Tuesday 9th december,2003 11394العدد الثلاثاء 15 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العلامة ابن باز: العلامة ابن باز:
من يدعون الشباب إلى تبني العنف ما فهموا السنة ولا عرفوها

فضيلة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ذكر أن من يدعون الشباب إلى تبني العنف انهم ما فهموا السنة ولا عرفوها وجاء في كلامه رحمه الله حول دعوة الشباب إلى تبني العنف:
هذا غلط من قائله، وقلة فهم، لانهم ما فهموا السنة ولا عرفوها كما ينبغي، وانما تحملهم الحماسة والغيرة لازالة المنكر على ان يقعوا فيما يخالف الشرع كما وقعت الخوارج والمعتزلة، حملهم حب نصر الحق او الغيرة للحق، حملهم ذلك على أن وقعوا في الباطل حتى كفروا المسلمين بالمعاصي كما فعلت الخوارج، او خلدوهم في النار بالمعاصي كما تفعل المعتزلة.
فالخوارج كفروا بالمعاصي، وخلدوا العصاة في النار، والمعتزلة وافقوهم في العاقبة، وانهم في النار مخلدون فيها. ولكن قالوا: انهم في الدنيا بمنزلة بين المنزلتين، وكله ضلال.
والذي عليه اهل السنة - وهو الحق - ان العاصي لا يكفر بمعصيته ما لم يستحلها، فاذا زنا لا يكفر، واذا سرق لا يكفر، واذا شرب الخمر لا يكفر، ولكن يكون عاصيا ضعيف الايمان فاسقا تقام عليه الحدود، ولا يكفر بذلك الا اذا استحل المعصية وقال: انها حلال، وما قاله الخوارج في هذا باطل، وتكفيرهم للناس باطل، ولهذا قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: إنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليه، يقاتلون اهل الاسلام، ويدعون اهل الاوثان. هذه حال الخوارج بسبب غلوهم وجهلهم وضلالهم، فلا يليق بالشباب ولا غير الشباب ان يقلدوا الخوارج والمعتزلة، بل يجب ان يسيروا على مذهب اهل السنة والجماعة على مقتضى الادلة الشرعية، فيقفوا مع النصوص كما جاءت، وليس لهم الخروج على السلطان من اجل معصية او معاص وقعت منه، بل عليهم المناصحة بالمكاتبة والمشافهة، بالطرق الطيبة الحكيمة، وبالجدال بالتي هي احسن، حتى ينجحوا، وحتى يقل الشر او يزول ويكثير الخير. هكذا جاءت النصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل يقول: {فّبٌمّا رّحًمّةُ مٌَنّ اللهٌ لٌنتّ لّهٍمً وّلّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ القّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ} فالواجب على الغيورين لله وعلى دعاة الهدى ان يلتزموا حدود الشرع، وان يناصحوا من ولاهم الله الامور، بالكلام الطيب، والحكمة والاسلوب الحسن، حتى يكثر الخير ويقل الشر، وحتى يكثر الدعاة الى الله، وحتى ينشطوا في دعوتهم بالتي هي احسن، لا بالعنف والشدة، ويناصحوا من ولاهم الله الامر بشتى الطرق الطيبة السليمة، مع الدعاء لهم بظهر الغيب: ان الله يهديهم، ويوفقهم، ويعينهم على الخير، وان الله يعينهم على ترك المعاصي التي يفعلونها وعلى إقامة الحق.
هكذا يدعو المؤمن الله ويضرع إليه: ان يهدي الله ولاة الامور، وان يعينهم على ترك الباطل، وعلى إقامة الحق بالاسلوب الحسن وبالتالي هي احسن، وهكذا مع اخوانه الغيورين ينصحهم ويعظهم ويذكرهم حتى ينشطوا في الدعوة بالتي هي احسن، لا بالعنف والشدة، وبهذا يكثر الخير، ويقل الشر، و يهدي الله ولاة الامور للخير والاستقامة عليه، وتكون العاقبة حميدة للجميع.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved