* حاوره - عبدالإله القاسم - معاذ الجعوان:
مجتمع آمن.. أسر هانئة.. استقرار وأمان.. هكذا بدأ الشيخ المسن حمود بن عبيد القطيمي العتيبي مناشدة ابنه المطلوب لوجه العدالة (سعود بن حمود القطيني العتيبي 32 عاماً) تسليم نفسه دون تردد مؤكداً بأن ذلك هو طريقه وأسلم قرار يتخذه وأن العدالة في هذا البلد الآمن هي منطلق الانصاف والعدل والرحمة وأن المسلم مبتلى في هذه الدنيا والشيطان حريص على تضليل وتغرير المؤمن ولكن سرعان ما يصحو الشخص المغرر به أو المطلوب وتنكشف عنه الغمة.
قال والد سعود أن نشر اسم وصورة ابني مطلوبا ضمن المجموعة الارهابية في وسائل الاعلام يوم الاحد الماضي نزل على مسامعنا وأنظارنا كالصاعقة فلم نتوقع يوما من الايام ان نكون بمثل هذا الحال الذي أثر علينا وعلى كافة أفراد الاسرة والعائلة تأثيراً بالغاً.
وعن ابنه سعود قال: لقد افتقدنا غيبته منذ يوم 8 من شهر شعبان الماضي عندما استقل سيارتي الوانيت هايلوكس 99 وتحمل رقم اللوحة (ح ق ص 184) وقد كانت محملة بشحنة تمور من مزرعتي بضرما وذلك بهدف الذهاب بها إلى مصنع التمور بالرياض لكبسها وتعبئتها.
وقد فوجئنا بعد ذلك باتصاله قائلا بأنه قد هرب من رجال الامن بعد قيامهم بتفتيشه والقبض عليه عند مروره على أحد زملائه في الرياض دون معرفته للاسباب - كان ذلك حديثه بالهاتف لشقيقته - وأن تفاصيل هروبه كانت بالتمويه على رجال الامن عند طلبه منهم الاتصال بوالده لكي يأتي لأخذ السيارة والتمر ومن ثم باغتهم بالهروب تاركا السيارة بما فيها، حيث انه لا يحمل بطاقة هوية منذ ضياعها قبل 8 سنوات ولا يرغب في استخراج بدلا منها نظرا لاعتقاده بعدم أهميتها بالنسبة له (عند سؤالنا له عنها يقول بأنه ليس بحاجتها)، إن لديه بعض التحفظ وسبب عدم استخراجه للبطاقة منذ 8 سنوات في ذلك أثرا وذلك تحفظا على ظهور الصورة في البطاقة كما انه يمنع دخول التلفاز في المنزل ولا يحضر الزواجات أو المناسبات الكبيرة إلا نادراً؟!.
يبكي والد سعود كثيراً.. ويمسح دمعاته التي لم تتوقف، ويواصل حديث الأبوة بروح وطنية قائلا: كان سعود من خيرة الشباب ومن أصلح الرجال وأكثرهم استقامة والتزاما وحرصا على الصلاة ومتابعة أطفاله على أدائها والذهاب بهم إلى المسجد فهو مشهود له بالتقى وتلقى العديد من طلبات الامامة للمساجد إلا انه كان يعتذر لارتباطه بالأعمال الحرة ومساعدتي في أمور تجارتي الزراعية وبيع التمور خاصة بعد انهاء درساته الثانوية بالرياض ومن ثم انتقاله الى القصيم وسكنه واقامته الدائمة هناك في بريدة.
يا اخواني نحن عائلة مستورة ولله الحمد جميع أبنائي من خيرة الشباب ويعملون في الدولة وبخير ونعمة فأنا (عسكري متقاعد) وبالنسبة للابن سعود هداه الله فهو أيضا ذو حال مستورة وهو بخير ونعمة وآخر مرة شاهدناه في أواخر رجب حيث قال لنا ان ظروفه المادية سوف تتحسن نتيجة الديون التي سوف يسددها أصحابها له منهم من هو في الرياض وجدة وذلك قبل هروبه في شعبان قائلا: سوف يسددونها إن شاء الله خلال شهر رمضان كاملة.
وعند سؤالنا له عن سفره وتنقلاته.. قال الأب والله لم يسافر في حياته خارج المملكة الا مرة واحدة إلى أفغانستان منذ 14 عاما عن طريق احدى الجهات الخيرية بهدف الاغاثة مع العلم انه لم يكن يحمل جواز سفر، وحسب قوله ان سافر بواسطة ورقة مختومة من تلك الجهة ومكث هنالك مدة قصيرة جدا حوالي 20 يوماً؟!.
وعن حمله للاسلحة أو ما يهدد الأمن فإنني أشهد بالله أننا لم نر معه أي سلاح أو ما يشابه ذلك طوال حياته.
إنني أدعو الله تعالى ان يفرج هذه الغمة لكي ننعم نحن وأبناؤه (السبعة أطفال 4 أولاد أكبرهم عبدالله 11 سنة وثلاث بنات أصغرهن طفلته الجديدة ذات العشرين يوما) وأسرته ووالدته التي أصبحت حالها لا تسر وظروفها الصحية التي تدهورت فوراً اننا في عذاب شديد.. فنحن لن نتردد عن الابلاغ عن أي مكان قد نعلم بوجوده فيه.
ابني وقرة عيني سعود أدعو لك الله بالهداية والعودة الى الصواب وتسليم نفسك فالجميع يعلم انك ذو وازع ديني سيردعك عن ارتكاب أي جرم في حق دينك ووطنك وأهلك.
وعن تعامل رجال الامن مع أسرة سعود وأهله، قال والد المطلوب سعود: والله لم يحدث لنا أي مكروه أو مضايقة أو ابتزاز من قبل رجال الامن أو المباحث، فقد كانوا خير سند لنا في مواجهة هذه الظروف ولا بد من قيامهم بواجبهم (ومن ذلك فحص عينات الدم لي ولوالدته، واكمال كافة التحقيقات المطلوبة فمنزلي مفتوح لهم ولكل أبناء هذا الوطن الغالي، وما أطلبه في الوقت الراهن فقط ان يتم اعادة السيارة إلي نظراً لحاجتي الماسة إليها.
إنني أبث عبر «الجزيرة» الى ولاة الامر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية ولائي انا وكافة أسرتي وأقول حفظ الله وطننا من كل مكروه وأعانه وأيده على النصر على أعداد الامة الاسلامية وأعداء هذا البلد الذين جعلوا من دماء وأجساد أبنائنا الطاهرة كبش فداء لأفكارهم وسمومهم الخبيثة.. آملا من الله العلي القدير ان ينعم علينا وعلى أمتنا بالامن والاستقرار.
|