هل جميع آلام الصدر تعني وجود مشكلة بالقلب؟
ماذا تعني كلمة الذبحة الصدرية ؟
د. عبد الفتاح الأصفر*

لا شك أن ظاهرة آلام الصدر تؤرق العديد من الناس وذلك لآن المريض لا يستطيع بسهولة أن يميز هل هذه الآلام هي ذبحة صدرية - آي نتيجة حدوث قصور بالشرايين التاجية - آم أنها لا علاقة لها بالقلب على الإطلاق. لذا لزم أن نوضح ونوصف هذه الظاهرة ليزداد الأشخاص والمرضى وعيا بها.
فبرغم أن أمراض القلب من الأسباب الرئيسية والمهمة جدا لآلام الصدر إلا أنه لا بد من أن نعلم أن هذه الآلام قد ترجع لأمراض أخرى داخل الصدر غير القلب كأمراض الشريان الأورطي والشريان الرئوي بل والشعب الهوائية والرئتين والغشاء البلوري والمريء والحجاب الحاجز.
بل ربما تكون لأمراض خاصة بالقفص الصدري كالضلوع وعضلات الصدر وربما تنتج عن أمراض باطنية كقرحة المعدة والاثني عشر وآلام المرارة والبنكرياس.
والأهم من ذلك أنها قد تكون لأسباب نفسية بحتة ولا توجد آي مشاكل عضوية مما ذكر وهذه تمثل نسبة كبيرة جدا من هذه الآلام.
من هنا نقول آن ظاهرة آلام الصدر قد تعني مشكلة مرضية في منتهى الخطورة كالذبحة الصدرية وأيضا قد تعني أنه لا توجد مشكلة من الأساس كالعوامل النفسية.
لذا لزم السؤال:
ما هي مواصفات آلام الصدر الناتجة عن الذبحة الصدرية أو قصور الشرايين التاجية؟
يشعر المريض في هذه الحالة بعدم ارتياح في منتصف الصدر خلف عظمة القص أحيانا يقول:- «حاجة بتعصر أو بتحرق في صدري أو تضغط على صدري أو ثقل في صدري أو حزام حول صدري».
كل هذه وصفات المريض الذي يعاني من ذبحة صدرية، وتزداد الآلام بالجهد أو الطعام أو التعرض للبرودة أو الانفعالات النفسية، وتكون مصحوبة بإعياء شديد وأحيانا عرق غزير وبرودة بالأطراف وضيق بالتنفس.
وغالبا ينتشر الألم بالأماكن المحيطة بالكتف والذراع الأيسر والفك السفلي والأسنان وأحيانا يكون مصحوباً بالقيء أو عسر الهضم أو الدوخة ويستغرق آلم الشريان التاجي الناتج عن الذبحة الصدرية المستقرة بين 10 و 20 دقيقة وغالبا ما تتحسن بالراحة وأخذ دواء النيترات تحت اللسان.
أما الآلام الناتجة عن الذبحة الصدرية غير المستقرة وجلطة الشريان التاجي فتكون المدة غالبا أكثر من ثلاثين دقيقة ولا تتحسن بالراحة أو الدواء.
هذا ملخص بسيط لو حدثت -لا قدر الله- آلام الذبحة الصدرية التي أنصح أي مريض يعاني منها أن يستشير فوراً طبيب القلب لعمل الفحوص اللازمة للقضاء على هذا المرض مبكرا.
أما بالنسبة للأسباب الأخرى لآلام الصدر فأشهرها الأسباب النفسية وهي منتشرة بين الآنسات والسيدات متوسطات العمر بين الخامسة عشرة والثلاثين من العمر.وتكون غالباً لأسباب نفسية كالقلق والاكتئاب.وهي توصف على أنها آلام بالصدر تشبه الوخز بالدبوس وتكون مباشرة في منطقة الصدر اليسرى ويشير إليها المريض أو المريضة بإصبع واحد وهذا النوع الوظيفي من الآلام لا يدعو مطلقا للقلق وغالبا لا يكون له علاقة بالقلب.
والنوع الثالث من آلام الصدر والمنتشر بصورة كبيرة هي تلك الآلام الناتجة عن الالتهابات الروماتيزمية لعضلات ومفاصل الصدر وهذه أيضا منتشرة في المرحلة السنية المتوسطة وخصوصا بين الإناث ويكون الألم أيضا في صورة وخز وله علاقة بالتنفس ويرتاح المريض للمسكنات وهذا النوع أيضا لا يدعو لأي قلق.
ولكن أيضا نود أن نقول إن آي نوع من آلام الصدر أيا كان ذبحة صدرية أو خلافه لا بد أن يؤخذ باهتمام كاف وخصوصا إذا كان المريض مدخنا أو يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو يكون هناك تاريخ مرضي في العائلة أو هناك ارتفاع ملحوظ بنسبة الدهون والكولسترول بالدم. أما بالنسبة للأطباء فنود أن نقول ان تمييز آلام الصدر بدقة وتشخيصها لا يتأتى إلا بأخذ التاريخ المرضي الوافي من المريض وعمل الفحص الإكلينيكي اللازم وخصوصا تخطيط القلب العادي لأنه يظل المقياس الذهبي لتشخيص العديد من أسباب آلام الصدر. وقانا الله وإياكم شر هذه الأمراض والأمراض جميعا.