صبراً ففي الصبر عز؟ ومواساة {إنَّمّا يٍوّفَّى الصَّابٌرٍونّ أّجًرّهٍم بٌغّيًرٌ حٌسّابُ} وقال عليه الصلاة والسلام «ما أعطي عطاء خير وأوسع من الصبر؟».
والصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب وهو خلق فاضل من اخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل.
قال بعض السلف: الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده.
مات ابنك أخي الدكتور عبدالرحمن بن فهد النعيم؟ فمصابك مصابنا وحزنك حزننا.
مات فيصل وقد أتم شهر رمضان وأتبعه ستا من شوال؟ فيا لها من نعمة، ربيته على احسن خلق وأقوم طريق واشتركت أنت وأمه في هذه المهمة فقد كان لكما ملء السمع والبصر؟ لقي الله على أحسن حال وخير مآل بإذن الله وأسوق لكما ولغيركما بعض المبشرات وبعض الآداب:
1- جاء عنه صلى الله عليه وسلم من المبشرات قوله: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول {انا لله وانا اليه راجعون} اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها» إلا آجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها 2- وجاء في الصلاة على الميت قوله عليه الصلاة والسلام «ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعوا فيه».
3- وبشرى أخرى ايضا أزفها لك: وهي قول الحبيب عليه الصلاة والسلام «إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم فيقول ماذا قال عبدي؟ فيقولون حمدك واسترجعك فيقول ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد».
4- وقال ايضا يقول الله عزوجل «ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة»، وهذا يدخل فيه الواحد فما فوقه.
5- سن لنا عليه الصلاة والسلام الحمد والاسترجاع والرضا عن الله كما سبق، ولم يكن ذلك منافيا لدمع العين وحزن القلب، فقد دمعت عينا رسول الله عليه الصلاة والسلام لما دخل على ابنه ابراهيم وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان فقال له ابن عوف: وأنت يارسول الله؟ فقال يا ابن عوف انها رحمة وفي رواية انما هذه رحمة ومن لا يرحم لا يرحم، ثم قال: «ان العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وانا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون»، فهذا بكاء مباح وحزن جائز.
فنسأل الله ان ينزل على قلب والديه الصبر والسلوان وأن يثبت قلبيهما بقوله الثابت وأوصيهم بأن يسلوا بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وان يحتسباه عند الله لينالا ما أعده الله لمن احتسب ولده فإن له الجنة.
6-وأقول لهما ان ما يحتاجه فيصل رحمه الله الآن الدعاء له وإيصال النفع له في قبره من مثل الصدقة عنه، وعمل وقف خيري يصرف في عمل الخير؟ وان يحج عنه ان لم يكن قد حج حجة الاسلام.
7- أقول لزملائه الشباب ها هو فيصل صديقكم وابننا اختاره الله لحكمة يعلمها ولكن نحن الاحياء ماذا قدمنا لآخرتنا؟ هل حرصنا على أداء الواجبات وأعمال الخير والبر لنجد ذلك مما يثقل موازيننا قبل ان يأخذنا الموت بغتة؟ اللهم لطفك.
8- صبرا آل نعيم وآل عسكر وعزاؤنا لجده وأعمامه وعماته واخواله وخالاته واخوانه واخواته؟ والحمد لله على قضائه والشكر على نعمائه، {انا لله وانا اليه راجعون}.
|