Monday 8th december,2003 11393العدد الأثنين 14 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«رامتان» وحضور مميز في إشعار العرب القدماء «رامتان» وحضور مميز في إشعار العرب القدماء
البدائع
بديعة القصيم وبستانه الأخضر

  حلقات يكتبها:
عبد العزيز محمد السحيباني 6/2
في حلقة اليوم نواصل رحلتنا في البدائع حيث نستعرض أحد المعالم التي ورد ذكرها كثيراً في أشعار العرب وهي رامتان والشقيقة.
أين تقع رامتان
رامتان مثنى (رامة) وهما كثيبان رمليان (جنوب محافظة البدائع بالقصيم) بحوالي 15 كم وهما (رامة الشرقية) و(رامة الغربية).. وهذان الكثيبان متقاربان.. ويبلغ طول كل واحد منهما حوالي 4كم.. وهما منفردان.. ولكن ذكرهما سار مسير الشمس وامتلأت بطون الكتب بها.. وكلف بهما الشعراء حتى أنك لا نجد شاعراً من شعراء الجاهلية.. وصدر الإسلام وفي عصرنا الحاضر إلا ذكرها في شعره.. وقل أن تطلع على ديوان من دواوين الشعر لم يذكرهما.. وربما أن البعض من الشعراء لم يروها ولكن لكثرة وصفهما على لسان الشعر أتى ذكرهما.. كما نذكر نحن جبال سويسرا.. أو شلالات (نياجرا).. وعلى قول الشاعر:


عرف العارفون فضلك بالعلم..
وقال الجهَّال بالتقليد

(رامتان) هما سامرتا الشعراء وملهمتاهم بسحر بديع أخاذ.. فهي ذات منظر خرافي الحسن.. وخاصة في أيام الربيع.. حيث تنقلب أرضهما إلى بساط سندس موشى بزخارف بديعة من زهور بيضاء ناصعة وبنفسجية وبرتقالية وحمراء من زهور الأقحوان والخزامى ونبات الربل والبدباس والرمث.. وحين تصدح البلابل في رياض خضراء مزهرة.. وسماء زرقاء صافية.. ومياه متلألأة في خباري رامة والمضابيع فوق رمال ذهبية تخشع باللآليء من المرو وحبات الرمل المغسولة بماء المطر.
طه حسين و(رامتان)
طه حسين عميد الأدب العربي سمَّى دراته بالقاهرة ب(رامتان) تخليداً لذكرهما ولأنه أديب يعرف قيمتهما.. نظراً لأنه يقرأهما في كل كتاب يتحدث عن أديب عربي أو ديوان من دواوين الشعر.. ويمكن أن تكونا أكثر معلم جغرافي.. وأشهر معلم مرّ عليه خلال مطالعاته وسماعه لقصص العرب وأشعارهم في جزيرة العرب منبع العروبة والأصالة ولا تزال (رامتان).. دارة طه حسين باسمها في القاهرة.. ولكن الكثير من أبناء وطننا لا يعرفون شيئاً عن (رامتان)..
حدثت لذلك قصة طريفة: وهي أن وفداً من أدباء المملكة زار عميد الأدب العربي طه حسين.. ومعهم علامة الجزيرة المرحوم حمد الجاسر وذلك في دارته (رامتان).. فسأله أحد أعضاء الوفد الثقافي السعودي: ما معنى (رامْتان) يا دكتور؟!! وسكن الميم (يحسبها معلماً فرنسيا)..؟!
فتعجب الدكتور طه حسين من هذا السؤال.. وقال بدهشة: يا بني رامتان.. عندكم في السعودية وبالأخص في نجد بالقصيم.. وهي مذكورة كثيراً في الشعر العربي..!!.
أشعار في رامة
لقد كلف الشعراء برامة وذكروها كثيراً في أشعارهم.. نظراً لموقفها الفريد ومرعاها المتميز ووجودها على طريق (الحاج البصري).. وهذا في عهد الدولة الأموية والعباسية.. وإلا فإن شهرتها كانت قبل ذلك بكثير..
قال جرير:


بان الخليط فعينه لا تهجع
والقلب من حذر الفراق ملوّع
ود العواذل يوم (رامة) أنهم
قطعو الحبال وليتها لا تقطع

وقال أيضاً:


حي الغداة (برامة) الأطلالا
رسماً تحَّمل أهله فأجالا

وقال بشر بن أبي خازم الأسدي:


عفا رسم (برامة) فالتلاع
فكثبان الحفير إلى القاع

قال الشيخ محمد العبودي في معجم بلاد القصيم: (قرن ذكر رامة بذكر التلاع وكثبان الحفير أما التلاع فهي في شرقي البدائع ومنها محلة فيها تدعي (أم تلعة) وأما الحفير فهو ماء اسمه (الحفيِّرة) ويقع جنوب غرب عنيزة.
وقال الحطيئة:


تعذّر بعد (رامة) من سليمي
أجارع بعد رامة فالهجول

وقال أبو داوود الإيادي من أقدم شعراء الجاهلية:


من ديار كأنهن وشوم
لسليمي برامة لا تريم

وقال زهير بن أبي سلمى


لمن طلل برامة لا يريم
عفا وخلاله عهد قديم

وقال الفرزدق:


أعيناني على زفرات قلب
يحن برامتين إلى النوَّار

رامة.. ونداء للهيئة العليا للسياحة
قال الشيخ محمد العبودي: (ومن الأمثال القديمة الشائعة «تسأني برامتين سلجماً»).
والسلجم هو (اللِّفت).. يضرب لطالب حاجة عسرة.
ذكروا أنه أصله أن رجلاً مرضت زوجته وهما برامة في طريق الحج فاشتهت سلجماً فقال:


تسألني برامتين سلجماً!!
إنك لو سألت شيئاً أمماً

جاء به الكرى أو تجشما وذلك لأنه لا يوجد برامة في ذلك الوقت سلجم فلا زراعة موجودة غير الصحارى ولكن أهل رامة معاندة لقائل الأبيات أوجدوا فيها سلجماً كثيراً).
وفي وقتنا الحاضر زادت معاندتهم لقائل هذا البيت بشكل غير طبيعي.. فقد دمرت رامة عن آخرها.. واختفت معالمها.. وزرعت عن آخرها قمحاً وبرسيماً..!
وأحاطت بها العقوم الترابية والأسلاك الشائكة من كل جانب ورميت فيها مخلفات البناء والأحجار.. ونقلت منها الرمال بشكل يبعث على الأسى على ضياع هذا المعلم التاريخي الذي لا نعلم معلماً تاريخياً رملياً إلا تغير اسمه القديم عن اسمه الحالي ما عدا (رامتان).. فقد تغيرت أسماء الجبال أما رامة فلم تتغير.. ومع ذلك دمرت بالقوة.. وهنا أناشد وزارة المعارف والهيئة العليا للسياحة بالحفاظ على هذا الأثر.
منزل الحج البصري في رامة
طريق الحج البصري طريق قديم للقوافل أنشىء عبر كثبان وصحاري الجزيرة العربية في عهد الدولة العباسية وذلك لهداية الحجاج وعدم ضياعهم في هذه الصحاري والكثبان.. وتوجد عليه (أميال) أو أعلام.. وأنشىء في عهد خلفاء بني العباس عليه محطات استراحة للحجاج تسمى (منازل) وبيتها محطات أصغر تسمي (متعشيات).. (ومنزل رامة) يعتبر من أشهر منازل طريق الحاج هذا يحتوي على (آبار) مطوية في الصخور وترى الآن على شكل (دوائر) تظهر أنها آثار (دفان) لهذه الأبر.. وحفر أحدها فوجد مطوياً في الصخور الصلبة.
قال الحربي: ومن القريتين إلى رامة: أربعة وعشرون ميلاً.. وبرامة آبار كثيرة وفي رامته شعر كثير لا يحصى، وعلى ذكر رامة فإنه حسبما رواه الجاحظ كان في رامة بئر فيه هواء يمنع الأشياء الخفيفة من الوصول إلى قعرها. قال: حدثني رجل من بني هاشم قال: كنت برامة من طريق مكة، فرميت ببئرها ببعرة فرجعت إليَّ ثم أعدتها فرجعت فرميت بحصاة فسمعت لها حفيفاً وحريقاً شديداً وشبيها بالجولان إلى أن بلغت قرارة الماء. وهذا يدل على عمق آبار رامة قديماً ووفرة مياهها حيث تقع على حافة الدرع العربي. وربما يكون بمنزل رامة هذا (بركة) لجمع مياه الأمطار وقد طمرتها الرمال حيث تقع في (ملتقى تلاع) وأدعو إلى اكتشافها.
كما توجد حول هذه الآبار وخاصة في الشرق.. أكوام من الحجارة التي تظهر كأساسات لمباني كبيرة وضخمة وقد دققت النظر فيها فوجدت كسر أواني فخارية من السائدة في العهد العباسي.. وهذا المنزل الأثري ترك للعبث به، فرميت الجيف في هذا البئر المحفور من الآبار المطمورة وعبث بالأحجار وأساسات المباني وأنني أنادي من هاهنا بالحفاظ على هذا الأثر الإسلامي (منزل رامة) قبل أن تدمره الآلات الزراعية.
