* ها نحن الآن نسأل أنفسنا بما تبقى لنا من ذكريات المنديال الإماراتي:
* هل كان عساف القرني حارس منتخبنا الوطني للشباب الهارب بعذر أقبح من فعل عن المشاركة العالمية لأهم وأعظم تجمع شبابي عالمي يكشف لنا مدى ما تعيشه الاضطرابات الإدارية السعودية؟
* هل كان بتصرفه اللامسؤول يبعد تلك الأصابع الخفية التي تضغط على أعيننا لنكتشف حقيقة التأهيل السيئ الذي يئن تحت وطأة الاتكالية والتطفيش؟
* هل ما حدث ينذرنا بتدحرج القامة في الوقت الذي ضاع طواعية؟
* إنهم ينتظرون ما لا يعود ويتلقفون ما لا يجود ويتركون الأمور كما هي ألوان الطيف الذابلة!!
* ولأن الحقيقة لا تعرف طرق التضليل أو التعتيم فقد وجب اللجوء إلى طرق المواجهة التي لا نستطيع معها حجب رغبات الشباب التي لا تكذب ولا تتزيف بألوان أحلامهم الغضة؟
* قد تكون بعثرة المشاعر هي طريق مزعج نحو التصحيح الذي مازال يكلفنا الكثير!!
* إذاً فلنبحث الأسباب الحقيقية وراء ما قام به عساف قبل أن نصدر أحكاماً من التهور والتسرع نكون بها قد رمينا الموت لمواهب لا تساير التهميش أو التطفيش!!
* ثمة أمر يفوح برائحة الحب انه «نواف بن سعد» ذلك المبدع الذي يعمل بصمت فما حققه من نجاحات قياسية هي دليل على روح المتابعة والدقة.. ولن نلوم من يعمل على حساب من يتثاءب.. حتى ومنتخبنا الشاب يودع بطولة العالم بأخطاء صغيرة ومستويات كبيرة ستبقى ما دام هناك عمل جاد ورجال أفذاذ مثل الأمير نواف.
كرة القصيم المربعة!
* قال لي صديقي الذي يترقب لقاء قطبي القصيم «لن ينتصر التعاون على الرائد إلا إذ كانت الكرة مربعة»!!
* قلت له «لكن التعاون يملك بدلاء من ذهب»!!
* اكترب هو.. وابتسمت أنا!!
* وعندما ابتدأت المباراة كان جلياً أن مدرب التعاون يحول الذهب إلى نحاس.. ويسكب الغثاء في الماء؟!
* انتهت المباراة وانتصر صديقي لرأيه.. وكان الرائديون يسمعون التعاونيين إيقاعاً من التوازن وضبط النفس حتى كان لهم ما أرادوا..
* من هناك نقول وبصوت مرتفع «سيبقى التعاون كبيراً كما هو الرائد ولن يضر الشاة سلخها بعد ذبحها»!!
عندما ينهمر المطر!!
* ينهمر المطر فيغسل أجزاء من قلوبنا.. ومساحات بين عقولنا!!
* ينهمر فيسعد به الطفل ويهيم به الرمل وتعانق فيه الحياة جمادات العدم!!
* ينهمر المطر فيحاول أن ينسينا «طلال العبدالعزيز الرشيد «وسليمان بن محمد الفهيد» و«حمد بن عبدالله السناني».. يحاول فتكون فجوة لذكرياتنا التي تكبر وتكبر.. فتأسر معها لحظات الفرح ونظرات الوله وروح الهنيئة الحالمة التي لا تعرف المراوغة أو التزييف..
* تذكرت «طلال» فعادت بي الذكرى إلى تلك الليالي الخوالي حين هاتفني في إحدى ليالي الرياض الباردة.. قائلاً «إنك حلقة الوصل بين فواصل وجمهور فواصل.. وان لجمهور فواصل علينا حقاً وإن لك من فواصل لتعباً وعتباً وإني بينكم لكائن بين احراج صديق وواجب الأمانة وحق القراء».. ابتسمت أنا وقهقه هو «رحمه الله» قهقهته الدافئة ثم قلت له «إنك تتقن المجاملة جيداً يا أبا نواف» فقاطعني قائلاً «بل أتقن مقادير الناس»!!
* ولطلال مواقف من الطيب والدبلوماسية والجود ما يعجز عنه لسان وما يبهر به إنسان وما ينضح به إناء.. إنه مزيج من الشهامة والشجاعة والكرم..
* وتذكرت دمعات العيون وحشرجة الصوت الحنون حين هاتفته معزياً مواسياً في مصابه الجلل.. تذكرت فارس القلم المحدب «أحمد الفهيد» وتذكرت كيف كان يعلم أولئك الحالمين بألوان كثيرة من الحب.. الحب الذي يقبع دونما ضرر أو ضرار.. يعلمهم في الوقت الذي لا يتعلم فيه لحظات فراق الأزل.. تلك اللحظات التي تُقال فيها الكلمة الصامتة ومن أقرب الناس إلى قلبه!! إنه صمت الزحام والفوضى الذي يكون مثخناً بأمجاد الحب!!
* وتذكرت تلك القامة التي كنا نظن أنها لا تشيخ أبداً ولا تتثاءب دهراً فلا تعرف تنميل القدمين أو حتى تسمر الركبتين إنها قامة تكاد أن تكمل قرناً من التوحد والشموخ والدهاء!!
يا أبا أحمد هل غموضك الهام ووضوحك كتمان؟!
هل مازال صوتك المسلوب من رعد العباب عالقاً في صمت الأذهان.. أم أن هامتك الفارعة أعنان السماء راسخة في عمق الوجدان..؟!
* أيها الناطق باليقين..رب العالمين ارحم تلك الأبدان الطاهرة وأبدلهم مكاناً خيراً من مكانهم وداراً خيراً من دارهم إنك سميع قريب مجيب الدعاء..
* اللهم اشف مرضى المسلمين وأغث بعافيتك وجودك وكرمك عبدك الفقير «صالح الورثان» إنك على كل شيء قدير.
أنادي
* قالت له.. في الهزع الأخير من الليل: هل أنت تعب؟
* نظر إليها وراوغها بابتسامة لؤم.. ثم استعار أبيات مساعد الرشيدي ليجيبها:
تعبت من الكلام.. من السكوت اللي يهد الحال
تعبت أكثر من الحزن الذي ما ينتهي عزفه..
تعبت من الوعود.. من الصديق الطيب المحتال..
تعبت أعرف كل اللي تعرفه الناس بالصدفة..
* عندها عقدت حاجبيها وقالت له بصوت حمق ولهجة حنقة «التعب تعب القلب وانت الصادق»!!
|