تحقيق - سليمان بن ناصر العقيلي
الاصطفاف الصباحي يبدو أمراً مهماً لتحفيز الطلاب وتحريك هممهم ودفعها لاستقبال يوم دراسي جديد مفعم بالحيوية والنشاط، ولا يقل أهمية عن إفطار الصباح مهما كان نوعه فهو مفيد لتحريك الدورة الدموية في الجسم وتنشيط الخلايا والأعضاء بما فيها عقول التلاميذ وفتح شهيتها لاستقبال معلومات جديدة تضاف وتقترن بمعلومات سابقة مكونة وحدة معلوماتية يستوعبها العقل وتخزنها الذاكرة خاصة إذا كان العقل سليماً في جسم سليم وهذا من متطلبات الاصطفاف صباحاً، غير أن محل الخلاف غير هذا فهو يتركز على ماهية ومادة برنامج الاصطفاف، ثم هل يتلاءم مع قدرات وسن طلاب في المرحلة الثانوية ليؤدي الهدف المنشود منه والغاية المقصودة؟!
فالآراء والأفكار والمقترحات خلال الأسطر التالية تتمحور حول ذلك.
آراء وأفكار
مدير مركز الإشراف التربوي بمحافظة المذنب الأستاذ صالح بن سليمان الزعير يرى أن برنامج الاصطفاف الصباحي له أثر كبير في بداية اليوم الدراسي المملوء بالجد والنشاط والحيوية وفيه يحصل الطالب على جرعة من الغذاء الفكري المتجدد وتغيير لكيمياء الجسم وتنقله إلى ميدان الجد والعمل.
أما الأستاذ عبدالله بن محمد العقيلي المشرف التربوي لمادة التربية الوطنية فكان له رأي آخر حول هذا البرنامج حيث أفاد بأن الاصطفاف الصباحي في المرحلة الثانوية خصوصا وفي جميع المراحل عموما له أهمية قصوى إذا أعد ورتب له كما ينبغي وذلك بأن يعطي صورة انطباعية أولية للزائر مسؤولاً كان ذلك أم ضيفاً أم ولي أمر بقدر الجهد المبذول في الإعداد الجيد والتنفيذ المتميز والتنظيم وتحقيق الأهداف بمعنى آخر نستطيع من خلال الاصطفاف الصباحي أن نتعرف على سمات وخصائص المدرسة فمثلاً يتجلى ذلك في قوة الأداء - جودة الإعداد للنصوص الإذاعية - التنوع في المادة المقروءة - إعطاء وتزويد الطلاب بالتعليمات المدرسية - جودة أداء الطلاب للتمارين الصباحية - التعاون بين الهيئة الإدارية والمعلمين - حضور الطلاب - حضور جميع المعلمين تحديد المسؤوليات - أيضاً مراعاة عامل الزمن والتقيد به - أو أي فعاليات أخرى إبداعية ومبتكرة يمارسها الطلاب أثناء فترة الاصطفاف. وبهذا الرأي أن الاصطفاف الصباحي في المرحلة الثانوية لابد أن يكون مجدياً.
أما الأستاذ عبدالواحد بن عبدالرحمن المطلق مدير ثانوية أبي الدرداء بمحافظة المذنب.. فيرى استبدال هذا البرنامج بنشاط آخر وبثوب جديد يتناسب مع مرحلتهم العمرية حيث أفاد بأن الطالب في هذه السن يبدأ مرحلة الرجولة وولي الأمر بدأ بالاعتماد على ابنه في أمور حياته، وفي ذلك قال الأستاذ المطلق: أرى أن طالب المرحلة الثانوية بدأ مرحلة النهاية في التعليم العام، ومن ثم هو مقبل على المرحلة الجامعية والتمارين الصباحية وهذه التمارين قد سئم منها ومل لأنها لم تتغير ولم تتبدل من المرحلة الابتدائية.. فالذي يأمله طالب المرحلة الثانوية هو استبدال ذلك بنشاط آخر يتناسب مع مرحلتهم العمرية.
وأحببنا بعد ذلك أن نستجلي رأي أحد معلمي التربية الرياضية بحكم.. أنهم جزء لا يتجزأ من هذا البرنامج حتى قابلنا الأستاذ إبراهيم بن سليمان العقيلي معلم التربية الرياضية بمدرسة ثانوية أبي الدرداء بمحافظة المذنب حيث يرى أن هذا البرنامج غير مجد نظراً للمرحلة السنية التي يمر بها الطلاب والطالب دائماً ومن خلال موقع الحدث يرى أنه أكبر من هذه البرامج «يقصد بذلك التمارين الصباحية» واكتفى في نهاية رأيه باستبدالها ببرامج أخرى.
