في ظل هذه الظروف الحرجة التي طرأت على الساحة العالمية، والتغيرات الحياتية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأحداث المتتابعة، يُعتبر ما حدث في مجمع المحيا في ا لرياض امتدادا لمسلسل الجرائم الفظيعة، والممارسات القبيحة، ولا يمكن وصف ما حصل إلا بأنه جريمة نكراء تستهدف الدين والعقيدة والإنسانية، الجريمة التي تلحق بقائمة الجرائم العالمية البشعة التي سيسجلها التاريخ كوصمة عار على جبين كل من يخطط أو يحرض أو يقف من وراء مثل هذه التفجيرات.
ما حدث بالعاصمة الرياض لا شك انه يشكل خرقا صارخا للأصول والمبادئ الشرعية والقانونية الأساسية التي التزمت بها البشرية جمعاء في بناء معاملاتها وعلاقاتها بالغير، وذلك برفض ونبذ استخدام العنف والبطش.
الإرهابيون بهذا الفعل المشين والمرفوض من قبل الجميع ضربوا بالشرع والأعراف عرض الحائط، وتركوا آثارا مأساوية تدمر مقومات هذا المجتمع الآمن ككل، وخصوصا الإنسان المسلم؛ الذين يدعون ظلما وبهتانا الانتماء إليه في خضم هذه الفتن التي تُحاك ضد الإسلام والمسلمين إذ تبدو هذه الموجة الخطرة العاتية خطرا يهدد النسيج الاجتماعي المسلم.
هذه الجماعة المارقة مسؤولة عن هذه المذبحة التي راح ضحيتها الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ الذين لم يقترفوا ذنبا، وفي أطهر بقاع الارض - بلد الوحي والرسالة المحمدية السمحة - التي كان قائدها العظيم صلى الله عليه وسلم - يربي أصحابه على احترام الحيوان بل وكل ذي كبد رطب ناهيك عن الإنسان وما جبلوا البتة على هذه الأفعال البشعة التي تتنافى مع ما جاءت به الأديان السماوية، وما استقر من الأعراف الإنسانية.
هذا العدوان السافر الذي يمس الأمن ويخلخل منظومة وبنية النظام الاجتماعي الإسلامي ليس بوسع أي أحد منا إلا ويؤيد جميع إجراءات الحكومة الرشيدة المتخذة ضدهم والشد من أزرهم في سبيل الحفاظ على أمن البلاد وأرواح العباد المعصومة من ملاحقة المجرمين الآثمين ومن يقف من ورائهم وإحالتهم إلى الشرع المطهّر.
|