لوصايف عشر نخلات ووردة،
لها - أن تسرِّح شعر الانتظار.. وتدعو رَّبها «عودة الأب»ولها أن تحلم كما الفراشات - صحواً - وترى وجه أبيها في دفتر الرسم ونور هذا النهار
تلوّن الكلمات «العصيّة» - وتركض
تعدو صباحاً في كتاب «القواعد»
وتلهو قليلاً في خطوط «العربية الفصحى» فتصحو.
أبي - عد سريعاً وسريعاً سأُقبِّلُ
وجه أمي - ورأس جَدَّتي وكفَّ جَدّي..
سأقول لهم - إنك - تحبنا .. وسأحكي لهم
من تفاصيل «كتاب القراءة» قصة - لننسى
حزننا.. وننام..
تغفو الصغيرة في حضنٍ من الشرود - والدهشة..
وتتقافز من حقيبتها المدرسية - الأسئلة
وعلامات الاستفهام.
أبي - كان هنا - لا كان هناك - هذا مكانه
كان يجلس هنا - ويصلي.. هنا..
فلماذا لا تجيء - لماذا نحن هنا وأنت هناك
أبي -وتفرَّ من عينيها - دمعة بنقاء الثلج
وسخونة «الدم»
وتبكي.. تبكي.. تبكي
تهرع جَدَّتُها «وبطرف» «شيلتها» «العَطِر»
تمتصُّ دمع الصغيرة - وتحفظه - في عنقها شهادة
ألم - ووثيقة وجع تقوله الدموع قبل
الكلام..
ومن تعب ذهن الصغيرة - التي لا تجد الإجابة
تنام.. ودمعها - يروي ما جفّ
من رجاء وما تكسَّر من سهر..
وصايف - يمامة - تنوح - وتنوء بحمل ريشها وقد تبلل بالدَّمع
لم تعد تقوى على «التحليق» غير حلم يطير
بأمنية لجفن الأب - الذي وعد ولم يجئ
كوابيس «الظَّلام» تباغت وصايف» فتصرخ
لتجد أمها - ساهرة تبكي.. لتشتركا
وصايف وأمها..
في الدعاء والحزن، والصَّمت، والانتظار..
.. وصايف - طفلة
من حنين - فلا تكسر - قلب الصغيرة
عُد يا عبد العزيز. واصغ إليها قليلاً..
|