نلاحظ عند أطفالنا في مجتمعاتنا العربية ارتفاع نسبة حدوث تشوهات الأسنان، وسوء العلاقة بين الفكين مثل بروز الأسنان، انفتال الأسنان، الفراغات بين السنية، عدم القدرة على إطباق الشفتين بحيث تظل الأسنان بارزة من بينها وهوما نسميه العضة المفتوحة وغيرها الكثير من أنواع التشوهات الاخرى والتي تكون نتيجة لأسباب عديدة منها الخلع المبكر للأسنان اللبنية، اصابة الطفل بالتسوسات الشديدة في عمر مبكر، العامل الوراثي، مشاكل التنفس وكذلك العادات الفموية السيئة وهي ما سنتخدث عنها الآن بشيء من التفصيل لأن هذه العادات يمارسها الطفل يوميا وأمام ناظري الأهل في البيت كذلك المدرس في المدرسة لذلك يجب عليهم ملاحظة ذلك ومساعدة الطفل على التخلص من تلك العادات.
من هذه العادات: عادة قضم الأظافر، مص الاصبع، وضع القلم بين الأسنان، وضع راحة اليد تحت الذقن لساعات طويلة، التنفس الفموي، البلع مع دفع اللسان للخارج، مص الشفتين. ولكننا هنا سنتكلم بالتفصيل عن عادة مص الاصبع لأنها الأكثر انتشارا والتي غالبا ما يرافقها التنفس الفموي والبلع مع دفع اللسان للخارج.
عادة مص الاصبع
وهي أكثر العادات السيئة انتشارا عند الاطفال، تظل هذه العادة ممارسة طبيعية يمارسها معظم الأطفال حتى عمر أربع سنوات وبعد هذا العمر يجب أن يبدأ عندنا الشعور بالقلق اذا استمرت هذه العادة.
تعتبر عادة مص الاصبع احدى وسائل التعبير أحيانا لدى الطفل، فهي في الاعمار المبكرة تكون اما تفريغا للطاقة لدى الطفل الرضيع خاصة وفي مرحلة ما قبل المشي، أوتعبيراً عن أنه لم يأخذ كفايته من الرضاعة خاصة لدى الأطفال المعتمدين على الرضاعة الصناعية، أو أنه احتجاج لا شعوري لدى الطفل على عدم أخذ كفايته من العاطفة أوتعرضه للاضطهاد من قبل الأهل في البيت أواخوته الأكبر سناً.
التأثيرات السلبية لهذه العادة على شكل الأسنان والوجه:
نلاحظ أولا تضيق الفك العلوي وبروز أسنانه للأمام، كذلك ميلان الأسنان السفلية للخلف ويعجز المريض في كثير من الأحيان عن ابقاء شفتيه مغلقتين بل تبرز الاسنان من بين الشفاه، طبعا هذا التشوه الموصوف سابقا يختلف أحيانا باختلاف الاصبع الذي يمصه الطفل فقد يكون الابهام أوالسبابة أويضع أحيانا ثلاثة أصابع دفعة واحدة في الفم فلكل طريقة من الطرق السابقة تشوه مرافق لها.
طرق العلاج:
يعتمد العلاج على ناحيتين رئيسيتين الأولى هي منع وايقاف هذه العادة فاذا نجحنا بعمر مبكر باقناع المريض بالتوقف عن هذه العادة بعمر ثلاث أو أربع سنوات مثلا فانه يمكن أن يحصل تصحيح تلقائي للتشوه الحاصل على الأسنان خاصة وأنه في الاعمار المبكرة لن يكون شديدا أما في الأعمار التالية فلابد من تدخلنا بالعلاج التقويمي لتصحيح التشوه الحاصل وهذه هي الناحيه الثانية في العلاج وتكون بواسطة الأجهزة التقويمية طبعا بعد نجاحنا في ايقاف هذه العادة السيئة، وربما نلجأ أحيانا لطلب المساعدة النفسية في ذلك لأننا لونجحنا في تصحيح التشوه الحاصل بدون ايقاف العادة السيئة المسببة لها فإن الحالة ستكون معرضة للنكسة فور نزع الأجهزة التقويمية، ومن المعروف أن البدء المبكر بمعالجة هذه الحالات بالذات يؤدي الى نتائج أفضل وأكثر ثباتا على المدى البعيد.
|