إنها عادة سنوية كريمة وبشريات تهل مطلع كل عيد لتزيد من بهجة أهالي الشمال والشرق وتجعل فرحتهم مضاعفة وعيدهم عيدين وخيرهم في نماء وزيادة وبركة فقد درج صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في كل عام على معايدة ابنائه منسوبي القوات المسلحة بكافة قطاعاتهم العسكرية والجلوس اليهم وتفقدهم في مواقعهم وقضاء أحلى الاوقات معهم ومؤانستهم بشوق متسربل في الشرايين ومدجج بوهج العاطفة والاستماع الى آرائهم ومقترحاتهم وطلباتهم وحاجياتهم والرد عليها بكل عطف وتحنان في لحظات تتجلى فيها أروع مشاعر الاخوة والابوة، ويشمل سموه الكريم كذلك بهذه الزيارة السنوية كل اهالي المناطق التي يقف عندها حاملاً من جذوة العيد المتلألئ مشاعل تضيء ظلمة في الافق فتراه يتفقد كبار السن وأهالي وأسر شهداء القوات المسلحة الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل حماية الدين والوطن كما ينقل لهم سموه معايدة وتهاني وتبريكات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وكافة افراد الاسرة المالكة الكريمة في روح تعكس اصالة وقوة وتماسك النسيج الاجتماعي الذي يربط بين القيادة والمواطنين في كافة ارجاء المملكة.
وزيارة سلطان الخير بهذه المعاني تعتبر جامعة شاملة وتتفرد عطاءاتها وتتنوع بركاتها لتشمل الجميع بالألفة والمحبة وإدخال البهجة في النفوس بالعطاء السخي المُشرع للجهات الاربعة مما يتدفق من بين يدي سلطان الندية دائماً بالكرم واللفتات الانسانية الحانية والتبرعات السخية التي تنهمر كما المطر على اهالي ومواطني البلاد الذين يمدون له يداً من الورد فتمتد لهم بالخيرات كفه بحب عميق مما بين الروح والروح ومما وراء الطبيعة ومما اعمق من الشريان الى الوريد فهم ينادونه بلا ميعاد فيأتيهم على سفح من الافق يشعل في القلب ناراً ويحمل الماء لارواح انهكها الظمأ لا يحد خطاه حلم ولا يقظة يحدق في الافق المفتوح ويفتح شراعيه للريح الهوجاء يدع كل روح مشرعة لحنينها وشوقها.
نعم لقد حملت زيارات سموه الميمونة في ثناياها الخير والنماء للمواطنين في هذه المناطق التي يزورها سلطان الخير دورياً حتى اصبحت هذه الجولات الكريمة بشارة خير سنوية ومحطة مهمة في مسيرة التنمية المباركة التي ينتظرها المواطنون بشغف وتلهف وترقب مشوب بالامل والطموح الذي تترجمه تلكم الجولات المباركة الى مشروعات تنموية ونهضة حضارية تعزز من مكانة القيادة في نفوس مواطنيها وتتيح مزيداً من فرص العطاء لأهالي هذا الوطن الحبيب، والمتابع لهذه الجولات يرى بأم عينيه اصدق صور التلاحم التي تتجلى في اروع المشاهد بعواطف تتمايل فتميل معها الجبال حيث يلتقي الامير سلطان بقيادات ومشايخ القبائل الذين ينقلون لسموه بكل صدق وامانة حاجيات المواطنين وشكاويهم والتي يقوم سموه بتوجيه جهات الاختصاص بالحل الفوري، حتى ان اي مشروع يفتتحه سموه هذا العام او يضع حجر اساسه فانه عندما يأتي العام المقبل يجده يعمل بكل طاقته القصوى كالمستشفيات ومشاريع الاسكان الخيري والمدارس العسكرية وغيرها الكثير، ومن الخير العميم الذي عم هذه المناطق نذكر تبرع سموه بمبلغ عشرة ملايين ريال باسم مؤسسة الامير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية لدعم مشروع جامعة الامير فهد بن سلطان الاهلية بتبوك اضافة لتسليم سموه وثاق التخصيص لعدد من الوحدات السكنية للمستحقين من الارامل والايتام والمحتاجين، هذا بعض ما تم في تبوك وفي غيرها على يد سلطان الخير ومن يقول بغير ذلك فليذهب إلى هناك حتى يرجع إليه بصره خاسئاً وهو حسير.
سيدي سلطان لكم كانت الأيام كريمة حين تهطل فضائلك ضوءًا رقيقاً يخترق عتمة الليالي مكارم مرصعات بالبرد عرباً اتراباً مطراً نقياً يطهر القلوب ويغسل الارواح فحين ينام شعبك بعد يوم حافل بالقسوة واللين بالحزن والمرح ينام معه النشيد، ينعس باحثاً عن وطن يأوي اليه في الهزيع الاخير من الروح.
|