومع هذا ظل طاقة كبيرة لا تكل من العمل يذكى في شبابنا الرياضي بما يقدمه لهم من منجزات الحماس والرغبة الدائمة للتطور، وقد كان نتيجة ذلك مكاسب كبيرة تحققت بوجود سموه على رأس العاملين لتوجيه الشباب في البلاد.
** ولقد برز بعد نظر سمو الأمير بخطوات اتخذها لتكون قاعدة صلبة وقوية لمستقبل رياضي رائع، حيث استقدم الكثير من المنتخبات والفرق الرياضية لتتبارى معها وأوجد الشعبية للألعاب المختلفة بعد أن كانت محرومة منها وذلك بإعطاء لاعبي هذه الفرق فرص الاحتكاك على المستوى الخارجي، ولا شك أن سموه بتخطيطه لدمج الرعايتين رعاية الشباب بالعمل في رعاية واحدة انما كان يفعل ذلك ليواجه التطور الذي حصلت عليه بلدان عربية أخرى في مجال الرياضة بتطوير ألعابنا ومنافستها ولهذا بدأ من الأساس محاولاً إصلاح القاعدة التي تشرف على الرياضة في قطاعيها الأهلي والمدرسي، كذلك فإن حرص سموه لإيجاد الملاعب القانونية وتحقيقه موافقة المسؤولين على بعضها ووضع البعض الآخر موضع الدراسة تمثل صورة أخرى من صور بعد النظر الذي كان يدير به عمله.
** وقد يسأل قارئي وماذا عن شجاعة سموه في الحقل الذي يعمل فيه ومع أن الإجابة على ذلك تحتاج إلى شرح طويل إلا أني للأسباب التي سبق أن نوهت عنها سوف أختصر الإجابة بأن سموه يملك شجاعة لا يمكن أن تتوفر برجل ما لم يكن يحب عمله ويخلص له والدليل موقفه من دورة الخليج وما تبعها من عقوبات بحق اللاعبين والإداريين والمدربين وكيف أن صرامة سموه وصلت إلى حد إيقاف اثنين من أبرز لاعبينا مدى الحياة، ونقطة أخرى نستشف منها جانبا من شجاعة الأمير وهي عندما أصدر قراره التاريخي بإلغاء فترة الانتقالات الحرة للاعبي كرة القدم إثر اكتشاف سموه لعملية المزايدة والإغراء من الأندية للاعبين وما سيتركه ذلك من أثر كبير في الإساءة إلى الرياضة ومستوى اللاعب واللعبة، ولا ننسى موقف سموه من الموافقة على تنظيم دورة الخليج الثانية بالمملكة بعد أن اعتذرت البلدان الأخرى وأصبحت بدون موافقة المملكة على تنظيمها مهددة بالخطر فقد كان موقفا مشرفا وقفه سموه وتحمل كامل مسؤولياته ومثل هذا الموقف لن ينسى أبداً.
** وعن واقعية الأمير خالد يمكن اعتبار دمج الأندية وجعل عددها أقل بكثير عما كانت عليه في الفترات الطويلة التي سبقت تسلم سموه لرعاية الشباب نموذجا ذلك لأن سموه لو لم يكن واقعيا لفضل زيادة عدد الأندية على ما كانت عليه في الماضي بدلاً من تقليص عددها لتزيد سلطته ولكنه أخذ بمبدأ الكيف قبل الكم على الرغم مما في قلة عددها من شل للسلطة التي عودنا الإنسان أي إنسان البحث عنها وهكذا فإن الأمير خالد شأنه شأن أي مواطن غيور ينظر لمصلحة بلده قبل مصلحته الذاتية.
** وأكد أبو بندر عدالته وسياسة المساواة بين الجميع من مواقف نذكر منها موقفه من توزيع مباريات الفرق الأجنبية على جميع الفرق وقيامه بتعميم الملاعب على جميع المناطق وإعطاء فرص الاستفادة من الدمج للأندية الضعيفة فقط وجعل كامل السلطة في نفر من الذين أثبتوا كفاءة ونزاهة في عملهم بالإدارة العامة لرعاية الشباب وفي فروعها بمناطق المملكة.
** ولم يكن خالد الفيصل ارتجالياً في قيادته للرياضة والشباب وخوفا من أن يصدر منه قرارات تكون نتائجها غير مفيدة شكل اللجان العليا لكل لعبة واختار لها الرجال الأكفاء ومنحها سلطة واسعة لدراسة كل الأمور التي تراها مجدية لتطوير الرياضة ووعد هذه اللجان بالاستفادة من توصياتها وفعلا أخذ بأكثر التوصيات مؤكداً بأنه لم يستأثر بالسلطة كلها برغم ما يعطيه مركزه من حق بذلك وهكذا تخلص سموه بذكاء من الارتجال في أعمال رعاية الشباب.
** ويميز سياسة الأمير خالد الفيصل في رعاية الشباب أنه أغرى إلى أقصى حد بالتشجيع الكفاءات القادرة على التطور ولقد استفاد شبابنا من الفرص التي أتاحها سموه لهم فكان أن برزت الكفاءة السعودية في التدريب والتحكيم والإدارة بفعل صدق وعود سموه التي تسبق عادة ما يحققه هؤلاء من مكاسب في مجال تخصص كل منهم.
** ونحن كصحافة وجدنا سموه نعم الأخ والصديق حاول أكثر من مرة أن يناقشنا كقارئ وليس كمسؤول عن كثير من الزلات التي نقع فيها بل أنه كان يأخذ رأينا في بعض المواضيع التي تنفذها رعاية الشباب كأشخاص نحمل لسموه نظرة الرأي العام إلى ما تصدره وتتخذه رعاية الشباب من قرارات وكان آخر تقدير قدمه الأمير إلى الصحافة إشراك مندوبين عنها في بعثاتنا الرياضية إلى الخارج ووضعه جائزة لأحسن محرر رياضي في المملكة في جوائز التقدير للعاملين في المجال الرياضي.
** وأعود من حيث بدأت فأكرر اعترافي بأني لا أكتب هنا كل ما أعرفه عن خالد الفيصل أبان عمله كمدير عام لرعاية الشباب ولكني أسجل نقاطا قد لا تكون أهم من النقاط التي أغفلتها.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved