بغداد مهددة بالغرق خلال الشتاء ومياه الموصل ملوثة بالنفط

* بغداد - د. عبد الله:
أعرب مصدر مسؤول في دائرة مجاري بغداد عن تخوفه من ان تتعرض مدينة بغداد خلال موسم الشتاء الحالي الى فيضان محقق نتيجة طفح مياه المجاري في عموم المدينة.
وأبدى المصدر الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه امتعاضه من العراقيل التي تعترض عمل مديريته من قبل القوات الامريكية ووزارة الكهرباء، مبينا ان القوات الامريكية تمنع الآليات من دخول اغلب المناطق التي تستولي عليها القوات المذكورة وتتخذ منها ثكنات عسكرية مثل القصر الجمهوري السابق. وأوضح ان عدم الدخول الى هذه الأماكن يعني عدم إدامة منافذ المجاري وبالتالي انسدادها مما يؤدي الى انسداد الشبكة وتعطلها بشكل كامل.
وقال المصدر ان قطع بعض الطرق والشوارع وغرق المنافذ المرورية وإحاطتها بالأسلاك الشائكة مثل أحياء التشريع وجزيرة الأعراس والكندي من شأنه ان يعرقل العمل ولنفس الأسباب المذكورة إذا أخذنا بنظر الاعتبار كميات النفايات التي تتجمع في فتحات ومنهولات المجاري .
على الصعيد ذاته ألقى المصدر باللوم أيضا على وزارة الكهرباء متهما اياها بالتلكؤ في توفير الطاقة الكهربائية من خلال إهمال محطات التوليد في الشواف ونفق النسور وحلب الأولى والثانية وفندق الرشيد وحلب الثالثة والكندي ونفق دمشق ونهر الخير، وجميعها تعاني من انقطاع التيار الكهربائي الكامل وذلك منذ الحرب الاخيرة على العراق، مشيراً الى ان توقف هذه المحطات عن العمل يعني انسداد المجاري وتعطل الشبكة كاملة مما ينذر ذلك بارتفاع مناسيب المياه في الأحياء والشوارع في حال تزايد معدلات مياه الأمطار خلال الموسم الحالي.
معروف ان حي السلام وهو من بين أهم وأوسع الأحياء الشعبية في كرخ بغداد قد غرق في الشتاء الماضي في اعقاب أمطار غزيرة شهدتها العاصمة العراقية واستمرت يومين الأمر الذي دفع الرئيس العراقي السابق صدام حسين لتشكيل لجنة من عدد من الوزارات للوقوف على مستوى الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أمانة بغداد للوقاية من مياه الأمطار مما تسبب بإصابة أمين بغداد السابق عدنان عبد حمد بمرض السكري اثر صدمة من نتائج ما قد يسفر عنه التحقيق الذي كاد ان يقوده الى حبل المشنقة.
على صعيد آخر أكدت مصادر مطلعة في محافظة الموصل ان ما وصفتهم ب «الارهابيين» من بقايا نظام صدام قاموا بتسريب كميات كبيرة من النفط في أنابيب مياه الشرب في أحياء عديدة من مدينة الموصل ومن بينها حي الجزائر والنعمانية والفيصلية، وأن مديرية الماء في المدينة تمكنت من السيطرة على الوضع بعد توجيه إنذار الى مواطني تلك الأحياء بعد استعمال مياه الشرب لحين تنظيف الخزانات والأنابيب.
ولم تستبعد تلك المصادر لجوء الارهابيين الى وضع مواد سامة في أنابيب مياه الشرب مستقبلا. وقال المهندس غازي ناجي معاون مدير عام المديرية العامة للماء التابعة الى وزارة البلديات والأشغال ان مجهولين القوا كمية من النفط في شبكة المياه مشيرا الى ان هطول الأمطار بكميات كبيرة ساعد على انتشار النفط مشكلا بقعة من الزيت . واشار الى ان مديرية ماء الموصل اضطرت لإيقاف العمل بمشروع للماء في المدينة لمدة «36» ساعة مبينا ان الأجراء جاء صحيحا وحال دون حدوث كارثة بيئية وخيمة في المدينة.
وأضاف ان المديرية أوعزت الى جميع دوائرها في المحيطات لاتخاذ إجراءات الحيطة لتلافي تكرار حوادث مماثلة فيها.