Sunday 7th december,2003 11392العدد الأحد 13 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أدب الحوار.. وأدب الخلاف أدب الحوار.. وأدب الخلاف
عبدالله بن محمد المالكي/الرياض 11436 ص.ب: 23877

لقد أثار في الآونة الأخيرة بعض الكتاب والمسئولين والعلماء الحاجة الملحة في المجتمع العربي والإسلامي والمحلي لأدب الحوار وأدب الخلاف أو الاختلاف، وقبول الآخر، وقبول رأيه أو احترامه على أقل تقدير وهذا أمر جيد إن تحقق. هناك الكثير من لا يقبل الآخر لمجرد الاختلاف معه في وجهات النظر أو الأسلوب أو الفكر أو حتى الشكل. وهناك من رد القصور لدينا في بعض الجوانب إلى بعض الأمور مثل ضرورة تربية النشء وتعليمهم بأهمية أدب الحوار وأدب الخلاف وذلك من خلال إدراج ذلك في بعض المقررات مثل التربية الوطنية أو السلوك. وفي اعتقادي أن الأمر لا يقتصر على إدراج ذلك في مقررات التعليم العام ضمن مفردات السلوك أو التربية الوطنية فحسب. بل يجب أن توزع مفردات هذه المادة أو السلوك (أدب الحوار أو الخلاف) نظرياً وتطبيقياً بشكل تدريجي على المراحل الدراسية المختلفة بدءاً من رياض الأطفال وحتى تخرّج الطالب أو الطالبة من الجامعة. وليس ذلك فحسب بل يجب أن يلمس الطالب أو الطالبة أو الفرد بشكل عام ذلك السلوك أو الأدب في المدرسة والمنزل والشارع والتجمعات الأسرية والعائلية ووسائل الإعلام المختلفة وغيرها. إن ما يُلمس ويشاهد اليوم في مجتمعنا من عدم قبول الآخر أو احترام رأيه أو فكره وتسفيهه لمعضلة كبيرة جداً لما يرتب عليها من انشقاق في المجتمع وحدوث فتن ومشكلات اجتماعية وثقافية كثيرة نحن بعيدون عنها كل البعد لأننا باختصار مجتمع مسلم بالفطرة نشأنا وتربينا على تعاليم الإسلام وسماحته ومبادئه السامية التي تحث على احترام الآخر حتى وان لم يكن مسلماً فما بالك بالمسلم. خاصة ونحن أمام تحديات كبيرة ونمرّ كأمة إسلامية وعربية بفترة زمنية حرجة للغاية، أعتقد أننا وفي هذه الفترة بالذات بحاجة ماسة لقبول (سماع) الرأي الآخر سواء كان محلياً أو إقليمياً عالمياً واحترامه والتحاور معه حتى وإن كان فيه ما يتعارض مع ما نصبو إليه.
وفي المقابل يتم توضيح وجهة نظرنا أو رأينا بكل ثقة واقتدار واعتزاز وعن طريق الحوار والإقناع لا عن طريق الصراع أو الإقصاء أوالاحتقار والنظرة الدونية للأفراد والأمم حتى نصل إلى النقطة أو الحل الذي يُمكن أن يُساهم في التغلب على ما تواجهه الأمة من تحديات بهدوء وسكينة وبعيداً كل البعد عن كل ما يؤدي إلى حدوث صراعات وأزمات نحن في غنى عنها، خاصة ونحن كأمة عربية وإسلامية وعلى مدى فترة طويلة من الزمن نمر بتجارب مماثلة ومع ذلك تتكرر الأخطاء ولانعتبر أو نتعظ من تلك الدروس. وإلا ما هوالهدف من إظهار العداء ( من قبل البعض) لأمم تفوقنا قوة وتقنية وتأثيراً في الرأي العام، ألم يكن من الأجدى الالتفات نحوالذات وبنائها وتطويرها في كافة المجالات لتتحول إلى قوة منافسة للأمم أو الدول الأخرى في التقنية والاقتصاد والفكر والثقافة والسياسة. أليس أجدى؟!

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved