Saturday 6th december,2003 11391العدد السبت 12 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

17/2/1391ه الموافق 13/4/1971م العدد 338 17/2/1391ه الموافق 13/4/1971م العدد 338
بلا عنوان
كيف السبيل إلى اختيار جنس الولد

مما يلاحظ في الأوساط الطبية في الآونة الأخيرة أن عدة أطباء يحاولون أن يكشفوا السر عن هذه القضية الخطيرة.. كيف السبيل إلى اختيار جنس الوليد قبل الولادة، بحيث تلد الأم ذكرا أو أنثى حسبما تريد هي وزوجها.
وهذه مسألة كانت قد خامرت عقل الانسان وشغلت اهتمامه منذ العهود القديمة. وقد أحصى طبيب في كتاب حديث نحو خمسمائة وسيلة أو «وصفة» لولادة البنين أو البنات حسب أمنية الوالدين. وحتى الفيلسوف أرسطو نزل ساعة من الزمن عن عالم الفلسفة لكي يؤدي نصائح في هذا الموضوع، فقال: إن طالب الولد الذكر ينبغي له أن ينتظر ريثما تهب ريح الشمال، وأما طالب الانثى فينبغي له الانتظار ريثما تهب ريح الجنوب!
وحتى في الدول الأوروبية الحاضرة لم يزل بعضهم منصرفا إلى عادات غريبة في هذا المجال، ففي بعض القرى لا يخلع الفلاحون احذيتهم قبل النوم اذا أرادوا ذكراً، وفي أمريكا يعلق الزوج بنطلونه إلى يمين السرير الزوجي اذا اراد ولدا ذكراً أو إلى يسار السرير إذا اراد أنثى!
وفي أفريقيا السوداء يطلب الوالدان من الساحر أن يناجي الأرواح لكي يرزقوا ابنا أو بنتا حسب الأماني.
وبديهي أن هذه العادات لا تمت إلى العلم بصلة وليست سوى صورة عن عجز الإنسان وجهله والتي أبطلها الإسلام بتعاليمه الواضحة البيئة فدحض تلك الخرافات الجوفاء.
غير أن العلم الطبي قد تناول هذه القضية بالبحث، وزعم طبيب أمريكي مؤخراً أنه اهتدى إلى طريقة علمية مبنية على تحليل الاجسام المذكرة والمؤنثة في السائل الجنسي، واستطاع أن يحرز النجاح في نحو ثلثي الحالات المعروضة عليه.
مختصر مكتسبات الطب في هذا الموضوع هو ان سبب التذكير أو التأنيث موصول بأجناس «الكروموسومات» أو الأجسام الملونة في السائل الجنسي. وكان الطب يعرف منذ القديم أن التذكير أو التأنيث منوط بالرجل لا بالمرأة.
ومن أطرف ما يحكي في هذا الشأن أن الاعرابية القديمة كانت تعرف ذلك ايضا معرفة بديهية، فلما غضب عليها أبو الذلفاء لانها لا تلد الا الإناث، رمته بحجرة إن صح القول إذ حملته مسؤولية ذلك كما تقول اليوم فنظمت هذين البيتين:


ما لأبي الذلفاء لا يأتينا
وهو في البيت الذي يلينا
يغضب إن لم نلد البنينا
وإنما نعطي الذي أعطينا!

أي أن تلك الاعرابية فهمت بالسليقة أن زوجها «مئناث» وان مسألة التذكير والتأنيث منوطة بالرجل لا بالمرأة، وهو ما أثبته الطب منذ ذلك الحين.
قال الطبيب الامريكي المذكور انه حسبما يحصل الجماع بين الزوج والزوجة في تاريخ كذا أو كذا يكون الولد ذكرا أو أنثى. أما سبب ذلك فهو أنه تحصل معركة أشبه بسباق الخيل بين الكروموسومات المذكرة والمؤنثة. وقال الطبيب الامريكي انه شاهد هذه المعركة تحت عدسة المجهر ولاحظ بعد ابحاثه على الحيوانات بطريقة التخصيب الاصطناعي، أن الكروموسومات المذكرة لا تعيش أكثر من 24 ساعة في حين أن المونثة تعيش 3 ايام ولذلك ينبغي لطالب الولد الذكر ان يختار اقرب تاريخ من مرحلة تخصب المبيض لدى زوجته، علما ان الطب العصري له طاقة بتعيين هذا التاريخ.
الا ان جميع الاختصاصيين غير موافقين على هذه النظرية، لا سيما ان هناك مدرسة طبية أخرى اخذت تزعم ان مسألة التذكير أو التأنيث منوطة بعمر الام! وتعتمد هذه النظرية على احصاءات يستخلص منها ان الامهات بين سن 18 و25 انما يلدن بنين بنسبة 80%، ثم تهبط هذه النسبة إلى 40% بين سن 25 و30 ثم تنعكس النسبة تماما اذ ان الامهات يلدن البنات بنسبة 80% بين سن الثلاثين والاربعين.
وأعرب ما يقال في هذه النظرية انها تعكس الحقيقة الطبية المسلم بها عامة اذ تجعل أمر التذكير والتأنيث منوطا بالمرأة لا بالرجل! الا اذا أضفنا أن الاجسام الملونة أي الكروموسومات العائمة في السائل الجنسي انما تنفعل بانفعالات مختلفة حسبما تتلقاها المرأة في سن العشرين أو الثلاثين أو الاربعين.
ومهما يكن من النظريات المتباينة، فمما لا ريب فيه ان الطب لم يزل في مرحلة التلمس والحدس والتخمين في هذا الموضوع. وربما كان هذا افضل لتوازن الجنس البشري، وليست كل معرفة مفيدة للإنسان.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved