* اربيل - الوكالات:
حاول الأكراد العراقيون طمأنة المستثمرين الأجانب المحتملين بأنهم تخلوا عن خططهم للاستقلال وأنهم يلتزمون بدولة اتحادية.
وقال نشيروان برزاني رئيس وزراء المنطقة الكردية «لا يمكن حل مشكلتنا إلا في إطار العراق والعيش مع أشقائنا العرب في المناطق الأخرى من العراق».وأضاف برزاني في كلمة أمام تجمع لمحافظين عراقيين محليين وأعضاء مجلس الحكم العراقي ورجال أعمال نقلتهم جوا مجموعة تحاول تشجيع التنمية الاقتصادية في شمال العراق الذي يهيمن عليه الأكراد أن منطقته قطعت شوطا كبيرا خلال 12 عاما منذ أن حصلت على الحرية من الرئيس العراقي السابق صدام حسين بموجب منطقة «حظر الطيران» التي فرضتها الطائرات البريطانية والأمريكية. وقال خلال مأدبة عشاء خارج اربيل العاصمة الاقتصادية للأكراد العراقيين قبل مؤتمر يستمر يومين بشأن مستقبل العراق «نجحنا في خلق تجربة هنا يمكن محاكاتها في بقية أنحاء العراق».
وحول الأكراد العراقيون منطقتهم إلى نجاح اقتصادي نسبي ببنية أساسية ومدارس ومستشفيات تحسدها عليها مناطق أخرى بالعراق رغم الانقسامات الداخلية والعداء من تركيا المجاورة التي تعيش فيها أقلية كردية.
ومن المقرر أن تسلم سلطة التحالف المؤقتة التي أسستها القوات الأمريكية المحتلة لإدارة العراق بعد سقوط صدام في ابريل/نيسان السلطة في يونيو/حزيران لإدارة عراقية مما يعني ضرورة سرعة اتخاذ القرارات المتعلقة بالشكل السياسي العراقي في المستقبل.وأبلغ دوجلاس ميلور رئيس شركة تنمية كردستان التي تحاول تطوير المنطقة رويترز أن الأكراد يريدون جذب استثمارات الشركات التي يمكن أن تستغل المنطقة كنقطة انطلاق إلى بقية أنحاء العراق.وأردف قائلا إن الأكراد سيعرضون على أي حكومة مركزية حقوق استغلال الموارد الموجودة في باطن الأرض إذا وافقت على اقتسام الأرباح بين المناطق بالتساوي.من جهة أخرى حلقت طائرة الخطوط الجوية العراقية المتحدة فوق اربيل قبل أن يهبط قائدها على الأرض وسط هتاف وتصفيق.هبوط الطائرة البوينج القديمة في مطار اربيل الدولي أمس الاحد كان بشير الى بدء أول رحلة تجارية دولية في المنطقة الكردية ورمزا للحرية بعد عقود من القمع.
يقول فلاح بكير مسؤول العلاقات العامة بالمدينة لرويترز «هذه لحظة عظيمة بالنسبة لنا نظرا لما تتضمنه من معان سياسية وتجارية واجتماعية كبيرة، هذه لحظة تاريخية فعلا».
ولم يكن رجل الأعمال الكردي ريزجار قادر أقل ابتهاجا بوصول الطائرة البوينج 727 قادمة من أبو ظبي. والطائرة مستأجرة لحساب الخطوط الجوية العراقية المتحدة وهي شركة جديدة أنشأتها مؤسسة تنمية كردستان.
وقال قادر «تملكني إحساس رائع في اللحظة التي حطت فيها على الأرض. هذه خطوة أولى لكنها الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل».وبعد سنوات طويلة من القمع في عهد الرئيس صدام حسين الذي استخدمت قواته أسلحة كيماوية في قتل نحو خمسة آلاف في حلبجة عام 1988 يقول الأكراد إنهم يشهدون معجزة اقتصادية منذ إعلان المنطقة الكردية بشمال العراق ملاذا آمنا عام 1991، فالحكومة الاقليمية الكردستانية أقامت منذ انتخابها عام 1992 طرقا ومدارس ومستشفيات وهي تقول إن المنطقة الكردية تمثل الآن اقتصادا حجمه نحو ثلاثة مليارات دولار.وقال بكير «كل هذه المنطقة كانت قاعدة عسكرية للجيش العراقي، كانوا هنا لأنهم كانوا يخططون لإبادتنا».
ورغم أن العلاقات مع تركيا المجاورة التي لها آلاف القوات في المنطقة مازالت متوترة فإن الأكراد يسعون لجذب مقاولين ذوي خبرة ومال وعزيمة من الخارج لدعم اقتصادهم.
|