* القاهرة مكتب الجزيرة علي البلهاسي:
تشهد الجولة الأخيرة من الحوار الفلسطيني الذي يختتم اعماله (الاحد) في القاهرة جهودا حثيثة من الجانب المصري ووفود الفصائل الفلسطينية المشاركة من اجل تجاوز الازمة الممتدة حول موضوع الهدنة مع اسرائيل واقتراح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشأن تشكيل قيادة سياسية موحدة والمطالبة بعودتها للعمل تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في القرار السياسي وتسعى الاطراف المشاركة الى التوصل الى صيغة توافقية بشأن هذه الموضوعات قبل اعلان البيان الختامي.
وكانت مباحثات اليوم الثالث للحوار قد انتهت امس دون التوصل الى اتفاق بشأن الموضوعين السابقين وبدا الانقسام واضحا بين تيارين داخل الفصائل الفلسطينية الاول تقوده حركة حماس مع اربع منظمات اخرى هي الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية والصاعقة والجبهة الشعبية (القيادة العامة) ويذهب اصحاب هذا التيار الى رفض الهدنة ويرون انه لا ضرورة لتبني مبادرة باعلان هدنة مشروطة في الوقت الراهن بينما يذهب اصحاب التيار الثاني بقيادة حركة فتح الى جانب خمس منظمات اخرى هي حزب فدا وجبهة التحرير الفلسطينية وجبهة النضال الفلسطينية وحزب الشعب والجبهة العربية الفلسطينية.. يذهب هؤلاء الى تدعيم اقتراح فتح بإعلان هدنة مشروطة لمدة عام وكانت منظمة الجبهة الديمقراطية قد تقدمت في بادىء الامر باقتراح خاص بتحييد المدنيين ولكنها عادت لتنضم الى موقف حركة فتح.
واكدت مصادر فلسطينية مطلعة انه من المتوقع في ظل استمرار الخلاف ان يتضمن البيان الختامي اقتراحا بتحييد المدنيين من الجانبين من الصراع بشرط الموافقة الاولية من الجانب الإسرائيلي على ذلك وعلى رفع الحصار عن المدن والقرى الفلسطينية ووقف عمليات التوغل والاغتيالات والابعاد ومصادرة الاراضي وهدم البيوت والافراج عن كافة الاسرى والمعتقلين من السجون.
وقال الدكتور محمد الهندي عضو حركة الجهاد الاسلامي ان التوصل الى اتفاق بشأن تحييد المدنيين لا يعتبر فشلا وانه لا يمكن تحميل حركة حماس والفصائل الاخرى المعارضة لاعلان الهدنة المشروطة مسؤولية اي فشل في حالة عدم التوصل الى هدنة قائلاً اننا اتينا إلى القاهرة لمناقشة العديد من القضايا وليس لموضوع الهدنة فقط وحول موضوع العمليات الاستشهادية اكد الهندي ان الفصائل لن توقف هذه العمليات بدون ثمن وانه على رئيس الوزراء الفلسطيني قريع ان يحصل على ضمانات اسرائيلية بوقف كل اشكال الانتهاكات ضد الفلسطينيين اولا.
من ناحية اخرى تستكمل الفصائل مباحثاتها حول الاقتراح الذي تقدمت به الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشأن تشكيل قيادة سياسية موحدة والذي اثار اعتراض حركة فتح التي ترفض تشكيل قيادة بديلة عن القيادة الحالية.
وصرح ماهر الطاهر رئيس وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الحوار بأن الاقتراح يدعو الى تشكيل قيادة سياسية موحدة من اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالاضافة الى الامناء العامين للتنظيمات الفلسطينية وممثلين عن حماس والجهاد ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني.
وقال انه بدون الاتفاق على قيادة سياسية يصعب الاتفاق على اي شيء اخر وانه لابد من قيادة جماعية تتولى المسؤولية عن الشأن السياسي على ان تقوم السلطة الفلسطينية بتسيير الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني مع التزامها بقرارات القيادة الموحدة.
|