وضمن كتاب (الاستيطان والآثار الإسلامية في منطقة القصيم) لمؤلفه الأستاذ عبدالعزيز بن جارالله بن إبراهيم الجارالله وهو مؤلف قيم ونادر من نوعه لهذا الباحث الآثاري قال في وصف موقع رامة الأثري: (يحتل الموقع الأثري الحالي المنحدر الغربي للهضبة وجزءاً من السهل الممتد إلى الغرب وتطل الهضبة على فرع وادي (رامة) ويغطي الموقع دائرة نصف قطرها حوالي 500م وبحكم مرور فرع الوادي بمنتصف الموقع فإنه يرتبط به ويجزئ الموقع إلى جزءين شرقي وغربي، فالجزء الشرقي يضم القصر والنقوش القديمة والآبار المتجاورة وهي على حافة الهضبة الغربية. أما الجزء الغربي فيضم الآبار المنفردة، والآبار الملحقة بها أحواض، وبقايا الأفران الصغيرة التي استخدمت أما لصنع الفخار أو طبع الجص الذي استعمل في البناء).
وهناك المنشآت المعمارية السكنية تتوزع بين الأجزاء الشرقية والغربية. أما المعثورات خاصة الكسر الفخارية فإنها تنتشر على سطح الموقع في مواقع متفرقة ولكنها تشاهد قرب القصر من جهته الجنوبية الغربية وأيضاً قرب الأفران، اضافة إلى كتابة إسلامية عثر عليها بجانب إحدى المنشآت السكنية وهي مكتوبة على صخرة فقدت معظم أجزائها).
وعن (قصر رامة) يقول الأستاذ الجارالله: (يقع القصر في الحافة الغربية من الهضبة ويقوم على أرض صخرية صلبة، ولقد تهدمت معظم أجزائه العلوية ولم يتبق إلا أساساته موضحة بذلك تخطيطه وهو مستطيل الشكل طوله 39م وعرضه 30م ويحيط به اثنا عشر برجاً سمك جدارها يبلغ متراً تقريباً. أربعة منها رئيسية وتقوم في الأركان الأربعة للقصر، أما الثمانية الأخرى فهي موزعة بواقع برجين لكل ضلع تقومان في منتصفه، والإبراج بشكل عام نصف إسطوانية، ويبلغ قطر الأبراج الركنية 5 ،3م، أما الأبراج الأخرى فيبلغ قطرها 5 ،2م أما البوابة والأسوار، فإن البوابة الرئيسة تقع في الضلع الغربي وقد اختفت معالمها ولم تكن واضحة وذلك لتساقط الأسوار وتراكم الحجارة في منتصف هذا الضلع بين برجين أوسطين).
أما عن الوحدات المعمارية لقصر رامة فيقول: (ومن خلال أساسات القصر ووضعه الراهن فإنه يتبين لنا أن مخطط القصر ينقسم إلى ثلاث وحدات معمارية جنوبية وشرفية وشمالية وتتوسطها ساحة.. وتتكون الوحدة الشرفية من 6 غرف.. والوحدة الشرفية من 7 غرف.. وتماثل الوحدة الشمالية الوحدتين الجنوبية والشرقية).
أما عن آبار رامة فيقول (الآبار والأحواض: تقع هذه المنشآت في الجهة الغربية من موقع رامة وهي عبارة عن آبار منفردة وآبار ملحقة بها أحواض تربط بينها قنوات سطحية صغيرة ومكشوفة.
والآبار هي آبار منفردة وغير ملحقة بها أحواض ومحفورة في طبقة ترسوبية خليط بين الرمل والجير قوية التماسك..
أما الآبار والأحواض فهي تقع في الجزء الشمالي الغربي من الموقع وهي مدفونة في الرمال، ولكن يمكن مشاهدة بعض ملامحها وأجزائها العلوية وهي تأخذ شكل المحاور، بحيث يمتد المحور من الشرق إلى الغرب مشكلاً ثلاثة خطوط وتتعاقب الآبار والأحواض فيما بينها بحيث ترتبط بالبئر عبر قناة سطحية مكشوفة ويمكن أن يغذي الحوض الواحد بئرين.
أما الآبار المتجاورة: فهي عبارة عن آبار متجاوزة على شكل شريط ممتد من الشرق إلى الغرب وبطول حوالي 100م، وتقع في منحدر الهضبة في الركن الجنوبي الغربي من القصر وتبعد عنه حوالي 47م وينحدر مستوى الآبار حتى نهاية سفح الهضبة.. والآبار المتجاورة مدفونة بالتراب والرديم ومن خلال إجزائها العلوية فهي آبار محفورة في الصخر).
وأؤيد الأستاذ الجارالله في دعوته إلى استكشاف موقع رامة واجراء حفريات للكشف عن القنوات والبرك والمعثورات الآثارية ومنع التعدي عليه من قبل المزارع.. ومنع القاء النفايات فيه.
الشقيقة
وحول رامتان تنتشر العديد من مرابع العرب الجميلة بكثبانها الذهبية واللؤلؤية حيث إن «رامتان» وما حولها هو من أجمل مسارح العرب القديمة وأكثرها ذكراً في الشعر العربي.. فقد قال أحد الشعراء المحدثين:


وتهيج أشواقي وتبعث صبوتي
أطلال رامة والنَّقا والأبرق..!!

