* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
حذر الأسير مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني من داخل زنزانة مساحتها ثلاثة أمتار مربعة من إعلان هدنة فلسطينية داخلية لا تلتزم بها إسرائيل؛ مؤكدا أن الهدنة التي يجب الإعلان عنها يجب أن تكون هدنة ذات أفق سياسي تؤدي إلى انسحاب إسرائيلي من المدن الفلسطينية ووقف سياسة القرصنة والقتل وبناء الجدار العنصري العازل.
وفي بيان لنادي الأسير الفلسطيني نُقل على لسان البرغوثي قال: نحذر من أي انجرار وراء المطالب الإسرائيلية الأمنية..
وأوضح البرغوثي في رسالته التي تلقت الجزيرة نسخة منها قائلا: إن التدهور الأمني الحاصل هو بسبب الاحتلال الإسرائيلي..
واعتبر الرجل المعتقل منذ أكثر من عشرين شهرا في ظروف رديئة سببت له أمراض مزمنة: أن حوار القاهرة بين الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية يجب أن يستند بالأساس إلى الوحدة الفلسطينية الداخلية بغض النظر عن الموقف الإسرائيلي..
وقال البرغوثي المعزول انفراديا في سجن صهيوني يقع جنوبي (إسرائيل): إن وحدة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة وتوحيد الرؤية السياسية هي مطلب استراتيجي في ظل تزعزع المفاهيم في الكيان الإسرائيلي وغرقه في أزماته الأمنية والاقتصادية..
ودعا البرغوثي كافة الفصائل المشاركة في الحوار إلى الاتفاق على برنامج موحد ينهي كافة الإشكاليات في الساحة الداخلية من منطلق التمسك بالثوابت الوطنية وأبرزها إزالة الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.. مشددا على أهمية عدم السماح لاختلافات الرأي في إحداث انقسام في الساحة الفلسطينية، لأن المستفيد الوحيد من الصراع الداخلي هو الاحتلال..
وأوضح الرجل الصامد الذي لم يلتق بأطفاله وزوجته منذ اعتقاله: ان حكومة شارون مهددة بالسقوط بعد أن تكسرت أدواته الحربية أمام صمود وصبر الشعب الفلسطيني المرابط على ثرى أرضه فلسطين..
وكانت جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان التي تقوم بحملة من اجل الإفراج عن البرغوثي ذكرت في بيان لها تلقت الجزيرة نسخة منه: أن صحة الأخير تتدهور وترفض إدارة السجون الإسرائيلية السماح لطبيب بمعاينته.
وبحسب البيان فإن البرغوثي (44 عاما) يعاني من آلام في الظهر والحنجرة والصدر بسبب ضيق المكان والرطوبة والعزل المتواصل في زنزانة لا تزيد مساحتها عن ثلاثة أمتار مربعة.. وغير مسموح له بالخروج إلى باحة السجن؛ الا لساعة واحدة في اليوم وهو مكبل اليدين والقدمين..
وأكدت الجمعية أن البرغوثي معتقل في سجن انفرادي منذ (11 شهرا) وتحظر عليه الزيارات منذ أن اعتقل في نيسان/أبريل عام 2002.
وتتهم سلطات الاحتلال الصهيوني مروان البرغوثي بأنه يرئس جناحا عسكريا لحركة فتح وأن له علاقة بسلسلة من العمليات الفدائية التي وقعت في إسرائيل ونفذتها عناصر من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح.. وتتهمه إسرائيل بالقتل والتآمر على القتل ومحاولات القتل والانتماء إلى منظمة إرهابية وحيازة أسلحة ومتفجرات.. وهذه التهم في القانون الصهيوني تعرضه لعقوبة السجن المؤبد لأكثر من مرة..
انتهت الحوارات دون التوصل إلى اتفاق حول هدنة..
وكانت المحادثات التي تجري بين الفصائل الفلسطينية المختلفة في القاهرة انتهت مساء يوم (السبت)، دون التوصل إلى اتفاق حول هدنة جديدة وشاملة مع إسرائيل..
مع ذلك تم إصدار بيان ختامي في نهاية المحادثات، جاء فيه: أنه اتفق على مبادرة فلسطينية من جانب واحد وغير مشروطة، تقضي بعدم استهداف المدنيين الإسرائيليين الذين يعيشون داخل الخط الأخضر في العمليات الفدائية الفلسطينية..
كما ورد في البيان الختامي: أنه سيتم تشكيل لجنة خاصة تضم كافة الفصائل الفلسطينية لإشراكها في اتخاذ القرارات المصيرية، وأن الفصائل الفلسطينية ملتزمة بحق العودة وملتزمة بحق الشعب الفلسطيني في العيش في وطنه..
|