Sunday 7th december,2003 11392العدد الأحد 13 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التفاؤل يسيطر على الأجواء السودانية والجيش الشعبي يرحب بالاتفاق مع الميرغني التفاؤل يسيطر على الأجواء السودانية والجيش الشعبي يرحب بالاتفاق مع الميرغني
مسؤول أمريكي يتوقَّع اتفاقاً بين الخرطوم والمتمردين في أقل من أسبوعين

* الخرطوم نيروبي الوكالات:
يشهد السودان اجواء سلام حقيقية حتى قبل توقيع الاتفاق النهائي بين الخرطوم ومقاتلي الجيش الشعبي، حيث تتوقع الولايات المتحدة الامريكية ان يتم الوصول الى اتفاق سلام خلال اسبوعين من الآن في وقت تعززت فيه آمال السلام بعد وصول وفد الحركة الشعبية الى الخرطوم بعد يوم من توقيع اتفاق بين الخرطوم وزعيم التجمع الوطني المعارض.
فقد أعرب تشالز ساندر مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية عن تفاوله بقرب الوصول للسلام فى السودان بما لا يتجاوز يوم التاسع عشر من شهر ديسمبر الحالي وذلك لقوة التفاوض وحجم التفاهم الكبير الذي تم بين الطرفين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وقال ساندر خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة في نيروبي ان السلام اصبح قريبا ودعا المجتمع الدولي الى ضرورة ممارسة ضغوط على الطرفين للاسراع بالتوصل الى سلام.
وأعلن عن اسهام الولايات المتحدة فى الجهود الرامية لاعادة البناء في الجنوب مؤكدا على موقف الولايات المتحدة الداعم لعملية السلام فى السودان.
يذكر أن سكرتارية منظمة الايجاد الراعية لمفاوضات السلام السودانية كانت قد اشارت الى ان جولة المفاوضات الحالية قد تحدد لها اسبوعان ما لم تطرأ ظروف تضطر لتمديدها.
وفي الخرطوم التي وصلها يوم الجمعة أعرب ياسر عرمان الناطق الرسمى باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان عن ترحيب الحركة بالاتفاق الذي تم توقيعه بين علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السوداني ومحمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني السوداني المعارض.
وقال عرمان ان زيارة وفد الحركة الشعبية الحالية للخرطوم تؤكد ان السلام لا رجعة عنه وأن الاطراف جادة في تحقيق سلام عادل.وأضاف ان لقاء الوفد بقيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم وبالنائب الاول اكد على اهمية إحلال السلام وتأمين الشراكة بعد توقيع اتفاق السلام الشامل..
مشيرا الى ان وفد الحركة سيجري لقاءات مع الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي امام طائفة الانصار والحزب الشيوعي ومنظمات المجتمع المدني وعدد من الشخصيات القومية.
وقد شكل وصول حركة التمرد الى الخرطوم نقطة تحول رئيسية في مسار القضية السودانية واعتبرمؤشراً على ان السلام بات قريب المنال.واصطف الآلاف من السودانيين على جانبي الطريق المؤدي إلى مطارالخرطوم لتحية وفد جيش تحرير السودان لدى وصوله إلى العاصمة السودانية يوم الجمعة في أول زيارة له إليها.
ويرأس الوفد المؤلف من عشرة أعضاء باجان أموم، المسؤول في حركة التمرد والسكرتير العام للتجمع الديمقراطي الوطني الذي يضم احزاب المعارضة السودانية.
وكان أموم أحد الرموز الاساسية التي مثَّلت المتمردين خلال جميع جولات مفاوضات السلام مع الحكومة السودانية، ويرافق أموم وفد من الدبلوماسيين يمثلون المنظمة الحكومية للتنمية (إيجاد) وكينيا وليبيا حيث وصلوا جميعا على متن إحدى الطائرات الليبية قادمين من العاصمة الليبية طرابلس.
وقال بيان وزعه المتمردون لدى وصولهم إن عملية السلام قد تلقت دفعة قوية في هذه المرحلة المهمة، حيث يعقد الجانبان محادثات تتناول الموضوعات المعلقة وهي اقتسام الثروة والسلطة والمناطق الثلاث المتنازع عليها، وذلك من أجل توقيع اتفاقية شاملة للسلام.
وأعرب وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل عن أمله أن تسهم الزيارة في إعادة بناء الثقة بين الحكومة وبين متمردي الجنوب وأن تهيئ الفرصة لجيش التحرير الشعبي السوداني للوقوف على أحدث التطورات وبصفة خاصة في مجال الاقتصاد.
وتأتي الزيارة بناء على دعوة وجهها النائب الاول لرئيس الجمهورية السودانية على عثمان طه إلى زعيم جيش التحرير الشعبي السوداني جون قرنق خلال الجولة الاخيرة لمفاوضات السلام التي عقدت في نايفاشا في كينيا في شهرأيلول/سبتمبر الماضي وخلال الزيارة رفعت أعلام جيش التحرير الشعبي السوداني عالية خفاقة على المناطق الخاضعة للحكومة السودانية لاول مرة في تاريخها. واحتفلت الحشود المبتهجة، ومعظمها من الجنوب والغرب والشرق، بالمناسبة بنحر الذبائح.
وأعرب جوزيف ملوال، وزير الطيران ورئيس جبهة الخلاص الديمقراطية المتحدة، عن أمله أن تسهم الزيارة في تحقيق السلام العادل والشامل. واعتبر مجلس وزراء جنوبي السودان، الذي لم يظهر رئيسه في المطار، الزيارة سبيلا إيجابيا نحو إزالة جميع المخاوف والشكوك التي تستبد بقلوب الاطراف المتحاربة.
كما أبدى مجلس وزراء جنوبي السودان رغبته أن ترسل الخرطوم وفودا إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الجنوب لطمأنة الناس هناك برغبتها في السلام. أما الموقف لدى وصول الوفد إلى مطار الخرطوم فكان أبعد ما يكون عن النظام، إذ رفعت الحشود المبتهجة على الاكتاف رئيس الامن في جيش التحرير الشعبي السوداني إدوارد لينو واثنين من المتحدثين باسم الجيش سامسون كواهي وياسر سعيد عرمان. وحطمت الحشود نوافذ قاعة كبار الزوار المعدة لاستقبال الضيوف في محاولتها لتحية الوفد يدا بيد، وهتف المحتشدون «يحيا جيش التحرير الشعبي السوداني... يحيا السودان الجديد».
وكان في استقبال الوفد في المطار مبارك الفاضل، مساعد الرئيس السوداني، لكن كبار مسئولي الحكومة لم يحضروا الاستقبال. كما حضر مراسم الاستقبال أعضاء المعارضة الآخرون ومن بينهم وزير الاعلام والاتصالات إبراهيم زهاوي.
أما حزب الامة المعارض فقد رحب بالزيارة ووصفها بأنها خطوة إلى الامام نحو تحقيق التسوية الدائمة لمشكلة الحرب بين جنوبي السودان وشماله.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved