ثارت ثائرة إسرائيل عندما تقدمت روسيا قبل أسابيع بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بغرض تفعيل خطة خريطة الطريق وإعطائها وجها دولياً بدلاً من الرعاية الرباعية التي كانت تتمتع بها.. وفشلت مساعي إسرائيل في الحؤول دون صدور قرار دولي شاركت فيه بالتصويت الولايات المتحدة.
وعندما اعلنت الفصائل الفلسطينية عن حوار في القاهرة حاولت إسرائيل تعطيل سفر الوفود على الرغم من أن الحوار كان يستهدف تهدئة الأوضاع بغرض اتاحة الفرصة لانطلاق خطة خريطة الطريق، وعندما اتفقت الفصائل الفلسطينية على تحييد المدنيين في الصراع وعدم استهدافهم وهو ما يقرب من مستوى الهدنة سارعت إسرائيل إلى رفض هذه الخطوة في إطار جهودها لافشال أي توجه نحو السلام، لأنه يجردها مما سرقته من ارض الفلسطينيين ويحد من سطوتها.
ولأن السلام يصنعه طرفان في الأساس، مع وجود الوسطاء، فان الاستعداد الفلسطيني في كل مرة للتحرك باتجاه التهدئة يحبطه عدم تجاوب الطرف الآخر وهو إسرائيل، فإسرائيل تتطلع إلى سلام لا يجردها من الهيمنة التي تتمتع بها حالياً، كما تتطلع إلى سلام لا يتطرق إلى المستوطنات ولا يتحدث عن حق العودة لأربعة ملايين فلسطيني يهيمون على وجوههم في انحاء العالم.. أما الوسطاء فتجردوا من صفتهم هذه واختاروا دعم المواقف الإسرائيلية.
وستظل إسرائيل على هذا الموقف المتمثل في احتقار الارادة الدولية في السلام إلى أن تدرك دول العالم بما فيها تلك المؤثرة أن السلام الدولي بأسره بات مهدداً بهذه المواقف الإسرائيلية وأن الاضطرابات التي تحدث في مناطق كثيرة نابعة من هذا النموذج لعدم العدالة الذي تقدمه إسرائيل للعالم كافة صباح مساء.
|