ورامة ذكرناها فيما سبق أما «النقا والأبرق» فهي قريبة من رامة إلى الشرق منها تقريباً ويمر بها طريق «البدائع - الخرماء» حيث إن (النقا) المقصود به أنقية الرمال أو جبل من الرمال ذو حدود كالأسياف وينطبق ذلك على «النعايم» الواقعة إلى الشرق من رامة.. أما الأبرق فهو يقع جنوب البدائع بحوالي 10كم ويوجد به مركز تابع لمحافظة البدائع.. ومن أشهر المراعي والمرابع التي يطيب فيها الجو «الشقيقة».. وتقع جنوب غرب عنيزة وغرب المذنب وجنوب البدائع.. وما أطيب الربيع فيها. حيث الصحارى ذات التلاع المكسوة خضرة والرياض الفواحة بالياسمين والخزامى وقطعان الماشية.. وسط نبات «الربل».
يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم بلاد القصيم: «الشقيقة» باسكان الشين المشددة فقاف أولى مفتوحة فياء ساكنة فقاف ثانية مفتوحة منها أخرى على صيغة تصغير الشقيقة.
مجموعة من الكثبان والرمال المنبسطة تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة عنيزة، حيث تبتدئ من «غميس عنيزة» وتستمر حتى تتصل بصفراء (عميشا) يحدها من الشمال ماء المغيسلية و«الروضة» الواقعة جنوب البدائع ومن الغرب «النعايم» ثم «الأثلة» ومن الشرق الصفراء المتصلة بصفراء السر الواقعة بينها وبين المذنب ومن الجنوب الغربي قاع «الخرما» و«خريمات»..
وكانت الرمال الجنوبية منها تسمى في القديم «العقار» وهي التي يقول فيها الفرزدق من قصيدة:


أقول لصاحب من التَّعزِّي
وقد نكَّبن أكثبة العقار
أعياني على زفرات قلب
يحنُّ برامتين إلى النُّوار

وقال جرير:


ويوم بنى جزيمة إذ لحقنا
ضُحىً بين الشقيقة والعقار

وقال جرير:


فدي لسعد بن ضبَّة خالني
إذا أفزَع السَّوام المنُفرَّا
هم قتلوا صبراً شُتيرْ بن خالدٍ
وأبكوا لبُسطام مآتم حُسَّرا
وهم عصبوا يوم الشقيقة رأسه
رقيق النواحي لا رداءَ مجبَّرا

ومن الصحاري ذات المنظر البديع والأجواء الخلابة والمناظر البهيجة التي تحيط بالبدائع «صحراء الغميس» الواقعة إلى الشمال الشرقي من المحافظة عند منخنق وادي الرمة وهي كثبان رملية ممتدة حمراء اللون ذات أسياف بديعة المنظر ويقول الأستاذ الدكتور عبدالله بن ناصر الوليعي في كتابه (بحار الرمال في المملكة العربية السعودية): «يكاد نفود الغميس أن يكون محصوراً بين ثلاثة طرق مزفتة من الشرق يحده طريق (بريدة - عنيزة) ومن الشمال والغرب يحده طريق (بريدة - الشقة - البكيرية - الخبراء) ومن الجنوب طريق (الخبراء - البدائع - عنيزة). وكان الغميس قديماً تكسوه غابات من الغضى والأرطى وأشجار الحمض المختلفة وكان مأوى للسباع.
يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي (الغميس رمال تقع إلى الجنوب والغرب من عنيزة ويسمى هذا «غميس عنيزة» وهو موضع جيد النبات في الربيع ينبت أنواعاً من نباتات الرعي الجيدة كالربلة.. ويصح القول بأنه مكان واحد يشقه وادي الرمة، أما أصل التسمية فإنها من الاختفاء فيه:ومن الأشعار العربية القديمة في الغميس:
قول أبي زبيد يصف أسداً:


رأي بالمستوى سفراً وعيراً
أُصيلالاً، وجُنَّته الغميس

ومن الأشعار العامية الحديثة:
قال أحد شعراء العامية:


سَبْلا كِسَبْنا والجهام
لعيون جِرْبٍ (بالغميس)

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved