إن المتابع للمنهج العلمي للهيئة العليا للسياحة يشعر بالفخر والاعتزاز لأنها استطاعت خلال فترة بسيطة وضع استراتيجية تستشرف المستقبل بكل ثبات من خلال الكادر المتخصص الذي تعتمد عليه في جميع أعمالها وتوجهاتها والدينمو المحرك لها امينها العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرجل المناسب في المكان المناسب والذي رسم لأبناء هذه الأمة صوراً لمعنى المواطنة الحقيقية التي يجب أن تتفاعل مع المستجدات وتطلعات هذه الأمة في وقت أصبحت السياحة في الكثير من الدول متجاوزة تربيتها وقيمها المهم تحقيق العائد المالي والإعلامي فمن هنا أصبحت نظرة سموه الكريم إلى خصوصية السياحة في المملكة العربية السعودية ويجب أن تكون في ظل قيمها وثوابتها وهذا التوجه يضاعف من مسؤوليات وتحديات الفريق الذي يعمل بها في سبيل إيجاد وبلورة مفهوم السياحة من خلال هذه الخصوصية علماً بأن مقومات السياحة التي تتميز بها المملكة قد تفوق معظم دول العالم من حيث وجود الحرمين الشريفين والآثار الأخرى التي سبقت الإسلام بالإضافة إلى تاريخها العريق على مر العصور باعتبارها مهد الديانات والحضارات وموقعها الجغرافي المترامي الأطراف الذي يسهل عملية التنقل والاتصال كل هذه الأمور مجتمعة عامل مهم في انجاح السياحة وجعلها مصدر دخل قوي للاقتصاد الوطني ولكن المسؤولين عن السياحة لم يفكروا في جعل مفهوم السياحة مصدرا ماديا مطلقا ولكنهم جعلوه مقيدا في ظل الخصوصية التي أشرت إليها علماً بأنها أيضاً تؤمن بالهوية الثقافية للشعوب الأخرى وتحاول بكل ما تستطيع التعامل معها وفق هذه الخصوصية وقد اتاحت الفرصة للكثير من السائحين زيارة المناطق السياحية والأثرية في المملكة في أبها والباحة ومدائن صالح وفي الدرعية وغيرها من الأماكن الأخرى في المملكة وقد خرجت هذه الوفود بانطباع بأن المملكة تعتبر من أوائل الدول في العالم التي يجب أن تقصد للسياحة وهذا الإعجاب معزز لمكانة المملكة بين الأمم وقد يدفع الكثير من هؤلاء السائحين إلى دراسة تاريخ المملكة ومكانتها الإسلامية الذي سوف ينعكس عليهم وربما يتأثرون به لأن مقوماته مستمدة من الدين الموجه إلى البشرية جمعاء « كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه مخاطباً رسوله : {وّمّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ}، وقبل أن أختم مقالتي هذه أحب أن أطرح بعض الأفكار المتواضعة وهي:
1- أن يتم ربط جميع الفعاليات التي تقام في المملكة مثل معارض التسوق والمعارض الزراعية والمهرجانات الثقافية والعلمية بالهيئة العليا للسياحة بحيث لا يتم إقامة أي فعالية من هذا النوع إلا بموافقتها لمعرفة مدى توفر الشروط لإقامتها.
2- أن يتم إصدار رسم مالي لأي فعاليات من هذا النوع تقام في المملكة لحساب الهيئة العليا للسياحة.
3- إخضاع جميع معالم المدينة السياحية في جميع مناطق المملكة مثل برج مياه الرياض والخرج وجدة والقصيم بالإضافة إلى حدائق الحيوانات للهيئة العليا للسياحة.
4- إنشاء مركز إعلامي في الهيئة العليا للسياحة يتولى إصدار الخرائط والكتيبات الإعلامية وشرائط الفيديو والدسكات التي تتحدث عن السياحة في المملكة.
5- إنشاء قناة إعلامية للتعريف بالسياحة في المملكة.
6- إنشاء قاعدة بيانات سياحية عن المملكة ووضع موقع لها في الانترنت.
7- إنشاء «مكتب مرتبط مع الهيئة العليا للسياحة» في كل إدارة حكومية توجد لديها أعمال ترتبط بالسياحة.
|