أما الأستاذ سطام بن مسلط المطيري وكيل متوسطة وثانوية الخرمة الجنوبية التابعة لمركز الإشراف التربوي بمحافظة المذنب فكان رأيه حول هذا البرنامج أن قال: برنامج الاصطفاف الصباحي بوضعه الحالي غير مجد بتاتاً. ورأى تفعيل البرنامج بالشكل الصحيح بحيث تكون التمارين مفيدة جسدياً للطالب ويعود ذلك لمعلم التربية الرياضية.
وأحببنا أيضاً أن نستطلع رأي أحد الطلاب المتميزين حول هذا البرنامج وهو الطالب عباس هباس العتيبي من ثانوية أبي الدرداء بمحافظة المذنب وقال: أرى انه غير مجد لاقتصاره على الظهور المتكرر.. وطالب بالتجديد في الطرح وطريقة الإلقاء بل في المواضيع كما طالب أيضاً بأن يكون للتمارين الصباحية وقت أطول وأن تطرح فكرة الإذاعة بوجه جديد غير الوجه الذي شاهدناه طوال سني الدراسة.
إيجابيات وسلبيات
كان ولابد أن نستعرض بعضا من سلبيات هذا البرنامج ومعاناة معلمي التربية الرياضية وإلى أي مدى تحققت الفوائد المرجوة منه:
فقد رأى الأستاذ صالح الزعير انعدام وجود السلبيات في برنامج الاصطفاف الصباحي للمرحلة الثانوية إلا إذا كان معلم التربية الرياضية غير مؤهل.. ورأى أن نجاح البرنامج من نجاح معلم التربية الرياضية لأنه المجدد والمبدع.. وهو الشخص القريب من عقول الطلاب. ومادته هي المادة التي ترضي جل الطلاب ورأى أنه عندما توجد سلبيات فارجع سببها إلى عدم وجود معلم تربية رياضية نظرا لعدم تخصيص معلم متفرغ في بعض المدارس للمرحلة الثانوية واختتم الزعير رأيه علاقة المعلم بطلابه هي التي تحقق نجاح هذا البرنامج وتضفي السعادة والتفاعل والإبداع.
أما الأستاذ عبدالله العقيلي فعبر عن رأيه حول السلبيات والفوائد المرجوة منه فقال: لا شك أن برنامج الاصطفاف الصباحي له فوائد عديدة أهمها أنه أول فعالية من فعاليات اليوم الدراسي وطريقة مثلى لتجميع الطلاب وتفقدهم وتهيئتهم لاستقبال اليوم الدراسي الجديد بنفسيات منشرحة.. ولهذا يجب إبعادهم في جو الاصطفاف الصباحي عن جميع عوامل التوتر والانفعال بل من الأفضل أن يكون لجانب الترويح والتسلية دور كبير، وعن معاناة معلمي التربية الرياضية والسلبيات حول هذا البرنامج ارتأى توجيه السؤال لمعلمي التربية الرياضية لأخذ رأيهم في هذا من الناحية العلمية والتربوية وكذلك الطلاب، وأكد بأن التمارين الصباحية للمرحلة الثانوية غير مجدية لعدم تلاؤمها مع المرحلة السنية للطلاب، وتمنى أن لو عمل المسؤولون عن هذا البرنامج دراسة علمية شاملة يشارك فيها جميع منسوبي التعليم من الإخوة معلمي التربية الرياضية والمعلمين والطلاب للتحقق من جدوى الاصطفاف الصباحي في وضعه الحالي.. واقتراح بدائل أو إدخال وتعديل أساليب أخرى.
أما الأستاذ عبدالواحد المطلق فتحدث عن معاناة معلمي التربية الرياضية بحكم عمله كمدير فقال: نعاني من عدم جدية الطلاب في التمارين الصباحية وكذلك معلم التربية الرياضية يعاني من ذلك ومن تقاعسهم عن أداء التمارين على الوجه الأكمل رغم المتابعة المستمرة من قبل الإدارة والمشرفين. وخلص إلى أن الفوائد المرجوة من هذا البرنامج لم تتحقق بسبب الروتين اليومي والتدريبات المعتادة ولعدم التطوير والتجديد في هذا البرنامج كما شدد الأستاذ عبدالواحد على الجدية في العمل وأنها مطلوبة وأن النظام لابد من تطبيقه لأنه في صالح الجميع وطالب وزارة التربية والتعليم بأن تعيد النظر في مسألة برنامج الاصطفاف الصباحي إما باعتماد استبداله بأي نشاط حسب امكانية المدرسة أو بأن يتم إلغاؤه نهائياً.. وإدراج وقته ضمن وقت الحصة الأولى.. ورأى أن يتم تحضير الطلاب من بداية الحصة الأولى.
أما الأستاذ إبراهيم العقيلي فيرى أن الفوائد المرجوة من هذا البرنامج لم تتحقق بعد وأنه كمعلم تربية رياضية ما زال يعاني من سلبيات البرنامج التي تتمثل في التمارين الصباحية وعدم تجاوب الطلاب مع التمارين وعدم تطبيقها بجدية تامة.
أما الأستاذ سطام المطيري فأفادنا بأنه لم تتحقق الفوائد بالشكل المرجو منها إلا إذا كان معلم التربية الرياضية جاداً في ذلك معطياً ما نسبته من النجاح ما يشكل 10% فقط وحول سلبيات البرنامج أكد الأستاذ أنها تتمثل في عدم الحرص من الطلاب والمعلمين على حث الطلاب على أداء التمارين بشكل مناسب وشدد على ضرورة التعاون مع معلمي التربية الرياضية في ذلك حيث قال: من وجهة نظري أعتقد أنه من الضروري التعاون مع معلمي التربية الرياضية على متابعة الطلاب في أدائهم للتمارين بالشكل المناسب.. والوقوف عند كل طالب لا يؤدي التمارين كما هو مرجو. ومن المفترض أن يكون كل رائد فصل بجوار فصله يحثهم على أداء التمارين بالطريقة المثلى وإخراج كل طالب لا يؤدي التمارين جيداً أو يتهاون فيها وعقابه بمضاعفة التمارين عليه.. وأعتقد أن لكل مجتهد نصيباً.
أما الطالب عباس العتيبي فيرى أنه لم يتحقق من الفوائد المرجوة سوى نسبة ضئيلة جداً وحول السلبيات التي يجدها في التمارين اليومية قال: إنها تقتصر على تمارين محددة كل يوم وليس لها نفع بدني ظاهر أما معلمو التربية الرياضي وفهم قائمون بعملهم على أكمل وجه رغم ما يواجهونه من مصاعب.
آراء لتفعيل البرنامج
وحلو هذا الجانب كان لمدير مركز الإشراف التربوي الزعير رأيه بالاستفادة من برنامج الاصطفاف الصباحي في التمثيل والمسابقات والاستفادة من الهوايات المفيدة البعيدة عن جدول اليوم الدراسي. وتفعيل أسابيع التوعية بالمنلوجات والأناشيد الهادفة والابتعاد عن الروتين اليومي البعيد عن تطوير قدرات الشباب وأفاد أن الهدف من هذا البرنامج هو تجديد نشاط الطالب وتعويده على الجدية والوصول بوقت محدد ودقيق إلى المدرسة ورأى أن كثيراً من المدارس تألقت واستثمرت هذا البرنامج في توزيع الجوائز والتجديد والاستفادة منه في الخطابة وفي كل ما يفيد الطالب والعملية التربوية.
أما الأستاذ عبدالله العقيلي فرأى ان من الحلول المناسبة لتفعيل هذا البرنامج البعد عن النمطية والرتابة في الأداء عن طريق إدخال أساليب متنوعة مثل أسلوب الحوار - الندوة - أسلوب التمثيل - استضافات داخلية وخارجية - تنويع الفعاليات كأن يكون هناك إفطار جماعي في أحد الأيام أو طرح قضية ومناقشتها بأسلوب تقسيم الطلاب إلى مجموعات مع الإعداد الجيد مسبقا تدريب عملي على كيفية الصلاة - كيفية الوضوء - فعالية جمع التبرعات لأعمال خيرية.
أما الأستاذ عبدالواحد المطلق فيرى أن من الحلول المناسبة لهذا البرنامج أن تعمل المدرسة برنامجاً خاصاً كل مدرسة حسب ظروفها وامكاناتها وما يتناسب مع هذه الظروف والامكانات ورأى أن من الأمور التي تعد حلا للنهوض بهذا البرنامج.. أن يكون البرنامج مسرحياً مختصراً أو أن تستخدم وسيلة «المسجل» لاستماع إما إلى كلمة لمعالي الوزير أو أحد التربويين أو أي رسالة دينية تثقيفية.
