Tuesday 9th december,2003 11394العدد الثلاثاء 15 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وزير الشؤون الإسلامية مؤكداً: وزير الشؤون الإسلامية مؤكداً:
الحرب على «الغلاة» والفكر الضال مسؤولية المجتمع
هناك من جاوز الحد وقال كفر الحاكم بغير ما أنزل الله

* الرياض - محمد العيدروس:
أكد معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح آل الشيخ ان مظاهر وصور وأحوال «الغلو» في المجتمع تنحصر في أمرين أولهما في العقائد والثاني في العبادات.
وقال: ففيما يتصل بالعقيدة والغلو أقسام، فمنهم من غلا في حبه وتعظيمه لبعض بني آدم كالأولياء والمرسلين وجعلوا لهم بعض الصفات الإلهية، وغلت طوائف منهم فجعلوا قول العالم مقدماً على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن مظاهر الغلو الموجودة اليوم الغلو في مسائل التكفير فهناك من جاوز الحد فقال كفر الحاكم بغير ما أنزل الله.
ومضى معاليه يقول:
ومن مظاهر الغلو في جعل المجتمعات الاسلامية جاهلية ويترتب على ذلك ان الفرد في داخل هذه المجتمعات الاسلامية الجاهلية أصبح الأصل فيه أن يكون جاهلياً حتى ولو كان ظاهرها الاسلام، فيقولون الأصل في الناس الكفر والجاهلية فهذا والعياذ بالله غلط وباطل لأنه لا يصح أن نقول اليوم إن الأصل في الناس الجهل بالاسلام، والأصل فيمن أظهر الاسلام انه مسلم، فلا ينقل عن هذا الأصل إلا بشيء بين واضح، أما الحكم بالعموم فإنه من مظاهر الغلو لأنه لا برهان عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر ان هذه الأمة لا تزال منها طائفة على الحق ظاهرة لبيان حكم الله.
والغلو في مسألة التكفير جاء من جهة أنهم جعلوا لوازم للأشياء فطبقوها حتى خرجوا بأن المجتمعات جاهلية، ومن المعلوم ان هناك قواعد عند أهل العلم تضبط حكم المجتمع وحكم غير المسلمين في دار المسلمين.. إلخ. هذه كلها لها أحكام، ينتج من هذه المظاهر الغالية أنه يستباح الدم ويستباح المال، وهي راجعة الى مسألة الغلو في التكفير، ولهذا يجب على كل أحد الحرص على أن يكون علمه بهذه المسائل علما سنيا واضحا سلفيا على طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم، هذا أولا، والثاني أنه من كانت عنده شبهة فليذهب الى من يحاوره فيها ويرده الى الحق ويناصحه ويبين له الحجة.
القسم الثاني الغلو في العبادات ومن أمثلته الغلو في الأذكار ومجاوزة الحد فيها والذهاب الى البدع والمخالفات في الصلوات أو احداث أنواع من التعبدات، والطقوس وأشباه ذلك مما لم يأت في السنة، وغيرها من أنواع الغلو التي سببها مجاوزة الحد فمجاوزة المشروع تؤدي الى غير ذلك.
وأكد الوزير صالح آل الشيخ ان توسيع قاعدة محاربة الغلو والتطرف مسؤولية جماعية وليست مسؤولية العلماء فقط.
وقال وإن كانت مسؤولية العلماء والدعاة والأئمة أكبر، إلا أن الجميع يجب أن يشاركوا في ذلك، كل قدر طاقته وفي حدود امكاناته والواجب هنا أن نكون على يقظة من كل قول أو تصرف، فلا مجال اليوم ولا بعد اليوم من أحداث.. ليس استحسانا له، فلا أحد يستحسن مثل هذه الجرائم، لكن تساهل نفسي وتقليل ولهذا نقول إن الحرب على الغلاة وأصحاب الفكر الضال والأخذ بالوسطية في جميع أقوالنا وأعمالنا وسلوكنا وتصرفاتنا واجب ومنهج يجب أن ننشره بين الجميع وأن يساهم الجميع في ترسيخه.
وأضاف: وعندما يحدث الغلو والتطرف وما يترتب عليه من ارهاب واهدار للدماء المعصومة وترويع للأمن في بلد الاسلام، فإنه يجب أن تتوافر الجهود جميعاً من ذوي الرأي والحكمة ومن ذوي العلم والفطنة ومن كل صغير وكبير الى مواجهة ذلك وصده بقوة وحزم وجرأة، وهذا وإن كان واجباً عاما بالنسبة لكل من اجرم انه انحراف فإنه مخصوص، ومشار اليه في الاجرام المتعلق بالانتساب لهذا الدين، فإن من أجرم اجراما متلبساً بالدين ويرى باجرامه بأنه ناصر للدين أو أنه يحقق أمراً شرعياً، يحدث كثيراً من الشبه التي تحتم مواجهته بالحجة والدليل، والمؤمن لا يجب أن يتساهل في هذا الأمر، ولاسيما طلبة العلم وحملة هذا الدين، والرسول صلى الله عليه وسلم حذر من هذا عندما قال:«من أحدث فيها حدثاً أن آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً».

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved