Tuesday 9th december,2003 11394العدد الثلاثاء 15 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حدث في إحدى متوسطات البنات بالرياض: حدث في إحدى متوسطات البنات بالرياض:
مديرة مدرسة تخرج الاختبارات الشهرية عن مفهومها التربوي

* الرياض- الجزيرة:
الطالبات مازلن في عمر الورود اليانعة الطاهرة، في مرحلة عمرية لم تتلوث بعد في مسارب الخداع والغش بمنظور عام، وافتراض النزاهة فيهن ما زال في حيز الممكن والمتوفر، وكل ما في الامر هو اختبارات روتينية شهرية ربما كان بالامكان الاستغناء عنها بتقديرات المعلمات بحكم ان كل معلمة تعرف قدرات تلميذاتها ومن ثم تقييمها كما تستحق من علامات.
اما ان تعمد مديرة مدرسة متوسطة للبنات بحي الشفاء بالرياض بانزال الطالبات وتوزيعهن على ارض فناء المدرسة في ظروف قد لا تكون ملائمة مناخياً ولا صحياً من اجل ضمان عدم غش بعضهن من بعض فيما لو تم الاختبار في الفصل وعلى المقاعد بحجة ضيق غرفة الدراسة وتقارب المقاعد مما قد يتيح لبعضهن مسارقة النظر لورقة الاخرى فيما يعتبر غشاً في الاختبار.. فهل يكفي هذا مبرراً لاتخاذ المديرة اجراء قد لا يكون في الاعراف التربوية التعليمية مقبولاً ولا نظامياً ولا منطقياً، هل هي حدة الامانة لديها ام زيادة في التقوى أم هي تقمص للشخصية الصارمة او الادارية المحنكة، كل ذلك قد لا يكون تبريراً مثاليا اذ ان الامر يستدعي اعطاء كل فرد في الهيئة التعليمية بالمدرسة دوره المؤتمن عليه المخول به العارف بأبعاده ومن هؤلاء المعلمات، ثم ان الإداري الناجح هو من يأخذ برأي الفريق لا الآمر برأيه المستفرد به وحده، وغياب الثقة والامانة او تغييبها عن المعلمة والطالبات أمر يخرج العملية التربوية عن عنصر هام وركيزة اساسية من عناصرها كزرع بذور الثقة والامانة لدى هؤلاء الصغار من هذه المرحلة الدراسية ان لم يكن قد تم قبل هذه المرحلة، وان لم يتم هذا في هذه السن فمتى سيكون؟! ثم ما هذه الاختبارات المعجزة التي تدعو بعض الصغيرات للغش من بعضهن، اليس الاختبار يعني الفحص والتقويم في تحصيل مادة دراسية تم تدرسيها وتعليمها للطالبات.. إذن المسألة مجرد اختبار وليس شيئاً خارقاً يدعو لهذا الاستنفار وتعويد الطالبات على رهبة الاختبارات وكأنها مرور على الصراط، كل ما في الامر انها معلومات تم تحصيلها ويراد معرفة مدى الاستيعاب لدى كل طالبة أي أنه رصد لمدى فروق بسيطة جداً بين واحدة واخرى، خاصة اذا تذكرنا ان غالبيه مناهج الصغار تلقينية، ومع ذلك كله فإني أميل إلى القول ان مديرة المدرسة قد ناشدت المسؤولين وطالبتهم بفتح مزيد من غرف الدراسة «الفصول» لفك وتخفيف الزحام الحاصل في مدرستها لصالح الصغيرات نفسياً وصحياً وعقلياً.. وانها ربما عاودت المطالبة تكراراً ضمن مطالب اخرى لم تتحقق، وهذا من باب الامانة ايضاً تفعله كل مديرة، غير ان اداء الامانة شيء والمغالاة في التعامل مع الطالبات أمر آخر قد يقلب صور الامانة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved