ليست المرة الأولى التي نخوض فيها نهائيات كأس العالم للشباب، ولدينا من التجارب والخبرة ما يكفي لتجاوز مفهوم مجرد المشاركة والتخلص من حكاية المستوى المشرف والحظ العنيد وفارق التكوين الجسماني وما إلى ذلك من انطباعات عاطفية لا تؤكل عيشاً بقدر ما تزيد أمورنا تعقيداً وتعيدنا سنوات طويلة إلى الوراء وإلى نقطة الصفر، وكأن شيئاً من البناء والتخطيط والإنفاق لم يكن!!
خرجنا من الإمارات بذات الصورة وترددت على مسامعنا نفس اللغة التي سمعناها بعد أولى مشاركاتنا في نهائيات موسكو للشباب منتصف الثمانينيات الميلادية.. وقتها وقياساً بحداثة التجربة ووقوعنا مع المنتخب البرازيلي في مجموعة واحدة من الطبيعي بل من المفترض أن يكون التعامل مع تلك المشاركة بلغة عاطفية محفزة.. أما الآن وبعد عقدين من ذلك التاريخ، وبعد أن قطعنا شوطاً كبيراً من المشاركات والاحتكاك والتمرس على كل المستويات، وفي الوقت الذي يتقدم ويتطور فيه غيرنا، لا يليق بنا التحدث باللغة القديمة.. ولا ينبغي السكوت والبحث عن الأعذار الواهية والعبارات المخدرة من أجل أن تبقى وتستمر العلة وتسجل القضية ضد مجهول..!!
الخطوة الأولى للتصحيح والاصلاح تبدأ من الاعتراف بأخطائنا وتسمية الأشياء بأسمائها.. وفي هذه الحالة علينا أن نصف عدم تأهلنا للدور الثاني في نهائيات الإمارات بالفشل الذريع الذي يستدعي اكتشاف ومن ثم الاسراع بمعالجة العلل الكبيرة والصغيرة، الإدارية والفنية والعناصرية، حيثما كانت في القمة والقاع، ومن الألف إلى الياء.. حتى لا تتكرر دوامة أوهام ما بعد المونديال2002.
ثنائي جدة غير وخير
تخيلوا الاحتراف وحركة تنقلات اللاعبين السعوديين بدون الاتحاد أولاً والأهلي ثانياً؟! وهل يوجد ناد آخر يستطيع توفير ربع ما دفعه الاتحاد في صفقة (كريري والودعاني) للقادسية.. أو ينافس الأهلي على شراء عقد لاعب الطائي سعود الخيبري؟!
الهلال الذي يحتل المرتبة الثالثة بعد الأهلي بفارق كبير، هو أول من بدأ بالتفاوض مع القادسية حول انتقال اللاعب سعود كريري، كذلك الأمر بالنسبة للخيبري.. لكن الرغبة شيء والقدرة على تحقيقها شيء آخر، فبالرغم من حاجته الماسة ومعاناته الدائمة من محور الارتكاز والظهير الأيسر إلا أنه عجز عن تأمين جزء بسيط من المبلغ المطلوب لانتقالهما.. وبالذات (الخيبري) حيث لم يتمكن الهلال بكل اعضاء شرفه وكامل قوته من توفير مليون واحد بينما حسم الأهلي الصفقة بما يقارب الأربعة ملايين ريال دفعة واحدة بأقل من أربع وعشرين ساعة، في حين استغرقت مفاوضات الهلال شهوراً عديدة والنتيجة (فشنك)..!!
إذا كان مستوى المنافسة بين الثاني والثالث بهذا الشكل، فما بالكم ب(الهامور) ومحطم الأرقام القياسية الاتحاد، وكيف يكون الوضع مع غير الهلال، أي بين الاتحاد وبقية الأندية الأخرى؟! من المؤكد أننا أمام حقيقة ثابتة وواضحة تشير إلى أن الاتحاد يليه الأهلي هما اللذان تكفلا بإنعاش سوق الاحتراف وانقاذه من الافلاس والتخبط والضياع.. وبدونهما كانت أجواء الانتقال باهتة وبائسة وكئيبة..!!
نيابة عن المحترفين السعوديين، وعن الأندية المتعبة والمتأزمة مالياً، وعن عموم جماهير الكرة وعن لجنة الاحتراف المغلوبة على أمرها.. شكراً لدعم وإسهام وسخاء الاتحاد، ولحيوية وبذل وكرم الأهلي.. ولا عزاء للخائفين والبخلاء والباحثين عن الظهور (والترزز) والاستعراض ب(الفهلوة) حيناً وبأخو (البلاش) أحياناً..!!
غرغرة!!
* الأمير نواف بن سعد بمثاليته ونجاحاته القيادية وثقافته الإدارية العالية قادر على تشخيص واقع منتخب الشباب واستشراف مستقبله. فهل تتوفر الظروف والأجواء التي تساعده على تنفيذ ما يتطلع إليه؟
* كيف يتحمس ويتعاطف ويتفاعل الجمهور السعودي مع منتخب بلده وهو محروم من مشاهدته؟!
* طريقة (لا من شاف ولا من دري) ستجعل التأهل للنهائيات العالمية والقارية باهتاً ومنسياً ولا قيمة له..!!
* من المهم التعرف على الأسباب والظروف التي دفعت الحارس الشاب عساف القرني إلى الهروب ب(كذبة) كبيرة من العيار الثقيل!!
* بالمناسبة.. كان من الأجدى والأكثر إلماماً بالحادثة أن يتم التحقيق مع اللاعب من قبل اتحاد الكرة وليس ناديه الوحدة..!!
* من جديد، وبسبب عزلة (التشفير) لا ندري كيف حقق الهلال فوزه الكبير والأهلي انتصاره الثمين، وخسر الاتحاد بتعادله الغريب؟! نتمنى حلاً سريعاً قبل أن تتحول الكرة إلى أزمة يصعب احتواؤها وعودة العازفين عن متابعتها..!!
* ما دام النصر يواصل انتصاراته المتتالية ويحتل المركز الثاني بلا منافس.. فما المشكلة وماذا تريدون أكثر وأفضل من ذلك..؟!
* لم نكن نتوقع أن تصل الملاسنة وحمى التصريحات بين الياقوت والطويرقي إلى هذا الحد من التهور والاستخفاف!!
* أخيراً.. أشير إلى أنني وقعت الأسبوع الماضي في خطأ فادح حينما ذكرت أن إدارة القادسية رفضت تجديد عقد ياسر القحطاني بأكثر من خمسين ألف ريال.. والصحيح أن عقده ما زال سارياً ولن ينتهي إلا بعد سنتين من الآن.. فعذراً للأحبة في إدارة القادسية..
|