|
|
لقد أثار في الآونة الأخيرة بعض الكتاب والمسئولين والعلماء الحاجة الملحة في المجتمع العربي والإسلامي والمحلي لأدب الحوار وأدب الخلاف أو الاختلاف، وقبول الآخر، وقبول رأيه أو احترامه على أقل تقدير وهذا أمر جيد إن تحقق. هناك الكثير من لا يقبل الآخر لمجرد الاختلاف معه في وجهات النظر أو الأسلوب أو الفكر أو حتى الشكل. وهناك من رد القصور لدينا في بعض الجوانب إلى بعض الأمور مثل ضرورة تربية النشء وتعليمهم بأهمية أدب الحوار وأدب الخلاف وذلك من خلال إدراج ذلك في بعض المقررات مثل التربية الوطنية أو السلوك. وفي اعتقادي أن الأمر لا يقتصر على إدراج ذلك في مقررات التعليم العام ضمن مفردات السلوك أو التربية الوطنية فحسب. بل يجب أن توزع مفردات هذه المادة أو السلوك (أدب الحوار أو الخلاف) نظرياً وتطبيقياً بشكل تدريجي على المراحل الدراسية المختلفة بدءاً من رياض الأطفال وحتى تخرّج الطالب أو الطالبة من الجامعة. وليس ذلك فحسب بل يجب أن يلمس الطالب أو الطالبة أو الفرد بشكل عام ذلك السلوك أو الأدب في المدرسة والمنزل والشارع والتجمعات الأسرية والعائلية ووسائل الإعلام المختلفة وغيرها. إن ما يُلمس ويشاهد اليوم في مجتمعنا من عدم قبول الآخر أو احترام رأيه أو فكره وتسفيهه لمعضلة كبيرة جداً لما يرتب عليها من انشقاق في المجتمع وحدوث فتن ومشكلات اجتماعية وثقافية كثيرة نحن بعيدون عنها كل البعد لأننا باختصار مجتمع مسلم بالفطرة نشأنا وتربينا على تعاليم الإسلام وسماحته ومبادئه السامية التي تحث على احترام الآخر حتى وان لم يكن مسلماً فما بالك بالمسلم. خاصة ونحن أمام تحديات كبيرة ونمرّ كأمة إسلامية وعربية بفترة زمنية حرجة للغاية، أعتقد أننا وفي هذه الفترة بالذات بحاجة ماسة لقبول (سماع) الرأي الآخر سواء كان محلياً أو إقليمياً عالمياً واحترامه والتحاور معه حتى وإن كان فيه ما يتعارض مع ما نصبو إليه. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |