هذا هو الحكم في زيارة القبور للنساء

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على مقال الأخت الكريمة د. فايزة محمد حسن أخضر المنشور في العدد الصادر يوم الثلاثاء 8/10/1424هـ بعنوان «حدث في المسجد النبوي الشريف» حيث تحدثت فيه عن زيارتها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وما لاحظته من ملاحظات في المسجد النبوي، تستدعي - في نظرها - إيجاد حلول مناسبة لها، واقترحت بعض الاقتراحات، منها وضع علامات تدل النساء على مكان قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ووضع شاشات صغيرة تشرح اتجاهات قبره، وزيادة عدد الساعات المخصصة لزيارة النساء قبره.. الخ ما جاء في مقالها.
ولعلي في هذا المقال أستأذنكم لبيان حكم الشريعة في ذلك، وأقول للأخت الفاضلة، ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة وابن عباس وحسان بن ثابت رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن زائرات القبور، واستدل العلماء بهذا الحديث على تحريم زيارة النساء للقبور، وأن ذلك من الكبائر، لأن اللعن لا يكون إلا على كبيرة من الكبائر كما نص على ذلك أهل العلم، والسبب في منعهن - والله أعلم - أن المرأة - في الغالب - سريعة التأثر سريعة العاطفة قليلة الصبر، فقد يقع منها ما ينافي الصبر ويضعف الإيمان كالنياحة والجزع وشق الجيب ونحوه، والشريعة الإسلامية جاءت بسد كل ذريعة تفضي إلى الشر والمحرم، فحرمت عليهن زيارة القبور، وهذا من رحمة الله تعالى بهن وإحسانه إليهن.
والتحريم عام يعم جميع القبور، فلا يستثنى منه شيء، لا قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا قبر غيره، وهذا هو الصواب، وهو القول المعتمد من حيث الدليل، وبهذا يتضح أن زيارة القبور تكون مستحبة للرجال دون النساء من غير شد الرحال إليها