في مثل هذا اليوم من عام 1995، انتشرت في المدن الفرنسية احتجاجات استمرت لأسبوعين من قبل عاملي القطاع العام الفرنسي الرافضين لتخفيضات مزمعة في الإنفاق على الرعاية الاجتماعية.
آلاف العاملين الفرنسيين في حالة استياء أو إضراب عن العمل. إنها الثورة الأكثر فوضوية التي شهدتها فرنسا منذ احتجاجات الطلاب في عام1968، كان أول من بادروا إلى الإضراب هم عمال السكة الحديد، سرعان ما لحق بهم طلاب الجامعات، وفئات متنامية من موظفي الحكومة، وبعض العاملين في مجال الصناعة الخاصة، ليس فقط في باريس وإنما أيضا في تولوز، بوردو ومدن أخرى على امتداد البلاد. لكن في هذا اليوم، كان ما يزيد على ثلث العاملين والموظفين الفرنسيين في حالة إضراب عن العمل احتجاجا على خطة الحكومة التقشفية لخفض العجز في الميزانية، تحاول باريس أن تبقى على حيويتها دون قطارات للركاب، دون خدمة نقل الأنفاق، ودون حافلات النقل العامة، كان الناس يمشون إلى أعمالهم سيرا على الأقدام، بالدراجات، بأحذية التزحلق، وبالحافلات الخاصة والقوارب السياحية.
بدأت الإضرابات بعدما أعلنت الحكومة المحافظة. التي يقودها الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء الآن جوبيه، خططا لخفض العجز في البلاد والبالغ 60 بليون دولار، أي ما يعادل 5 في المائة من إجمالي الدخل المحلي.
إن الحكومة تواجه ضغوطا لخفض ذلك العجز كيما يمكنها الوفاء بالشروط الأوروبية المطلوبة لإنشاء عملة مشتركة، تدعو خطة الحكومة إلى رفع تأمينات الرعاية الصحية، تغيير قواعدالأهلية للمعاش، وإعادة تنظيم شبكة السكة الحديد القومية، تظهر نتائج استطلاعات الرأي أن خطة جوبيه لا تحظى بتأييد غالبية المواطنين.
|