في مثل هذا اليوم من عام 1990م دعت المملكة العربية السعودية الأمم المتحدة ان تتحمل مسؤولياتها وأن تسخر طاقاتها لوضع قضية الشرق الاوسط على طريق الحل ولكبح جماح السلطات الاسرائيلية.
وحيَّت المملكة الانتفاضة الفلسطينية الباسلة التي تجسد آمال الشعب الفلسطيني وتشد عواطف ودعم وتأييد الأمة العربية والإسلامية وكل محب للحق والعدل والسلام في العالم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير سمير الشهابي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول الذي عقد لبحث «الحالة في الشرق الأوسط».
وأعرب عن تطلعه ان يتم انهاء وجود الاحتلال العراقي لدولة الكويت وازالة نتائجه وآثاره وفقاً لقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن وتطبيقا للميثاق والاجماع العالمي.. مشيرا إلى ان الامم المتحدة عالجت هذا الغزو كما يجب ان يعالج.
وشدد السفير الشهابي على ان السلطات الاسرائيلية ما زالت تعيش عقلية القرن الماضي وتتعامل مع وضعها في المنطقة وكأنه غابة تستطيع ان تعيث فساداً فيه كما تريد.
وقال «ان ساسة اسرائيل يظنون ان بإمكانهم فرض سيطرتهم على المنطقة بالقوة الى زمن طويل وما أسرع ما تنتهي الفجوة التي اوصلتهم الى موقع التفوق العسكري المؤقت».
وأوضح ان الاحلام الصهيونية بالتفوق والسيطرة هي حلم الجاهل وأمل الغبي تجاه عالم الواقع.
وتناول الاعتداءات والعدوان الذي ترتكبه اسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطيني وضد دول المنطقة العربية مشيراً إلى ان السلطات الاسرائيلية هددت كل الدول العربية والإسلامية وارتكبت جرائم ضد البشر في فلسطين المحتلة وفي لبنان والجولان.
كما أشار الى رفض اسرائيل لكل مبادرات السلام وإجهاضها لكل محاولات الوصول الى تسوية وانكارها لكل المواثيق والالتزامات الدولية وانتهاكها للقيم والمبادئ الانسانية والأخلاقية.
وبيَّن السفير الشهابي ان اسرائيل تبيح لنفسها تملك الاسلحة النووية والكيماوية والجرثومية كما تبيح لنفسها تملك احدث وأضخم ترسانة أسلحة في المنطقة لتضرب طائراتها وأسلحتها أراضي بلدان مجاورة ولتقوم بارتكاب كل الجرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وندد بالتصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي التي زعم فيها ان حدود اسرائيل تمتد من البحر إلى النهر.
وأضاف يقول «وهكذا تحدد اسرائيل حدودها وكأن الشرق الاوسط ميدان فسيح يقتطعون منه كما يريدون».
وأوضح ان القانون الدولي لا يعترف بدولة لا حدود لها لأن الحدود من أهم مقومات الدولة.
وتساءل: ماذا عن الحدود الاسرائيلية ام ان الشرق الاوسط خريطة من المطاط يشدها زعماء الصهيونية كما يريدون وكأن المنطقة ميدان مباح للطغيان.
ووصف التدفق اليهودي على فلسطين المحتلة انه بذور اخطار كبيرة على المنطقة لا يمكن التكهن بنتائجها.
وقال «ان فلسطين تتعرض الآن لهجمة سكانية جديدة يمثلها هذا التدفق وستصل بالوضع السكاني إلى مرحلة الانفجار قبل مضي وقت طويل».
وأكد ان تدفق آلاف اليهود إلى اراضي فلسطين المحتلة يمثِّل غزوا مكشوفا لاراضي العرب.
ووجَّه نداء للمجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته وألا يساعد على تسهيل التدفق اليهودي في أي مرحلة من مراحله.
وبيَّن ان مجموعات المهجرين اليهود تتعرض لخديعة صهيونية بإغرائهم بالمجيء الى فلسطين حيث يتعرضون للمشكلات الخطيرة التي يصبح بها المجتمع الإسرائيلي ويصبحون بالتالي جزءا من هذه المشكلة كما يصبحون جزءا من الغزو الصهيوني للأراضي العربية والحملة الارهابية الاسرائيلية ضد المواطنين العرب في اراضيهم.
وأعرب السفير الشهابي عن أمله ألا يطول الزمن حتى نرى الطغيان الصهيوني قد انحسر امتداده وان نرى الحق يعود إلى اهله في فلسطين وكل الاراضي المحتلة.
واختتم قائلاً «ان الشعب العربي سينال حقوقه كاملة بسواعده طال الزمن أو قصر وأن حبل الطغيان قصير مهما طال وضعيف مهما تظاهر بالقوة وان المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في دعم هذه الحقوق والعمل على تأمينها».
| 
