* أجرى الحوار/ د. حميد عبد الله:
لم يبق في ذاكرة الشريف علي بن الحسين عن المذبحة التي احدثها ثوار 14 تموز عام 1958 بأبناء العائلة المالكة لم يبق في ذاكرته شيء من تلك الأحداث سوى ماسمعه على ألسنة من عاشوها، ذلك لأن الشريف كان طفلا في الثانية من العمر، وظل 45 عاما يحلم باستعادة أمجاد آبائه وأجداده، كما ظل سليل الملوك يحلم بلقب (صاحب الجلالة) حتى فتحت له الإطاحة بنظام صدام حسين الباب واسعاً للعودة إلى العراق فكانت المقبرة الملكية أول مكان زاره بعد وصوله إلى بغداد وكأنه أراد أن يخبر من دفنوا هناك انه جاء ليصحح مسار التاريخ، وأنساه الحلم بالتاج والعرش حقيقة أن التاريخ لا يعود القهقرى، لكن الشريف يرى انه لا يريد أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء لأنه جاء ليبعث التاريخ الذي صودر وسرق وزيف.
* سألت الشريف علي هل إن عبد الكريم قاسم هو العدو الأول للعائلة المالكة في العراق؟
قال: لا.. العدو الأول هو صدام حسين؟
* ولكن صدام لم يحتك بالعائلة المالكة، ولم يضطهد أحدا منها، بل انه أعاد الاعتبار لرموزها أمثال الملك فيصل والملك غازي؟
لكنه عدو لجميع أبناء الشعب العراقي لأنه اعدم الملايين منهم، ولم يعمل دقيقة واحدة لصالح العراق وكل ماكان يعمله هو من اجل مصالحه ومصالح عائلته وأقربائه وحاشيته، وشرد 4 ملايين عراقي عن أهليهم وديارهم.
* وعبد الكريم قاسم؟
عبد الكريم قاسم فتح الباب أمام الآخرين لكي يصعدوا الدبابات فجرا ويسقطوا الحكومات بنحو غير مشروع وهو المسؤول الأول عن جميع الأحداث المأساوية التي أعقبت سقوط الملكية، وكان قد عبد الطريق للمسيرة غير الشرعية.
* برنامجكم بالعودة إلى الملكية هل يتقاطع مع برنامج الأمير رعد وتطلعاته لارتقاء عرش العراق؟
لم اسمع ولم المس أي برنامج للأمير رعد، فالرجل ليس له برنامج في العراق؟
* وهل سمعت منه هذا الرأي بنفسك؟
أنا لم التق به لكن أخي الشريف محمد يلتقي به دائما ولم يسمع منه شيئا مما ذكرت؟
* تريد أن تقول إن العائلة الهاشمية في الأردن ليس لها أطماع في عرش العراق؟
ما يؤكد ذلك تأكيدات الملك عبد الله بان الأردن لا يحبذ التدخل في شؤون العراق.
* هل تعتقد أن الدعوة لعودة الملكية تجد لها صدى بين صفوف الجماهير العراقية؟
اعتقد أن نسبة 80 85 بالمائة من العراقيين يصوتون لصالح الملكية في أي استفتاء يجري في العراق.
* ومن اين جئت بهذا التصور؟
لأن النظام الملكي قادر على ضمان وحدة البلاد، وحيادية المؤسسات العراقية، ولأن الملك حكما وليس حاكما، وأية مقارنة منصفة بين العهد الملكي والعهود التي أعقبته تظهر أن المواطن العراقي لم يتمتع بالحرية الحقيقية و لم يلمس حقوق المواطنة إلا في العهد الملكي.
* ماهي الدروس التي تعلمتموها من تجربة 37 عاما من الحكم الملكي التي انتهت بساعة واحدة على يد حفنة من الضباط؟
تعلمنا أن بعض الأحزاب السياسية لا تريد الخير للبلاد، ولا يروق لها الحكم المستند إلى الشرعية والقانون وليس أمامك إلا أن تتعامل مع هؤلاء بقوة القانون والسلاح.
* من يقرأ تاريخ العراق السياسي يكتشف أن معظم المآخذ التي سجلت على النظام الملكي كانت بسبب سياسات رئيس الوزراء المزمن نوري السعيد فهل ستتكرر شخصية نوري السعيد في النظام الملكي الذي تدعون إليه؟
هل هذا السؤال منك أم من الجريدة؟
* الجريدة لم تحملني بأية أسئلة؟
اعتقد أن مساوئ النظام الملكي إن وجدت افضل افضل من حسنات النظام الجمهوري، تذكر معي وضع العراق في العهد الملكي، كانت ثلاثة أرباع دول العالم تحكمها أنظمة استبدادية وفاشستية، وكانت الدول العربية المحيطة بالعراق مازالت تحت الاحتلال أما العراق فكان يتمتع بالحرية وكانت جميع الدول العربية والكثير من دول العالم تتطلع الى بناء علاقات مع العراق، وكان للعراق الملكي دور فاعل في محيطه الإقليمي والدولي، حيث كان من الدول المؤسسة لعصبة الأمم ولمنظمة الأمم المتحدة وللجامعة العربية، وكان نوري سعيد حاله حال أي رئيس وزراء يعمل في إطار هذا المنهج أما أن يعود نوري سعيد ثانية فهذا غير ممكن لأن الزمن قد تغير ولكل زمان دولة ورجال.
* لماذا استبعدتم من مجلس الحكم؟
نحن لم نستبعد ولكننا رفضنا الانضمام للمجلس؟
- ولماذا رفضتم ذلك؟
لأن لنا ملاحظات جوهرية على طبيعة عمل المجلس، فنحن نعتقد انه مجلس بلا صلاحيات ،ولا اعتراض لدينا على أعضاء المجلس كأشخاص فكلهم زملاء واخوة ولكننا نعتقد أن المجلس لا يلبي تطلعات الشعب العراقي.
* هل يعني هذا أنكم ضد المنهج الأمريكي في العراق؟
انا لا اشك في نوايا الأمريكان فنواياهم طيبة، وهدفهم تحرير العراق وبناء تجربة ديمقراطية في العراق لكن المشكلة ان تصوراتهم عن الواقع العراقي خاطئة ولا يسمحون لأحد أن يصحح لهم تلك التصورات.
|