تعقيباً على ما تنشره الجزيرة من مواضيع عن الصحة بشكل عام اقول انه في تمام الساعة الرابعة فجراً من يوم الاثنين الموافق 30/9 قمت باحضار ابنة اخي البالغة من العمر «21» عاماً، الى قسم الطوارئ بمستشفى الملك خالد الجامعي، وهي في حالة غيبوبة تامة، وكانت اولى المفاجآت التي اصطدمت بها ولم اكن اتخيل حدوثها في هذا الصرح الطبي في عدم وجود من يستقبل الحالة من السيارة لادخالها الى القسم بوسائل النقل الطبي المتعارف عليها كالعربات الصغيرة او السرر المتحركة مما اضطرني الى حملها بيدي بمساعدة مشكورة من احد الممرضين، وبعد ادخالها القسم اصطدمت بالمفاجأة الثانية والمتمثلة في وجود طبيب مناوب واحد فقط مناط به استقبال الكثير من الحالات الطارئة التي ترد المستشفى من سكان العاصمة، وعندما ذهبت اليه مسرعاً ومتلهفاً منه القيام بواجبه لانقاذ حياة تلك المريضة الغائبة عن الوعي كان رده بأنه مشغول في اسعاف مريض آخر رغم ان هذا المريض لم يكن غائباً عن الوعي وحالته عادية جداً بالامكان تأجيلها قليلاً، لذا لم يكن امامي سوى التوجه للاستقبال لاستنجد بهم لاحضار طبيب آخر يتولى اسعاف الحالة العاجلة ولكن للاسف لا احد أمامي استجير به مما اوقعني في ذهول بل واصابني بحالة هستيرية دعت احد المراجعين للتعاطف معي واشار علي بالذهاب الى غرفة الاطباء وحين توجهت اليها فوجئت بوجود طبيب وافد مناوب متسمراً امام جهاز الحاسب الآلي وأمام الحاحي عليه حضر لمعاينة الحالة وقام من فوره برش مادة عطرية عن طريق الانف وفاقت من غيبوبتها بفضل الله وانتهى دوره عند هذا الحد حيث اوعز لي بإعادتها للمنزل بعد ان وصف لها دواءً عبارة عن فيتامين لم يكن حينها متوفراً في المستشفى، وكان من المفترض اجراء فحوصات شاملة لها لمعرفة سبب فقدانها الوعي وخشية من عودة هذه الحالة لها مرة اخرى ولكن هذا ما كان والله المستعان. وها أنا أضع معاناتي بكل تفاصيلها امام من يهمه الامر لاتخاذ ما يرونه ملائماً لئلا تتكرر مأساتي ان صح التعبير مع آخرين حالاتهم أشد وطئاً لا قدر الله.
عبدالرحمن بن عيد بن عبدالله العيد
|