كان الشاعر والمفكر الانجليزي المثير للجدل جون ميلتون الذي عاش في الفترة من 1608 إلى 1674 قد اشتهر بقصيدته «الفردوس المفقود» وبدفاعه عن حرية النشر بدون أي رقابة مسبقة. كانت حياة الشاعر الانجليزي حياة معقدة ومثيرة للجدل وحيوية وثورية.
عندما ولد شاعرنا كانت إنجلترا متوهجة بفلسفة فرنسيس بيكون العلمية ومسرحيات الشاعر وليام شكسبير ووليام بيرد وأورلاندو جيبونز وإينيجو جونز.
وكان كريستوفر وارين في قمة تألقه عندما مات جون ميلتون عام 1674، وفي ذلك التاريخ كان هنري بورسيل الملحن الرئيسي في انجلترا وكان إسحق نيوتن مسيطرا على علم الحساب والفيزياء وكان حقل الادب يتمتع بتنوع مواهب جون دريدن وأندرو مارفيل وجون بانيان وصامويل بييس، في منتصف حياة جون ميلتون أصبحت إنجلترا وبعد حربين ثوريتين جمهورية ثم محمية تحت حكم أوليفر كرومويل.
وعندما عادت الملكية والكنيسة الانجيلية إلى السلطة مرة أخرى في إنجلتراعام 1660 كانت الرأسمالية التجارية قد ثبتت أقدامها في البلاد. كما أظهر أسس الامبراطورية البريطانية ووضع اللبنات الاولى للقوة البحرية لانجلترا.
بعد حصوله على بكارليوس في الآداب ثم الماجستير في الآداب عامي 1629 و 1632عاش ميلتون في ضيعة عائلته في هامر سميث وواصل دراسته للدين والتاريخ والحساب والادب ولكنه شارك في الحياة الثقافية والاجتماعية في لندن ومختلف أنحاءانجلترا.وواجه هذا المدافع الفصيح خطرا كبيرا عندما استرد تشارلز الثاني إلى الحكم في انجلترا ابن تشارلز الاول الذي أعدم أثناء الثورة الجمهورية التاج عام1660، وبالفعل تعرض ميلتون لمضايقات كثيرة وانتهى به المطاف إلى السجن وتم حرق كتبه التحريضية علانية ولكن العفو العام الذي صدر بعد ذلك من جانب الملك شمله أيضا.في عام 1667 أصدر الشاعر الانجليزي قصيدته الطويلة والشهيرة «الفردوس المفقود» وفي عام 1671 صدر الجزء الثاني منها تحت عنوان «الفردوس المستعاد» ثم صدرا معا في كتاب واحد مع تراجيديا سامسون أجنوستيس وهي تراجيديا على النمط اليوناني القديم.
|