* كركوك - بغداد -رويترز:
قام وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد أمس السبت بزيارة مفاجئة إلى مدينة كركوك الواقعة في شمال العراق تفقد خلالها بشكل مباشر الاوضاع السياسية والعسكرية في العراق.
ووصل رامسفيلد في جو مطير على متن طائرة شحن من طراز سي 17 تابعة لسلاح الجو الامريكي قادماً من تفليس بجورجيا في ثالث زيارة يقوم بها للعراق هذاالعام.
واستقبله في المطار الميجر جنرال راي اوديرنو قائد الفرقة الرابعة مشاة.
ووصل رامسفيلد إلى كركوك بعد فترة وجيزة من طلوع النهار وعقد رامسفيلد اجتماعات مع قادة القوات الامريكية والزعماء السياسيين العراقيين في كركوك ومن بينهم رئيس البلدية والمحافظ.
وقد توجه بعد ذلك إلى بغداد و عقد مزيداً من الاجتماعات مع القادة العسكريين ومع بول بريمر رئيس الادارة المدنية الامريكية بالعراق ومع رئيس مجلس الحكم العراقي.
وكركوك هي مركز صناعة النفط العراقية في الشمال واكثر المدن تنوعاً من حيث الاعراق حيث يتساوى فيها تقريباً عدد الأكراد والسنة.
كما أنها نجت بصورة كبيرة من اعمال العنف التي اجتاحت اجزاء اخرى من العراق.
ومنذ زيارة رامسفيلد الاخيرة للعراق في سبتمبر ايلول تصاعدت اعمال المقاومة ضد القوات الامريكية وقوات الحلفاء وضد العراقيين الذين يتعاونون مع الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك تريد الولايات المتحدة اعادة السيادة للشعب العراقي بصورةاسرع وزادت عدد افراد الأمن العراقيين المدربين إلى المستوى الذي اصبحت عنده تتجاوز القوات الامريكية المرابطة في البلاد البالغ قوامها حوالي 130 ألفاً.
ورامسفيلد هو مهندس الحرب التي اطاحت بالرئيس العراقي السابق صدام حسين من السلطة في ابريل/ نيسان الا أنها أدت إلى مقاومة دامية ترجعها وزارة الدفاع «البنتاجون» إلى انصار صدام المسلحين.
واطلع اوديرنو وزير الدفاع الامريكي على التقدم الذي أحرزته العمليات في الأراضي الواسعة التي تسيطر عليها قواته والتي تمتد من شمال بغداد إلى كركوك وشرقاً إلى الحدود الايرانية وتشمل ثلاثة أرباع «المثلث السني» الذي تنطلق منه معظم الهجمات.
وقال اوديرنو :«أعتقد أننا أحرزنا بعض التقدم الجيد الحقيقي هنا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية او نحو ذلك من حيث اعتقال بعض الشخصيات الرئيسية التي أعتقد أنه سيكون لها تأثير على منطقة العمليات التابعة لي بأسرها».
ورداً على احد الاسئلة من رامسفيلد قال اوديرنو انه لا يحتاج إلى قوات امريكية اضافية مضيفاً: «بمرور الوقت سنستطيع بلا شك الاعتماد على عدد اقل من القوات» نظراً لزيادة عدد العراقيين الذين يجري تدريبهم للعمل في الوحدات الامنية.
وأضاف أن العمليات الامريكية النشطة الاخيرة التي استهدفت سحق المقاومة جعلت العراقيين يتقدمون بمعلومات استخبارية افضل.
ويسعى البعض إلى الحصول على وسائل أكثر سرية لنقل المعلومات نتيجة لعمليات الترويع المتزايدة من جانب المقاومين لسكان العراق المحليين.
وقال رامسفيلد وهو يتحدث عن محاولات تعقب اكثر الهاربين اهمية بمن فيهم صدام حسين: «فرصنا في العثور بالمصادفة على احد أكثر الرجال اهمية صفر».
وقال أوديرنو إن حدة هجمات رجال المقاومة في منطقته انخفضت إلى الحد الذي اصبحت عنده الحدود الايرانية محكمة إلى حد ما وان القوات التي تقودها الولايات المتحدة اصبحت قادرة على الحد من وقوع انفجار قنابل على جوانب الطرق بمعدل نجاح يصل إلى خمسة بالمئة من اعمال المقاومة.
وكان رامسفيلد قد تناول الافطار في وقت سابق مع الجنود في مطعم احدى القواعد الجوية على مائدة احاط بها الجنود.
|