أما الأستاذ إبراهيم العقيلي.. فكانت حلوله بإلغاء التمارين واستبدالها ببرامج أخرى كمسابقات إذاعية - وشدد على كسر الروتين اليومي «التمارين».أما الأستاذ سطام المطيري فرأى في مقدمة الحلول أن تكون هناك تمارين لا يمكن للطالب أداءها بشكل سيئ مثل الجلوس واليدين مرفوعة جانباً.. وأفاد بأن هذا التمرين في نظره حقق نجاحاً كبيراً في مدرسته الخرمة الجنوبية التابعة لمحافظة المذنب.. وقال: إنه لا يستطيع الطالب أن يتهاون فيه لأن آليته تكون واضحة جداً.
أما الطالب عباس العتيبي فرأى أن من الحلول أن يكون البرنامج مطعما بالنشاط الثقافي والإذاعي والرياضي.
رأي تربوي رياضي
بعد أن استطلعنا الآراء حول الإيجابيات والسلبيات لهذا البرنامج والحلول المناسبة والمقترحة من بعض التربويين.. توجهنا لمركز الإشراف التربوي بمحافظة المذنب وبالذات للمشرف التربوي لمادة التربية الرياضية الأستاذ إبراهيم بن صالح المنصور والذي استقبلنا بحفاوة تامة فعرضنا عليه الموضوع فكانت له هذه الكلمة: لا شك أن النشاط الصباحي هو مفتاح اليوم الدراسي وهو عنوان المدرسة بكامل طاقمها.. ومن هنا تأتي أهمية وجدوى هذا النشاط. إذ لا بد لنا من الاهتمام به والتركيز على تنفيذ التمرينات الصباحية التي يجب أن تتسم بطابع الجدية. بحيث لا تكون مجرد تمرينات شكلية ضعيفة بعيدة عن الحيوية والقوة والنشاط وما أوده في هذا النشاط هو التأكيد على ترديد النشيد الوطني للمملكة من جميع أبنائنا الطلاب بصوت واحد وقوي.. وحبذا لو يكون مكانه دائماً في ختام هذا النشاط مع التأكيد والحرص بأن يقف الأخوة المعلمون جميعاً كقدوة حسنة للطلاب أثناء تنفيذ هذا الجانب مثل هذا النشاط إذا روعي فيه عاملا التشويق والتنويع تفاعل الجميع مع برامجه وتمارينه ومن ثم أدى البرنامج فوائده المرجوة والمطلوبة.. ومن وجهة نظر خاصة أرى أن المدارس التي تعمل وتطور من عملها تتقلص لديها سلبيات هذا البرنامج أو حتى تكون معدومة خصوصا وأن هناك مرجعاً وزع على كافة مدارس المملكة يساعد كثيراً في عملية الضبط والنجاح الفعلي لمثل هذا النشاط وهو «الدليل التعليمي لمنهج مادة التربية البدنية في مراحل التعليم العام».
معايير نجاح البرنامج
وبقي أن نعلم الضوابط التي تكفل لمثل هذا البرنامج النجاح ولعل ما يضبط البرنامج هو وقوف الطلاب في قاطرات أو صفوف منتظمة ويمكن أن تقف هذه القاطرات على شكل مربع ناقص ضلع أو نصف دائرة وفق ما تسمح به مساحات المدرسة المتوفرة.. وأن تعطى التمرينات البدنية المتنوعة ذات الإيقاع الموحد ولابد أن تكون متغيرة من حين لآخر وأن تشمل جميع أجزاء الجسم وتتماشى مع الظروف المناخية أيضاً التأكيد على ترديد النشيط الوطني للمملكة من جميع أبنائنا الطلاب وبصوت واحد وقوي وفي وضع الوقوف ثبات «استعد» ويفضل أن يكون في ختام النشاط الطلابي مع وقوف الاخوة المعلمين جميعا كقدوة حسنة للطلاب أثناء تنفيذ هذا الجانب الوطني.
والتأكيد على وقوف معلم الحصة الأولى بجوار فصله ومشاركة جميع المعلمين والإدارة المدرسية في الإشراف والتنظيم.. ولا يمنع من إدخال صيحات رياضية متنوعة ذات مضامين تربوية ووطنية هادفة تضفي نوعا من الحماس والجدية أثناء أداء التدريبات خاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
أيضاً استثمار فقرات الإذاعة المدرسية لتوعية الطلاب بأهمية مزاولة الأنشطة الرياضية وفوائدها واطلاعهم على كل ما هو جديد ومفيد في المجال الرياضي وما أجمل أن تتاح الفرصة للطلاب المميزين رياضياً في قيادة فعاليات النشاط الصباحي وأخيراً التأكيد على أن يكون انصراف الطلاب إلى فصولهم بمرافقة معلم الحصة الأولى في هدوء وانتظام.
|