يأتي احتفاء المملكة العربية السعودية مع دول العالم باليوم العالمي لمرض المناعة الجنسية «الإيدز» في ظل اهتمامها المتنامي بالوقاية من هذا المرض الذي ما زال يشكل خطراً كبيراً على أرواح المصابين به وذلك لعدم وجود علاج فعال له حتى الآن.
ولاشك أن الاهتمام بهذا المرض ينبع من حرص الدولة ممثلة في وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة في حصاره والتقليل قدر المستطاع من الإصابة به.. وذلك من خلال الاحتياطات والأنظمة المتبعة والمطبقة على جميع الوافدين إلى البلاد.
وإذا نظرنا إلى آخر إحصائية صادرة من منظمة رعاية الطفولة «اليونيسيف» نجد انها تتوقع ارتفاع عدد ضحايا هذا المرض الى 20 مليوناً بحلول عام 2012م في حين قد بلغ نصف هذا الرقم في هذه الأيام.. وهذا مؤشر خطير يستدعي المجتمع الدولي كافة الوقوف بحزم في وجه اسباب هذا المرض الخطير الذي يهدد البشرية بكارثة كبيرة خاصة المناطق الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا باعتبارها الأكثر تأثراً في العالم بفيروس «اتش. آي. في» وهو المسبب للإيدز حيث يقدر عدد المصابين به نحو 6 ،26 مليون.
ورغم أن المملكة والله الحمد تعتبر من الدول نادرة الإصابة بهذا المرض إلا ان هذا لا يمنع أن تكثف الجهو د بتضافر القطاعين العام والخاص في المجال الصحى لمكافحته خاصة وأن مجتمع المملكة يعتبر من المجتمعات المحافظة وتنعدم فيه أهم عنصر من عناصر أسباب هذا المرض وهو الاتصال الجنسي غير الشرعي والذي تشكل نسبته نحو90% على مستوى العالم أما لأسباب الأخرى فتكون بواسطة استخدام الحقن الملوثة بسوائل المصاب وخاصة لدى مرضى المخدرات أوانتقاله من الأم المصابة إلى جنينها أثناء الحمل أوالولادة أوالرضاعة كما يلعب نقل الدم الملوث بالفيروس من مصاب الى مريض دوراً كبيراً في الإصابة وهي كانت تشكل نسبة خطورة عالية جدا عندما كان الدم يستورد من الخارج قبل 15 عاماً.
إن التقدم الطبي الهائل الذي يشهده العالم يوماً بعد يوم في مجال إيجاد علاج لهذا المرض يفتح المزيد من أبواب الأمل أمام المصابين بهذا الداء الذي حير العلماء.. ولا تزال الفرصة كبيرة بعد التطور الهائل في اكتشاف العناصر الجينية للإنسان.
* مدير عام المستشفى
| 
