* الرياض الجزيرة:
يتوجه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ اليوم الثلاثاء إلى العاصمة اللبنانية بيروت ليرأس اجتماعات المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي في دورته الثامنة التي ستبدأ يوم غد الأربعاء تحت رعاية دولة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
وأوضح آل الشيخ في تصريح له بهذه المناسبة ان المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية سيدرس خلال دورته الثامنة عدداً من الموضوعات، والمسائل المهمة المدرجة على جدول أعماله، كما سيتابع تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر السابع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي الذي عقد في شهر صفر من عام 1423ه في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وقرارات آخر اجتماع للمجلس التنفيذي، كما سيناقش المجلس العديد من المسائل والموضوعات، منها بعض المقترحات المقدمة من بعض الهيئات والمؤسسات والجهات بالدول الإسلامية للعرض على المجلس، وخطة إصدار كشاف عن الأوقاف في العالم الإسلامي، والحوار الديني.
وأضاف معاليه قائلاً: إن المجلس التنفيذي سيناقش أيضا مشروعين: الأول منتدى قضايا الوقف الفقهية، والثاني مكنز علوم الوقف، وخطة الارتقاء بالمساجد موقعاً ورسالة، كذلك سيطلع المجلس على تقرير انجازات المشروعات التنفيذية لتنسيق جهود الدول الإسلامية للفترة من 2002 2003م.
ونوّه معالي وزير الشؤون الإسلامية بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود من عناية ورعاية واهتمام بأعمال مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدول الإسلامية، ويتمثل ذلك في احتضانها لأمانته العامة، فضلا عن تهيئة أسباب النجاح له، وتمكينه من أداء واجباته وفقاً لسياسة المملكة الحكيمة، وأسس قيام هذه الدولة.
كما أشاد معاليه بما توفره المملكة من إمكانات بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله للمؤتمرات والندوات الإسلامية بكل صورها في داخل المملكة وخارجها، مشيراً إلى أن اهتمام المملكة بأمور الإسلام والمسلمين نابع من الميزة الخاصة والفريدة التي تنفرد بها بين دول العالم الإسلامي فيما يتعلق بنشأتها وقيامها على الإسلام، ثم علاقة الدولة بالدعوة إلى الله منذ أن وحّدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله في ظل هذا الرباط الوثيق بين الدولة والدين والدعوة.
وجدّد معالي استنكاره للأعمال الإرهابية الآثمة، التي قامت بها فئة باغية ضالة للإخلال بالأمن، وقتل الأبرياء، وسفك دماء الأنفس المعصومة، وترويع الآمنين، وإتلاف الأموال والممتلكات، والإفساد في الأرض.
وشدّد معاليه على أن في الإرهاب اعتداء على ما أوجب الله حفظه من الدين، والنفس، والمال، والعقل، والعرض والنسل، فالإرهاب ضد ما أنزل الله جل وعلا وضد هذه الشريعة من أساسها، واصفاً معاليه الذين يُخيفون السبيل، ويقطعون الطريق بالمفسدين في الأرض المحاربين للّه ورسوله الذين حكم الله فيهم بأشد العقوبات.
وتناول آل الشيخ منهج الوسطية والاعتدال الذي قام عليه الدين الإسلامي، فالمنهج الحق وسط بين الإفراط والتفريط، وسط بين الغلو في الدين، والجفاء عنه.
وأشار معاليه في هذا الصدد إلى أن الغلو والجفاء يكونان في الأفكار، وقد يكونان في التصرفات، وقد يكونان في الأعمال مع القريب، ومع البعيد، مع الموافق ومع المخالف، لذلك فإن التحذير من الغلو والجفاء أساس شرعي متين وعظيم، ويجب ان يتواصى الجميع من علماء الأمة ومن قادتها على التمسك بمنهج الاعتدال والوسطية بحسب ما جاء في نصوص الكتاب والسنة.
وشدّد آل الشيخ على أهمية أن يلتزم الدعاة وطلبة العلم بهذا المنهج القويم عند توجيه الناس وإرشادهم، بحيث يكون الخطاب الموجه للمتلقين والمستمعين مناسباً للعقليات، وأن يراعى فيه اختلاف الثقافات والقدرات الذهنية والفكرية للأفراد، وأن يراعى فيه الوقت، والزمان.
وأعاد آل الشيخ تأكيده على أهمية ما تقوم به وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والهيئات الإسلامية في العالم من مناشط وأعمال في مجال الدعوة الإسلامية، وتنسيق العمل الإسلامي، مبيناً معاليه ان المملكة تقوم بجهود كبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين، ونشر الدعوة الإسلامية الصحيحة في كل جزء من العالم دون تدخل في شؤون الدول الأخرى، لأنها لا تريد من عملها هذا إلا وجه اللّه تعالى ونشر دينه، بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، والمحافظة على هوية المسلمين الدينية، وتربية أجيالهم على دينهم.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي يرأسه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، يضم في عضويته كلاً من معالي الدكتورأحمد محمد هليل وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية، ومعالي الدكتور سعيد عقيل المنور وزير الشّؤون الدينية في جمهورية إندونيسيا، ومعالي الأستاذ سليمان مفانيه سيفي وزير الداخلية والشؤون الدينية بجمهورية غامبيا، ومعالي الدكتور عبدالله معتوق المعتوق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، ومعالي الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، ومعالي الدكتور/ أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية.
ويهدف مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدول الإسلامية إلى تعزيز التضامن الإسلامي بين الدول الإسلامية الأعضاء، والتنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء في مجالات الدعوة والأوقاف والشؤون الإسلامية، وكشف المذاهب والاتجاهات المغرضة والمعادية للإسلام، وبذل كافة الجهود من أجل تنشيط الدعوة للفهم الصحيح للإسلام في العالم وفق كتاب الله، وسنّة نبيّه الأمين صلى الله عليه وسلم، وما سار عليه سلف الأمة الصالح.
كما يسعى المؤتمر إلى دعم العلاقات مع المنظمات والهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الخارج، والتنسيق بينها، لتمكينها من أداء رسالتها الإسلامية، والتعاون والتنسيق في الجهود التي تبذل لمساعدة الأقليات الإسلامية للحفاظ على عقيدتها وهويتها وثقافتها داخل المجتمعات التي تعيش فيها، وتبادل المعلومات والوثائق الخاصة بالعمل الإسلامي عموماً بين الدول الأعضاء في المؤتمر.
|