في مثل هذا اليوم من عام 1950، بدأ حظر للسلع الأمريكية عن الصين الشيوعية.
منذ العقد الأخير في القرن التاسع عشر (1890) وصاعدا كان على الأمريكيين في الصين أن يحصدوا الألم والفائدة معا، غير أن قليلين منهم تعرضوا بشكل فادح للمهانة الوطنية وتبعاتها، قلة منهم حازت على مقومات القوة الكامنة في النزعة القومية الصينية المتقدة، قليلون منهم أدركوا مسار ونمو الثورة في الصين، والقليل منهم كان متهيأ لظرف تصبح فيه أمريكا في النهاية الدولة الإمبريالية رقم واحد، الوريث الشرعي لقرن كامل من الإستياء المكبوت.
من الخطأ القول بأن الانتصار الشيوعي في الصين كان أمرا محتوما لا مفر منه، لقد كان لدى الأيديولوجيات الأخرى فرصة للسيادة على أقل تقدير، غيرأن عناصر بعينها في الماركسية اللينينية وفرت لها ميزة على منافسيها، لقد قدمت الشيوعية تفسيرا للصين مستمداً من تاريخها، برنامج عمل لحاضر الصين، وخطة للمستقبل، الأكثر أهمية، بالنسبة الى أولئك الذين يتعين عليهم أن يعيشوا في العالم نفسه مع الصين، هو أن الشيوعية نجحت في أن تسود.
من ثم، فالعلاقات بين الصين وأمريكا هي في جانب منها نتاج لهذا القرن من التصادم بين الصين والغرب، غير أنها أيضا نتاج للظروف الخاصة للحرب الأهلية الصينية.
لكن ومع اندلاع الحرب الكورية في صيف عام 1950، ومع تدخل الشيوعيين الصينيين في وقت متأخر من ذلك العام (عند تحرك القوات الأمريكية شمالا نحو الحدود الصينية)، فان العداء بين واشنطن وبكين ترسخ واستقر لسنوات طويلة قادمة، أقحم ترومان الأسطول السابع في المياه ما بين الصين الأم وتايوان، وأقام أيزنهاور تحالفا عسكريا مع الوطنيين، بعد ظهور تهديدات للجزر البعيدة وتدخلت أمريكا لتجميد الحرب الأهلية التي لم تبلغ غايتها بعد.
|