رغم أنني لا أعرف بشكل محدد ولكنني أسمع وأرجو ألا يكون ذلك صحيحاً أن هناك بيوتات قمار منتشرة في البلاد. لأن فتح بيت القمار أمر ميسور على كل من يفتقر إلى أبسط قواعد الشرف. وتصوري هذا لم يأتِ من فراغ فقد عرفت كثيراً من الشواهد وسمعت كثيراً من القصص عن الموضوع. ذكَّرني أحد الأصدقاء بأحد معارفنا القديمين قائلاً: إنه أصبح من أهل النعمة واليسار، رغم خلوه الكامل من المواهب التي يمكن أن تقود الإنسان إلى الثراء، يقول صديقي: إن هذا الشخص يشتبه بأنه فتح منزله للعب القمار، المعروف في لعب القمار أن صاحب المنزل يأخذ أتاوة على اللاعبين عن كل فتة أي عن كل توزيعة. وكما هو معروف فهو الرابح الوحيد في العملية. فقد عُرِف أن مثل هذا الرجل لا يلعب وإنما يهيِّئ للاعبين كلِّ أسباب الراحة مقابل ضريبة على كل جولة أو لعبة. ولك أن تتخيل دخله إذا كانت اللعبة هي البوكر الشهيرة، فهي لعبة تلف بسرعة هائلة والمضاربات فيها تتصاعد بسرعة كبيرة يمكن ان تنتهي الجولة وتبدأ الجولة التي تليها في أقل من عشر دقائق. فمعنى هذا أن المقامرين يلعبون لعبة جديدة كل عشر دقائق. هناك ألعاب مختلفة كثيرة للقمار بالورق. ولكن لعبة البوكر من أقذر اللعبات وأكثرها سيطرة فهي لعبة لا يمكن لأحد في الدنيا أن يستمتع بلعبها إذا خلت من المراهنة. لا يمكن أن يلعبها أحد بدون فلوس لأن المتعة فيها تكمن في المغامرة المالية والمناورة على كسب الخصم وقوة الملاحظة والقدرة على الخداع وذلك يعود الى توفر عدد كبير من الاحتمالات.
لا أحب أن أخوض أكثر بما أسمع عن اللعبة (القمار) ولكنها بالتأكيد من اللعبات التي تتجه بسرعة لتحطيم الشرف وتقود إلى تفكيك الأسر والعلاقات الإنسانية فما هو شائع فإن متعاطيي هذه اللعبة يكرهون بعضهم ويحقدون على بعضهم رغم أنهم يجلسون ليلياً مع بعضهم البعض إلا أنهم لا يمكن أن يقيموا صداقات؛ فالكراهية والأحقاد هي أساس العلاقة بينهم ولكنهم مترابطون لا يستطيعون أن يَشوا ببعضهم (سبحان الله)؛ فكل منهم يحافظ على سرية مكان اللعبة وقوانين المكان مهما كانت قاسية ومُذِلَّة. يحافظ عليها بقدر ما يستطيع لأنه المكان الوحيد الذي يجد نفسه فيه أو يبحث عن نفسه فيه. إذا فقد اليوم مبلغاً كبيرا أقسم أن يعود ليسترده وإذا كسب مبلغا كبيرا ذهب مرة أخرى سعيداً ليبدّده.
والغريب أن بيوتات القمار في العالم كما هو مشهور عنها ربما تعتمد على النساء لجذب اللاعبين ولكنها تمنع الخمور والمخدرات فأصحابها لا يغامرون بإدخال عناصر تذهب العقل في لحظات تحطيم الذات المستمرة فدرجة التوتر تكون في أعلاها أثناء اللعب. وهذه البيوتات التي نتحدث عنها تفتح على بعضها فالمقامر ينتقل من بيت إلى بيت لذلك من السهل أن تتوسع وتتكاثر فالزبون جاهز. فهذا يفتح بيته في الليل وهذا يفتحه في الصباح وهذا يفتحه في الظهر الخ.. وأظن أن هذا ربما يساعد رجال الأمن للسيطرة على الوضع لكن بدون قوانين وعقوبات واضحة ومحددة لا يمكن السيطرة على هذه الآفة الخطيرة.
أعتقد أنه من الضروري أن يفتح ملف هذه القضية وتطرح على الرأي العام وتطرح أبعادها الاجتماعية والأخلاقية والدينية على المجتمع وأن يصرح المجتمع بالعقوبات التي تنزل بممارسيها وخصوصا أصحاب البيوت الذي يهيئون كل شيء لممارسة هذه اللعبة. فهؤلاء هم «مدراء» الشر!!
فاكس: 4702162
|