اندلاع الانتفاضة الفلسطينية

  في مثل هذا اليوم من عام 1987، بدأت انتفاضة فلسطينية في الأراضي التي تحتلها إسرائيل فأصابت العالم بالدهشة، بدأت الانتفاضة في 8 ديسمبر 1987 في قطاع غزة، عندما دهست شاحنة إسرائيلية مجموعة من السيارات التي تحمل عمالا عربا في طريق عودتهم إلى ديارهم من إسرائيل، تسببت الشاحنة في مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة سبعة آخرين بإصابات خطيرة، أدى الحادث إلى تفجر تظاهرات - هي الأكثر تواصلا طوال 20 سنة من المقاومة الفلسطينية للاحتلال.
يعيش ما يزيد على مليون ونصف مليون فلسطيني في الأراضي التي تحتلها إسرائيل، إنهم يواجهون الأمرين في حياتهم من جراء آلاف القوانين العسكرية التي تمنعهم حتى من زرع شجرة أو حفر بئر دون تصريح.
حققت إسرائيل فوائد كبيرة من هذه الأراضي قبل انطلاق الانتفاضة، تتمثل إحدى هذه الفوائد في أن الأراضي وفرت لإسرائيل سوقا موقوفة للسلع الإسرائيلية. في عام 1985 وحده، حققت هذه الأراضي مبيعات بلغت قيمتها 780 مليون دولار.كما وفرت الضرائب أيضا عائدات هائلة لإسرائيل، في عام 1987، فاق عائد الأراضي المحتلة من الضرائب لصالح إسرائيل ما أنفقته على الخدمات فيها ب 100 مليون دولار، كما أمكن لإسرائيل أيضا مراكمة أموال هائلة من أجور 120000 فلسطيني أجبروا على العمل في إسرائيل تعويضا عن الأراضي المصادرة وقلة فرص العمل في العالم العربي، لم يكن لدى هؤلاء العاملين حماية نقابية، وكانوا يحصلون على نحو 40 في المائة مما يحصل عليه العاملون الإسرائيليون.لكن أكثر ما أثار الغضب البالغ لدى الفلسطينيين كان طمس ثقافتهم، إنه غير مسموح لهم ترديد نشيدهم الوطني، عرض ألوان علمهم الفلسطيني، انتخاب قادتهم أو حمل جواز سفر فلسطيني، يمكن لساكن غزة أن يسافر فقط بوثيقة سفر إسرائيلية مكتوب عليها أن الجنسية «غير معروفة».
كان سخطهم قد بدا للعيان في عام 1985، حين حمل معظم الفلسطينيين على اتخاذ موقف بسبب تصاعد عمليات هدم المنازل، الطرد والاعتقال للفلسطينيين، إن زيارة لأية محكمة عسكرية في ذلك الوقت كانت تكشف عن زيادة كبيرة في عدد الحوادث المنسوبة الى المراهقين الفلسطينيين، إنهم نشأوا في ظل حكم عسكري إسرائيلي ولم يكن بإمكانهم رؤية أي أمل في المستقبل، وجد معظمهم طريقه للسجن بسبب إلقاء الحجارة أو المشاركة في التظاهرات، إنهم أمضوا شهورا بجانب بالغين يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد ومع مراهقين من معسكرات اللاجئين قاموا بتعليمهم أساليب وتكتيكات حرب الشوارع. بحلول شهر ديسمبر 1987 كانت الظروف ناضجة لاحتجاجات واسعة، فجر حادث الشاحنة غضبا دفع بالآلاف إلى الشوارع، خلال أسابيع قام الوطنيون الفلسطينيون بتحويل الشغب الذي افتقد القيادة إلى ثورة ملهمة ذات أهداف واضحة.