يوم أن كتبت.. استكتب شاعراً.. خانتني عباراتي فسهت في دروب الكلم نثراً.. وانستني - عرضا - كلمات في عائض القرني شعراً..!! فعدت استدركها عبر كلمات تصول وتجول في العزيزة بطولتها (القلم) حقيقة وبكل حق لو سُجنتُ خمسة عشر عاما فلن أتضجر طالما القلم في يدي..
نعم هذا القلم.. كتب به أناس كثر.. وتواجد في كل عصر.. ولكنه في يوم الأربعاء حضر!! وأي حضور في يوم الأربعاء 9/10/1424هـ وفي عدد الجزيرة (11388) شرح فيه وفي حياته كاتب أطل علينا بقلمه الوفي للحرف والكلمة وبكل جرأة أدبية لينضم الى كتيبة العزيزة المبدعة، يوم أن كتب الأخ عبدالله المكاوني في ذلك العدد كتابة رائعة نمقها قلمه.. ووجه نداء لباه قلمي حبرا وسطرا أضمنه شعرا!! حيث أشار المكاوني الى القلم في معرض تأييده لاستكتابي للشيخ عائض القرني نعم كتب في القلم ذلك البصر الذي يوحي للكاتب بلا لسان ولا قلب..!! كتب مؤيداً ما كتبته يوم الخميس 3/10/1424هـ في عدد الجزيرة (11382) تحت عنوان (أبا عائض كلنا ينشد عائضا) يوم أن كتبت مستكتبا القرني فحضر اليوم القلم واستدرك شعراً في ذلك العلم!!.. ليعزز بذلك النداء لاستكتاب القرني العلم ذلك الشاعر الجيد والذي يفكر بقلبه ويحس بعقله وهذه صفة قلّ من يتصف بها إلا الشاعر الجيد، يوم أمس طالبت باستكتابه نثراً، واليوم أطالب باستكتابه شعراً.. فللشعر حضور وعند أهل الشعر حبور!! والشعر للبلاغة سور!!.. وهو معدن البراعة للسان.. ومجال الجنان.. ومسرح البيان!! والشعر حكمة تسحر القلوب!! والشعر لغة الورود.. وفيه يتحقق الذوق المنشود!!
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فليس خليقاً ان يقال له شعر
|
ولا أصف الشعر إلا كما وصفه الشاعر:
الشعر نبض مشاعر
خلجاتها.. تحكي الشُعل
الشعر همس خواطر
تغزو المسامع والمُقل
والشعر دمعة يائس
ضاقت به كل السبل
والشعر أنة موجع
قعدت به سوء العلل
والشعر آهة عاثر
غمر التعاسة بالأمل
|
* وشاعرنا القرني ((من حقه أن تسمعه)):
الشعراء فاعلمن أربعة
شاعر يجري ولا يُجرَى معه
وشاعر يُنشِد وسط المعمعة
وشاعر من حقه أن تسمعه
وشاعر من حقِّه أن تصفعه
|
فعن القرني الشاعر أقول كما قال الشاعر:
هو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف والجود ساحله
|
* ومن لا يعرف عائض القرني!!؟؟ الكل يعرفه:
الإنس والجن والبيداء تعرفه
والفقه والعلم والقرطاس والقلم
|
ايهٍ يا عزيزتي كأني بكِ تقولين لنا الآن:
أعلل السطر بالاقلام أندبه
وأرقب الضيف عندي عائض الأدب
|
ما سمعنا عن عائض ولا عرفناه الا كريما يبسط للجود يداه
متى تأته تعشو الى ضوء ناره
تجد خير نار عندها خير موقد
|
إن قال أصاب.. وإن دُعي أجاب وان أعطى أجزل:
هم القوم ان قالوا أصابوا وان دعوا
أجابوا وأن اعطوا أطابوا وأجزلوا
|
كأني به يعد من الشعراء السابقين.. عندما أتحين ابداعه.. وأتأمل شعره وايقاعه!! واني أعده منهم:
فعده وان كان الأخير زمانه
لأتٍ بما لم تستطعه الأوائل
|
ولم يبق إلا ان أقول للاخوة المسؤولين في الجزيرة ونحن نبحر معهم عبر هذه الجزيرة..
وإلى ربانها الفاضل الأستاذ خالد بن حمد المالك قائلا له:
قرّبوهم مثل ذكرانا لكم
ربّ قربى ذكرت من بعدا
|
وللأخ الكريم عبدالله المكاوني وحتى لا أوصف بالحسد والعي فيما لو قصرت في الثناء عن الاستحقاق أقول: شكراً لك فقلمك وجه النداء.. وها هو قلمي يجيب نداءك يستجدي الأفكار.. ويستكتب الاخيار.. ويخاطب الورق.. مهما اعتراه الأرق.. ولكنه (القلم) باب الفكر طرق!!:
يرنو الى الأفكار غير ملاحظ
ويخاطب القرطاس غير محابي
ويعلّم الآداب افهام الورى
وفؤاده صفر من الآداب
|
* أحبتي.. ان كانت الكتابة بالقلم عبئاً.. فليس ثمة عبء أخفّ وألذ من القلم..!!
ولا تسألوني عن القلم.. وما هو بالنسبة لي!!؟؟ وجدت في القلم قلباً ينبض.. وجرحا يلتئم، وروحاً تهيم في فضاء الحرف والكلمة. وجدت فيه نفسي التي قضيت سنوات طفولتي في البحث عنها..!!
* حقيقة القلم هو عصاي.. وعندها لن أحتاج الى عصا إذا ما شاكسني أحد.. ومتى ما جمعت في قلبي.. وصدري.. نبضاً حزيناً.. مشاعر وأحاسيس فياضة.. أجد القلم يفرغها شعراً.. ونثراً ويصوغها فكراً وينثر على الورق ما يسكبه العقل واللب.
أما القلم فهو أحد اللسانين هو الذي يخاطب العيون بسرائر القلوب وبلغات مختلفة كما نقرأ ونلحظ عبر الكتب..!!
ان قلمي يشرب حبراً.. ويلفظ نوراً.. ولا عجب إذا كان القلم الكاتب.. أمضى من سيف المحارب.. ولا أظن أن الكتب ستبتسم يوماً.. أو يكون لها وجود الا ببكاء القلم حينما يذرف الدمع حبرا على الورق كما قال الشاعر:
وما قلت من شعر تكاد بيوته
إذا كتبت يَبْيضُّّ من نورها الحبر
|
* لعلي هنا أكون قد أجبت نداء الأخ.. وكتبت ما أظنه مشاركة عابرة جمعت الشعر بالقلم.. على أن يتم انفاذ ما طالبنا به.. وهذا رجاء.. وللمسؤولين في الجزيرة حق الرد بالوفاء..
فاصلة
وفي الصحيفة صحب لاحَوَاة لهم
وليس ينقص إلا الشيخ بالقلم
|
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
معلم بمتوسطة صقلية - المذنب
|