* كتب عبدالرحمن إدريس:
مع انتظام العودة للمدارس بعد اجازة العيد بداية هذا الأسبوع كان هناك اعداد من الذين تعرضوا لحوادث الالعاب النارية (الطرطعان) وفقدوا نتيجتها إحدى عيونهم وهي الحالات الاغلب في الاصابات بلطف من الله في عدم فقدان البصر نهائيا وتشير احصائية مبدئية الى ان 37 تلميذا من المدارس الأولية تم استئصال عين واحدة لكل منهم بينما هنالك العشرات لازالوا تحت العلاج بعد تعرص عيونهم ووجوههم لحروق متفاوتة من جراء اللعب بالطرطعان.
وتشير الدكتورة سلوى الهزاع استشاري ورئيسة قسم العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث في الرياض الى معدل مرتفع من حوادث الاطفال في عيد هذا العام ومنذ رمضان وكان من الأمور المؤسفة جدا ان يكون العلاج الوحيد هو استئصال العين المصابة وبعضها كلتا العينين وان كانت الأقل.
تضيف الدكتورة الهزاع بان مرجعية ارتفاع النسبة هو وجود انواع اكثر خطورة من السابق في هذه الالعاب النارية ثم غياب الاحساس بالمسئولية من الأبوين في تقدير النتائج المحتملة بكل تأكيد عندما يتعامل الصغار مع هذا الخطر بدوافع الفرح المنفلت وعدم القدرة على السيطرة وحماية النفس وخاصة الوجه حيث العينين تكون مباشرة في مواجهة انفجار كميات مضغوطة من المفرقعات.
وقالت الدكتورة الهزاع في تصريحها لـ«الجزيرة» بان ما يسترعي الانتباه في العودة إلى التذكير بخطورة اهمال من هذا النوع هو هؤلاء الصغار الذين يرجعون إلى مدارسهم وقد فقد بعضهم نعمة البصر بعينين فكيف تكون نظرتهم للبهجة وما كان الفرح المؤقت الذي نقلهم الى هذا المصير.
ولا شك ان الامهات بشكل خاص في احساس بالالم المضاعف امام هذه المشاهد المؤسفة ويكفي ان اقول بانها كانت من اشد انواع المعاناة بالنسبة لنا ونحن نقوم بجراحات تستأصل فيها عيون الاطفال ناهيك عن مضاعفات واصابات اخرى ومن جهتى كنت مندهشة لبعض الاباء والامهات في ربط هذا المصير بالقدر وصحيح هو إيماننا باقدار الله وحكمته سبحانه فيها ولكن كيف هو شأننا مع المسئولية في هذه الامانة التي وهبنا لنحافظ عليها بالرعاية والوقاية فلا نلقي بها الى التهلكة كما يحدث بالاهمال!!
من جهة اخرى شهدت اقسام الطوارئ في مستشفيات العيون عشرات الحالات بالاصافة في العيون بين الاطفال ولازالت ترد للمتخصصين في مدينة الرياض المزيد منها محولّة من المحافظات الاخرى نتيجة صعوبتها واحتياجها إلى عناية فائقة.
كما استقبلت طوارئ المستشفيات بالمناطق الاخرى عشرات من الحالات المماثلة اضافة إلى الحروق في الوجه والايدي.
|